يلعب الإحساس دوراً حاسماً في المهام اليومية، مثل المساعدة في العزف على آلة موسيقية، كما أنّه جزء أساسي من نظام الدّفاع الوقائي في الجسم، إذ ينبهنا إلى الأشياء الموجودة في بيئتنا، التي قد تسبب لنا المشكلات، مثل التنبيه لخطر بعض الحشرات، التي تسبب الملاريا ومرض لايم، عن طريق إثارة شعور بالحكّة عندما تهبط حشرة على جلدك.
واكتشف باحثو معهد «سالك» في أميركا، كيف تساعد الخلايا العصبية الموجودة في الحبل الشوكي في نقل الإشارات المسؤولة عن هذا الإحساس إلى الدماغ، وهو ما يساعد على المساهمة في فهم أفضل للحكة، وقد يؤدي إلى عقاقير جديدة لعلاج الحكة المزمنة التي تحدث في حالات مثل الإكزيما والسكري، وحتى بعض أنواع السرطان.
ووفق تقرير نشره موقع المعهد مساء أول من أمس، فقد توصّل الباحثون في السابق إلى مجموعة من الخلايا العصبية المثبطة للحكة في النخاع الشوكي، والتي تعمل مثل المكابح الخلوية، ووجدوا أنّه من دون هذه الخلايا العصبية، التي تنتج الناقل العصبي «NPY»، يستمر مسار الحكة بشكل مستمر، مما يسبب حكة مزمنة.
وأوضح التقرير أنّ ما عمل عليه الباحثون حديثاً في دراسة نشرت بدورية «Cell Reports»، هو فهم كيفية نقل إشارة الحكة، التي تُقمع في ظل الظّروف العادية بواسطة الخلايا العصبية «NPY»، لتسجيل إحساس بسيط بالحكة في الدّماغ، وليس إحساساً مستمراً.
ووجدوا أنّ الناقل العصبي «NPY» يتحكّم في مستوى استثارة خلايا عصبية بالنخاع الشوكي تسمى «Y1». بمعنى آخر، وجدوا أنّ إشارات «NPY» تعمل كنوع من الترموستات للتحكم في مستوى الحساسية للمس.
ويقول الدكتور ديفيد أكتون، الباحث المشارك في الدراسة: «هذه النتائج التي توصّلنا إليها في حيوانات التجارب، تؤكد ما توصلت له دراسات أخرى من أنّ بعض الأشخاص الذين يعانون من الصدفية لديهم مستويات أقل من المتوسط من الناقل العصبي (NPY)، وهذا يعني أنّ الفرامل على الحكة الميكانيكية لديهم أقل فعالية من الآخرين، وهو سبب محتمل للحكة المزمنة لديهم». ويضيف: «ما توصّلنا إليه قد يساعد على اقتراح أهداف للعقاقير لضبط الإحساس بالحكة، لدى الأشخاص الذين يعانون من استجابة مفرطة، وقد تؤدي إلى طرق لمعالجة الحكة المزمنة، ولكن هذا يقتضي إجراء مزيد من الدراسات».
وتوصلت هذه الدراسة إلى دور الناقل العصبي، وخلايا «Y1» التي تنقل إشارة الحكة في النّخاع الشّوكي. ويعتقد الباحثون أنّ هناك خلايا أخرى مسؤولة عن الاستجابة النهائية في المخ، كما يؤكد أكتون.
اكتشاف قد يقود لعلاج أكثر فاعلية لـ«الحكة المزمنة»
اكتشاف قد يقود لعلاج أكثر فاعلية لـ«الحكة المزمنة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة