«الحشد» يشيّع قائده الميداني... ويحمّل التحالف الدولي مسؤولية الضربات الإسرائيلية

عناصر من «الحشد الشعبي» يحملون نعش أبو علي الدبي  خلال مراسم تشييعه في النجف أمس (أ.ف.ب)
عناصر من «الحشد الشعبي» يحملون نعش أبو علي الدبي خلال مراسم تشييعه في النجف أمس (أ.ف.ب)
TT

«الحشد» يشيّع قائده الميداني... ويحمّل التحالف الدولي مسؤولية الضربات الإسرائيلية

عناصر من «الحشد الشعبي» يحملون نعش أبو علي الدبي  خلال مراسم تشييعه في النجف أمس (أ.ف.ب)
عناصر من «الحشد الشعبي» يحملون نعش أبو علي الدبي خلال مراسم تشييعه في النجف أمس (أ.ف.ب)

خلافاً لتحاشي بيان وزارة الخارجية العراقية أو بيان «الرئاسات الثلاث»، أمس، ذكر إسرائيل بالاسم فيما يخص الهجمات على مواقع الحشد الشعبي، أعلن تحالف «الفتح» النيابي الذي تعمل تحت مظلته غالبية الفصائل الحشدية الممثلة في مجلس النواب، صراحة، إدانته الشديدة لما وصفه بـ«الاعتداءات الصهيونية المتكررة التي استهدفت مخازن أسلحة «الحشد» ومعسكراته حتى وصلت إلى استهداف قيادته»، واعتبرها «إعلان حرب ضد العراق».
ورأى «الفتح» في بيان أن «الاستهداف الذي طال أحد قيادات الحشد في مدينة القائم يمثل انعطافة خطيرة في مجرى استهدافات الكيان الصهيوني للحشد الشعبي وكيانه وقياداته».
وذكر أنه «يحتفظ بحق الرد على (الاستهدافات الصهيونية)». وحمّل «التحالف الدولي وبخاصة الولايات المتحدة الأميركية المسؤولية الكاملة إزاء هذا العدوان»، واتهمها بتوفير الغطاء للاستهدافات الإسرائيلية. وطالب الحكومة العراقية والبرلمان «حماية الشعب العراقي وأجهزته الأمنية وجيشه وحشده، وأن تنفتح على جميع الخيارات الاستراتيجية التي من شأنها حماية الأجهزة والمعدات والأسلحة التي تحفظ سيادة العراق وأمنه الوطني وكرامته واستقلاله».
من جهة أخرى، قال إعلام هيئة «الحشد الشعبي»، إن عدداً من قيادات «الحشد» والمئات من أنصار «الحشد» في بغداد شاركوا صباح أمس في تشييع كاظم علي محسن واسمه الحركي «أبو علي الدبي»، مسؤول الدعم اللوجيستي للواء 45 في الحشد، الذي قتل في هجوم بطائرات درون في القائم غرب الأنبار على الحدود مع سوريا أول من أمس.
بدوره، طالب النائب عن كتلة «صادقون» التابعة لـ«عصائب أهل الحق»، حسن سالم، أول من أمس، الحكومة بـ«إنذار القوات الأميركية في العراق بالمغادرة والا ستكون في مرمى سلاح المقاومة».
ولفت انتباه المراقبين المحليين (حتى كتابة هذا التقرير) امتناع أغلب الكتل والجهات السياسية العراقية عن الإدلاء بأي تصريح أو بيان يتعلق بالقصف المجهول أو الإسرائيلي لمواقع «الحشد»، وباستثناء «الاستغراب والرفض الشديدين» اللذين صدرا عن رئيس تيار «الحكمة الوطني» عمار الحكيم لما سماه «التهاون الحكومي الواضح أمام الانتهاكات المتكررة لسيادة العراق»، لم يصدر عن زعيم التيار الصدري الذي يمثل ائتلاف «سائرون» الذي يدعمه ثقلاً كبيراً في البرلمان أي بيان أو تعليق على حوادث الاستهداف الأخيرة، كما لم تصدر مواقف واضحة وصريحة عن غالبية القوى السنية والكردية العراقية.
في هذا الإطار، يرى رئيس «مركز التفكير السياسي» احسان الشمري، أن «البلاد تعيش ما يشبه مرحلة اللاموقف». ويعتقد الشمري في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «ذلك ناجم عن اعتبارات كثيرة، منها، عدم توصّل الحكومة والجهات الرسمية إلى الجهة الحقيقية التي تقف وراء عمليات الاستهداف، رغم المعطيات الكثيرة التي تشير إلى إسرائيل». كذلك، يعتبر الشمري أن «ثمة اعتبارات سياسية ترتبط بطبيعة التعاطي مع الحدث، تتعلق بدرجة القرب أو البعد من الحكومة أو (الحشد) أو إيران، وكل هذه العوامل دفعت إلى عدم وجود موقف». ويشير إلى أن «الكرد لديهم حساباتهم المحلية الخاصة، جزء منها يتعلق بطبيعة الجهات المتهمة بالقصف وعلاقاتها الجيدة معها؛ لذلك نرى أنهم ينظرون للأمر بصفته شيئاً خارجاً عن الإقليم وعلى حكومة بغداد معالجته».
أما القوى السنيّة، والكلام للشمري، فينظر قسم كبير منها إلى أن «الاستهداف يطال جماعات مرتبطة بإيران، بدليل أنها لم تطل سرايا السلام أو حشد المرجعية المرتبطين بهيئة (الحشد)، كذلك يرون أن الاستهدافات لم تطل الجيش العراقي وبقية صنوفه؛ لذلك، يرون أنفسهم غير ملزمين بإعلان موقفهم».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.