مكتب دبلوماسي لهندوراس في القدس تمهيداً لنقل السفارة

TT

مكتب دبلوماسي لهندوراس في القدس تمهيداً لنقل السفارة

أكدت هندوراس على أن رئيسها، خوان أورلاندو هيرنانديز، الذي سيصل إلى تل أبيب في زيارة رسمية، الليلة القادمة، سيفتتح «ممثلية دبلوماسية رسمية» في مدينة القدس الغربية، وسيعلن اعتراف بلاده بها عاصمة لإسرائيل.
ونقل على لسان مكتب رئيس هندوراس، أن المكتب في القدس سيكون بمثابة امتداد لسفارة بلاده القائمة في تل أبيب، بينما قالت مصادر في تل أبيب إن الممثلية ستكون مقدمة لنقل السفارة كلها من تل أبيب إلى القدس.
وكانت سارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي، قد كشفت، أول من أمس (الثلاثاء)، أن «هندوراس ستفتتح ممثلية دبلوماسية لها في القدس». وقالت، خلال استضافتها في برنامج تلفزيوني في القناة الخاصة بحزب «الليكود»، إنها كانت قد طرحت مطلباً بهذا الشأن على رئيس هندوراس، خلال زيارة رسمية لها إلى غواتيمالا. وقالت إنها خلال مأدبة غداء بحضور رئيس غواتيمالا، جيمي دي مورلاس، وزوجته باتريسيا دي مورلاس، طلبت من الرئيس دي مورلاس، أن يساعدها في جهودها لنقل سفارة هندوراس إلى القدس. فقام هذا على الفور بالاتصال هاتفياً برئيس هندوراس، صديقه، ونقل له الاقتراح. وأخبره أن هذا يأتي بطلب من السيدة نتنياهو. فوافق هيرنانديز بلا تردد.
ولكن مصادر في الخارجية الإسرائيلية ذكرت رواية أخرى للموضوع، فقالت إن مسؤولي الوزارة أجروا، في السنة الأخيرة، اتصالات دبلوماسية كثيفة لإقناع هندوراس بنقل سفارتها لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس. وإن نتنياهو طرح الموضوع خلال لقاء ثلاثي جمعه مع رئيس هندوراس، ووزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، خلال حفل تنصيب جايير بولسونارو رئيساً للبرازيل. وفي حينه اشترط هيرنانديز فتح سفارة إسرائيلية في عاصمة بلاده، تيجوسيجاليا، واستيراد البن من هناك، كما اشترط أن تقوم الولايات المتحدة بإلغاء التقليص في التحويلات المالية لهندوراس، بذريعة أنها تتحفظ من الحد من الهجرة إلى الولايات المتحدة. وعندما حصلت على مطالبها، حضر وفد رسمي من هندوراس إلى إسرائيل لإجراء محادثات. وقد تم الاتفاق بين الطرفين على الاكتفاء بفتح مكتب تجارة دبلوماسي، كما فعلت كل من هنغاريا والتشيك وأستراليا.
يشار إلى أن الزيارة الأخيرة لهيرنانديز إلى إسرائيل كانت عام 2015، وكان جميع وزراء حكومته بمعيته. وحينها صرح بأنه «حصل تغيير استراتيجي بشأن تعامل بلاده مع إسرائيل»، وأن بلاده ستصوت إلى جانب إسرائيل في التصويتات المهمة في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
يذكر أن الولايات المتحدة كانت أول دولة تنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، وذلك في 14 مايو (أيار) 2018، كهدية من الرئيس دونالد ترمب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمناسبة 70 عاماً على قيام إسرائيل.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.