اتهامات جديدة للحوثيين بانتهاكات لاتفاق الحديدة

TT

اتهامات جديدة للحوثيين بانتهاكات لاتفاق الحديدة

جددت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران صباح أمس خروقاتها لوقف إطلاق النار بمحافظة الحديدة الواقعة في الجزء الغربي من الجمهورية اليمنية باستهداف إحدى المجمعات التجارية داخل المدينة الساحلية بقصف مدفعي وصاروخي أدى لاندلاع حريق كبير في أحد أقسام المجمع، كما شنت هجوماً على مواقع القوات المشتركة في منطقة الجاح ضمن انتهاكاتها المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأفاد مصدر في الإعلام العسكري للقوات المشتركة بأن ميليشيات الحوثي عاودت استهداف مجمع إخوان ثابت التجاري بشكل مباشر بعدد من قذائف الهاوتزر وصواريخ الكاتيوشا، مما أدى إلى اندلاع حريق وإلحاق أضرار كبيرة في أحد الأقسام الرئيسية بالمجمع. وأضاف أن عربات الإطفاء التابعة للمقاومة الوطنية هرعت إلى المكان وتمكنت من إخماد الحريق ومنع توسعه نحو باقي أقسام المجمع.
وأشار المصدر إلى أن هذا الاعتداء الذي طال المجمع ليس الأول من نوعه حيث استهدفته الميليشيات الحوثية الإيرانية مرات عدة ضمن مسلسل التدمير الممنهج الذي تنفذه لتدمير البنى التحتية والمنشآت الحيوية في محافظة الحديدة وباقي محافظات الجمهورية.
إلى ذلك، أعلن الجيش الوطني في المنطقة العسكرية الخامسة، اعتراض وإسقاط طائرة متفجرة أطلقتها ميليشيا الحوثي باتجاه مديرية حيران شمال حجة، شمال غربي صنعاء المحاد للسعودية.
وقال مصدر عسكري، نقل عنه إعلام المنطقة، إن «الطائرة المسيرة المتفجرة تم استهدافها في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء، في مديرية حيران، وإن هذ الطائرة المسيرة الثالثة التي تعترضها قوات الجيش الوطني في سماء المناطق المحررة شمال محافظة حجة خلال شهر أغسطس (آب) الحالي، والخامسة منذ مطلع العام».
إلى ذلك، سقط عدد من ميليشيات الحوثي الانقلابية بين قتيل وجريح بغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية، التي شنت عددا من الغارات الجوية على مواقع متفرقة تابعة لميليشيات الحوثي الانقلابية في مديريات كتاف، شرق محافظة صعدة الواقعة شمال غربي صنعاء، علاوة على تدمير عدد من العربات والآليات العسكرية.
وقالت قيادة محور كتاف العسكري، في بيان لها، إن «غرفة العمليات العسكرية المشتركة للتحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، بدأت عملياتها العسكرية وذلك من خلال عمليات المسح الجوي بالرادارات لرصد مجاميع الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً».
وأضافت أن «مقاتلات الأباتشي دخلت خط المواجهة إلى جانب القوات الحكومية وما زالت الاشتباكات والمواجهات على أشدها بين الجانبين وهناك قتلى وأسرى من العناصر الحوثية في المديرية». لافتة إلى أن «الاشتباكات والمواجهات العنيفة ما زالت تدور في المديرية بين القوات الحكومية بقيادة اللواء رداد الهاشمي من جهة، والميليشيات الحوثية من جهة، وذلك بجميع أنواع الأسلحة الرشاشة والهاونات».
وأكدت قيادة محور كتاف أن «مقاتلي محور كتاف بمحافظة صعدة يسطرون أنصع صور التضحية والفداء دفاعا عن الدين والوطن ويشتبكون مع الميليشيات الانقلابية وجهاً لوجه في معركة بطولية ملحمية في مسيرة التحرير والانعتاق من العبودية والكهنوتية الإمامية الجديدة».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».