ترمب: مصر تقدمت... وما حققه السيسي «ليس بالأمر السهل»

دعم أميركي ـ أوروبي لجهود القاهرة في مكافحة الإرهاب

جانب من لقاء السيسي وماكرون في بياريتز أمس (الرئاسة المصرية)
جانب من لقاء السيسي وماكرون في بياريتز أمس (الرئاسة المصرية)
TT

ترمب: مصر تقدمت... وما حققه السيسي «ليس بالأمر السهل»

جانب من لقاء السيسي وماكرون في بياريتز أمس (الرئاسة المصرية)
جانب من لقاء السيسي وماكرون في بياريتز أمس (الرئاسة المصرية)

أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي، خلال لقائهما على هامش أعمال قمة مجموعة السبع (G7)، في مدينة بياريتز الفرنسية، أمس. وقال ترمب، إن مصر «حققت تقدماً كبيراً في ظل قيادة عظيمة»، مضيفاً أن «السيسي قام بعمل جيّد في البلاد، وأن ما حققه ليس بالأمر السهل». كما تلقى دعماً أوروبياً واسعاً من قادة فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا إزاء جهود مصر في مكافحة الإرهاب، ودعم الشرق الأوسط واستقراره.
وتشارك مصر في قمة «مجموعة السبع» بصفتها رئيساً للاتحاد الأفريقي عام 2019. وبعد سنوات من الاضطرابات، أعقبت ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، بدأت مصر تستعيد الاستقرار، على الصعيدين الأمني والاقتصادي.
ومدح ترمب، أمس، نظيره المصري قائلاً «أهنئك على التقدم الذي حققته مصر تحت زعامتك». وأضاف «مصر حققت تقدماً كبيراً تحت زعامة الرئيس السيسي، مع فريق ممتاز يعمل معه». وتابع: «أود أن أهنئكم على ذلك كثيراً».
في حين رد السيسي على الإشادة الأميركية بالقول، إن «التفاهم والاحترام والتقدير المتبادل بيننا أكثر من عظيم»، مؤكداً أنه يكنّ للرئيس ترمب «كل الاحترام والتقدير».
وأوضح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أن السيسي أكد قوة وعمق العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين مصر والولايات المتحدة، مشيداً بما تشهده تلك العلاقات من تطور إيجابي متواصل خلال إدارة الرئيس ترمب، مشيراً إلى حرص مصر على الاستمرار في الارتقاء بأطر التعاون المشترك في جميع المجالات، فضلاً عن مواصلة التنسيق والتشاور مع الإدارة الأميركية حول سبل ترسيخ السلام والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.
وأكد السيسي، أن دعم المؤسسات الوطنية وترسيخ تماسكها من شأنه المساهمة في الحفاظ على وحدة الدول التي تعاني من أزمات وصيانة مقدرات شعوبها. كما أكد أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لتقويض خطر الإرهاب، ومنع وصول الدعم لتنظيماته سواء بالمال أو السلاح أو الأفراد، ودعم مصر لجميع الجهود المخلصة التي تهدف لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس مرجعيات وقرارات الشرعية الدولية، بما يسهم في إعادة الاستقرار وفتح آفاق جديدة تستفيد منها جميع شعوب المنطقة.
ونقل المتحدث عن ترمب تطلع الولايات المتحدة إلى المزيد من تطوير علاقات التعاون الثنائي على جميع المستويات، مشيراً إلى ما تحققه مصر من نجاح في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي ودفع عملية التنمية الشاملة، مؤكداً الرغبة في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين وتعزيز الاستثمارات المشتركة بينهما.
وأشاد الرئيس الأميركي بمستوى التنسيق والتشاور الاستراتيجي بين البلدين، مشيراً إلى محورية الدور المصري في منطقة الشرق الأوسط، ودعم مصر لجهود مكافحة الإرهاب والتطرف وإرساء دعائم السلام والاستقرار في المنطقة.
من جهة أخرى، التقى الرئيس السيسي نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأوضح المتحدث الرئاسي المصري، أن وجهات نظر الرئيسين توافقت حول الجهود المشتركة الثنائية بين مصر وفرنسا وأيضاً الدولية؛ سعياً لتسوية الأوضاع في ليبيا على نحو يسهم في القضاء على التنظيمات الإرهابية، ويحافظ على المؤسسات الوطنية للدولة، وكذا مواردها، ويحد من التدخلات الخارجية.
وأضاف السفير راضي، أن الرئيس السيسي أشاد بقوة وتميز العلاقات المصرية – الفرنسية، وما تتسم به من خصوصية تاريخية. ونقل عن الرئيس الفرنسي حرص بلاده على تعزيز آليات التعاون المشترك، ومواصلة تطوير العلاقات الثنائية.
وأشار إلى أن اللقاء تطرق إلى بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وبخاصة على المستوى الاقتصادي، كما تناول اللقاء استعراض العلاقات الأفريقية - الفرنسية، في ضوء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، تطورات الأزمات الإقليمية والقضايا الدولية، ومن بينها جهود إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، ومكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية.
كما التقى السيسي رئيس وزراء المملكة المتحدة بوريس جونسون، الذي أعرب عن التطلع المتبادل لأن تشهد الفترة المقبلة خطوات فعالة لتطوير العلاقات الثنائية بين مصر وبريطانيا، وتفعيل أطر التعاون المشترك في مختلف المجالات، وبخاصة الاقتصادية والسياسية والأمنية والسياحية.
وأكد جونسون عزم حكومته على الارتقاء بمختلف أوجه العلاقات الثنائية مع مصر، ولا سيما في المجالات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية، مشيداً في هذا الصدد بما تحقق في مصر على المستوى الاقتصادي من تطورات إيجابية ملموسة.
وأكد السيسي ضرورة تكثيف جهود المجتمع الدولي في التصدي للإرهاب، من خلال مقاربة شاملة تتضمن قطع تمويل الإرهاب ودعمه بالسلاح والأفراد والغطاء السياسي، فضلاً عن نشر وتعزيز الفكر الديني الوسطي ودحض الفكر المتطرف.
كما اتفق الجانبان على أهمية بذل أقصى الجهد للتوصل إلى تسويات سياسية شاملة، تعالج جذور الأزمات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط على نحو يمهد الطريق لإرساء السلام وتحقيق التنمية التي تتطلع إليها شعوب المنطقة.
في السياق ذاته، التقى السيسي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وقال السفير راضي، إن السيسي أعرب عن تقدير مصر لما تشهده العلاقات المصرية - الألمانية من تطورات إيجابية مستمرة، والتزام مشترك بتطويرها في جميع المجالات ذات المنفعة للبلدين الصديقين. وأعربت المستشارة الألمانية عن حرص بلادها على التنسيق المكثف مع مصر فيما يتعلق بالملفات السياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي، مشيرة إلى ما تمثله مصر بصفتها ركيزة أساسية للاستقرار والأمن في الشرق الأوسط وأفريقيا، ولمنطقة المتوسط.


