اتجاه إسرائيلي بدعم أميركي لكسر قواعد الاشتباك مع «حزب الله»

TT

اتجاه إسرائيلي بدعم أميركي لكسر قواعد الاشتباك مع «حزب الله»

فرض التصعيد الإسرائيلي على إيران وميليشياتها في كل من لبنان وسوريا والعراق، نفسه على حركة الاتصالات السياسية والدبلوماسية، بين عواصم تلك الدول مع واشنطن.
اتصال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو برئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، يوم الأحد، أعقبه اتصال برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أوضح فيه بومبيو، عبر تغريدتين، أنه أكد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها من التهديدات التي يمثلها الحرس الثوري الإيراني. وفيما نشر لبنان ما جاء في الاتصال الهاتفي بين بومبيو والحريري، الذي أكد فيه وزير الخارجية الأميركي ضرورة تجنب أي تصعيد، نشر بومبيو مضمون اتصاله بنتنياهو، الأمر الذي اعتبر أنه إشارة واضحة إلى دعم مباشر لإسرائيل.
وقال بومبيو: «تحدثت اليوم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بشأن الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة في سوريا. أعربت عن دعمي لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها من التهديدات التي يمثلها فيلق الحرس الثوري الإيراني واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع الهجمات الوشيكة ضد الأهداف الإسرائيلية». وأضاف بومبيو في تغريدة ثانية: «ناقشنا كيف تستغل إيران موطئ قدمها في سوريا لتهديد إسرائيل وجيرانها. أشار رئيس الوزراء نتنياهو إلى أن إسرائيل ستضرب أهداف الحرس الثوري الإيراني التي تهدد إسرائيل أينما وجدت».
وقالت أوساط سياسية إن بومبيو يحاول احتواء الوضع الأمني والسياسي في لبنان، خصوصاً على حدوده الجنوبية. لكنها أضافت أن تأكيدات واشنطن على حق إسرائيل بالرد على إيران تُظهر تغيرات جوهرية في الموقف الأميركي. والأمر لا ينحصر بأنه جزء من الضغوط الشاملة التي تمارسها واشنطن على طهران لإرغامها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات لعقد صفقة جديدة تطال برنامجها النووي وبرنامج صواريخها الباليستية وتدخلاتها الإقليمية، على ما كرره الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال قمة مجموعة الدول السبع الكبرى.
وتحدثت الأوساط ذاتها عن محاولة واضحة من إسرائيل، بدعم من أميركا، لكسر قواعد الاشتباك التي أرسيت بعيد حرب يوليو (تموز) عام 2006 مع «حزب الله». ولفتت إلى أن الولايات المتحدة عازمة على فرض مزيد من العقوبات على «حزب الله»، كجزء من سياسة العقوبات والشروط التي وضعتها واشنطن ضد إيران، مضيفة أن ذلك سيرافقه من الآن فصاعداً تصعيد سياسي وعسكري من إسرائيل، لحرمان «حزب الله» من إمكانية المناورة التي مارسها في السنوات الماضية، وسط عزلة سياسية داخلية وخارجية غير مسبوقة له.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.