«شاعرة الثورة» تحكي قصة القصيدة التي أسقطت البشير

مروة مأمون قالت لـ «الشرق الأوسط» إنها كتبتها منذ زمن بعيد

TT

«شاعرة الثورة» تحكي قصة القصيدة التي أسقطت البشير

مروة مأمون هي إحدى مناضلات (كنداكات) السودان اللاتي أشعلن لهيب ثورة ديسمبر (كانون الأول) التي أسقطت عمر البشير وبرزت في ساحات الانتفاضات مع الثوار لتنال لقب شاعرة الثورة، وأبرزتها وسائل الإعلام العالمية وهي تهتف بقصيدتها العصماء «ثورة في دمي» التي رددها وراءها جمهور الثورة شيوخاً ونساءً وأطفالاً وشباباً.
تقول مروة مأمون لـ«الشرق الأوسط»: «كل الشعب السودان شارك في صناعة التغيير في ثورة ديسمبر وبكل فخر أقول إنني أسهمت في إسقاط البشير بقصيدتي (ثورة في دمي)». وتضيف: «عندما اشتد الوطيس وانهال العسكر على جماهير الثورة في استاد الخرطوم بكل ما لهم من قوة وسلاح تفرق الجموع في ذلك اليوم الأغرّ وكادت تنقضي الثورة فإذا بي أهتف بصوت عالٍ بهذه القصيدة الثورية التي ألهبت مشاعر الجميع فجاءت الحشود من شقوق الأرض تهتف معي ومن جديد تجمهر الناس وواصلت المسير فتحقق النصر».
وعن قصة القصيدة التي ذاع صيتها داخل وخارج السودان تقول مروة: «كتبت القصيدة منذ زمن بعيد ولكن يوم الثورة اتخذت شكلاً مختلفاً وتغيرت ملامحها وانطلقت مفرداتها بغير الشكل الذي وُلدت به في ذلك الزمن حيث تم تعديل بعض أبياتها. في عام 2008 وبداية 2009 تعرضتُ للسجن وحكم عليّ القاضي بشهر سجناً، لحظتها أطلقت زغرودة، وعندما زغردت أضاف إلى السجن غرامة مالية، فوجدتُ نفسي أكتب هذه القصيدة في السجن وأرددها (يا ثورة في دمي راجياك طول عمري)... الموقف أخرج هذه القصيدة ولكن لم تكن بهذا الشكل الذي خرجت به في الثورة».
وتضيف: «بالنسبة إليّ الثورة لم تبدأ في ديسمبر. كنت في المرحلة الثانوية في بداية حكومة الإنقاذ وخرجت في مظاهرة كانت نقطة بداية انتفاضتي في الشارع ولم يكن لي انتماء لأي حزب ولكن كانت فكرة الحكم العسكري مرفوضة». وتقول: «في الجامعة نشطت سياسياً وانتميت إلى حزب الأمة وحدثت اعتقالات وضرب وحُرمت من دخول سكن الطالبات. كانت الجامعة بعيدة أصحو لها فجراً وأعود منها ليلاً».
وترى مروة أن القصيدة «أثّرت في جيل جديد، وسأكون في ذاكرة الأطفال لأكثر من 50 عاماً وقوى الحرية والتغيير تمثلني وتمثل تطلعاتي كجزء من الشعب الذي تعبر عنه».
وتؤكد أنها ليست مهتمة بالترشح لأي موقع في الحكومة «ولكن المشروع الذي سأعمل عليه هو رسالة دكتوراه حول السلام وفض النزاعات وربطه بالحكم الرشيد لخدمة السودان وأفريقيا».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.