مقالات ذات صلة

دراسة: كبار السن أكثر قدرة على تحمل حرارة الطقس مقارنة بالشباب

صحتك رجل يسكب الماء على رأسه أثناء موجة حر في هيوستن بولاية تكساس بالولايات المتحدة 25 أغسطس 2023 (رويترز)

دراسة: كبار السن أكثر قدرة على تحمل حرارة الطقس مقارنة بالشباب

كشفت دراسة مكسيكية أنه على عكس الاعتقاد السائد، فإن كبار السن أكثر قدرة على تحمل موجات الحرارة مقارنة بالشباب.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسيسكو)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
بيئة أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أكدت دراسة جديدة، نُشرت الأربعاء، أن ظاهرة الاحترار المناخي تفاقم القوة التدميرية للعواصف، مسببة زيادة السرعة القصوى لرياح مختلف الأعاصير الأطلسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
بيئة متوسط درجات الحرارة كان مرتفعاً للغاية منذ يناير حتى أكتوبر (أ.ب)

علماء: عام 2024 سيكون الأكثر حرارة على الإطلاق

كشفت خدمة «كوبرنيكوس» لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي اليوم (الخميس) عن أن عام 2024 سيتخطى 2023 ليصبح العام الأعلى حرارة منذ بدء التسجيلات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
بيئة تظهر صورة القمر الاصطناعي العاصفة الاستوائية «ميلتون» وهي تشتد وتتجه للتحول إلى إعصار قبل وصولها إلى فلوريدا في خليج المكسيك في 6 أكتوبر 2024 (رويترز)

لماذا يجعل الاحتباس الحراري الأعاصير أكثر قوة؟

يؤدي الاحتباس الحراري إلى ارتفاع درجات حرارة مياه المحيطات؛ مما يجعل الأعاصير أكثر قوة. ومع ذلك، هذا لا يعني بالضرورة أنه سيكون هناك المزيد من الأعاصير.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.