«الشرق الأوسط» ترصد نزوحاً من منطقة معوّض

خوفاً من تداعيات انفجار الطائرة المسيّرة

TT

«الشرق الأوسط» ترصد نزوحاً من منطقة معوّض

نزح مازن (39 عاماً) وزوجته وابنه من منطقة معوض في ضاحية بيروت الجنوبية إلى منطقة بدارو القريبة، ليلة السبت - الأحد، بعد انفجار طائرة مسيرة قرب المكتب الإعلامي لـ«حزب الله»، خوفاً من «تدهور الوضع الأمني»، وبات ليلته في منزل شقيقه «ريثما تهدأ الأحوال»، كما قال.
وسمع سكان شارع معوض قرابة الساعة الواحدة فجر الأحد، صوت تحطم ناتج عن سقوط طائرة مسيرة في باحة خالية في الشارع. تنوعت التقديرات حول أسباب الحادث، وتداول السكان معلومات غير دقيقة عن اصطدام طائرة مسيرة يسيّرها أحد المواطنين في بناية، ما أدى إلى تحطمها. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن الطائرة صغيرة، يقارب حجمها نصف غرفة، ولها مراوح تشغلها، وتم نقلها بشاحنة نقل صغيرة من المحلة.
وبعد أقل من ساعة، سُمع صوت انفجار قوي في المنطقة، نتج عنه اشتعال نيران. وكان واضحاً أن الانفجار وقع في واجهة المبنى الذي يضم مكتب العلاقات الإعلامية في «حزب الله» في منطقة معوض. ولم يستطع السكان العبور إلى المبنى، حيث كانت عناصر أمنية من الحزب قد أقفلت الشارع، وفرضت طوقاً أمنياً. وقال شهود لـ«الشرق الأوسط» إن صوت الانفجار كان كبيراً، واشتعلت النيران أمام المكتب المعروف بأنه عائد للحزب. وقالوا إنه بعد فترة وجيزة (قرابة الفجر)، كانت آليات الجيش اللبناني قد وصلت إلى المكان وأقفلت الشارع أيضاً.
وارتاب السكان من تداعيات الحادث، ومن أن يتدهور الوضع الأمني ويصل إلى حدود قصف إسرائيلي، فاختار بعضهم بعد وقوع الانفجار النزوح من المحلة. وقال مازن لـ«الشرق الأوسط» إنه عاد ظهر أمس الأحد إلى منزله، حيث تشهد المنطقة حضوراً أمنياً مكثفاً من الأجهزة العسكرية والأمنية اللبنانية.
ومنطقة معوض، تعد واحدة من أرقى الشوارع في الضاحية الجنوبية، وتقع على الطرف الشمالي الشرقي من الضاحية، ويتواجد على مستهل الشارع مبنى وزارة العمل اللبنانية، ومؤسسات مصرفية وتجارية معروفة وفندق. وعلى مسافة أمتار قليلة من موقع الانفجار أيضاً، تتواجد باحة كبيرة تنظم فيها «حركة أمل» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، احتفالات حاشدة في فترة عاشوراء وتجمع عشرات الآلاف من المناصرين لـ«أمل» يومياً على مدى 10 أيام تبدأ الأحد المقبل.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.