مصر تدشن وحدة بحرية بترسانة بورسعيد ضمن تطوير أسطولها

بمناسبة مرور 150 عاماً على افتتاح قناة السويس أمام الملاحة الدولية

TT

مصر تدشن وحدة بحرية بترسانة بورسعيد ضمن تطوير أسطولها

دشنت مصر أمس، وحدة بحرية بترسانة بورسعيد، وذلك ضمن تطوير أسطولها البحري. وقام الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، واللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، بتدشين القاطرة عبد الحميد يوسف بقوة شد 70 طناً، فضلاً عن تدشين عدد من الأعمال البحرية الجديدة.
وقالت وكالة أنباء «الشرق الأوسط» الرسمية أمس، إن «الفريق أسامة ربيع، أكد في كلمته خلال تدشين الوحدة، الذي تزامن مع احتفالية ترسانة بورسعيد البحرية بالذكرى 150 لافتتاح قناة السويس أمام الملاحة الدولية أن الترسانة تعد صرحاً من الصروح الوطنية الرائدة في مجال إصلاح وبناء السفن، بما تمتلكه من مقومات كموقعها المتميز بالمدخل الشمالي لقناة السويس، وما تزخر به من إمكانات كثيرة أهمها، التكنولوجيا المتطورة، والكوادر البشرية عالية التدريب»، مضيفاً أن «تحديث وتطوير قدرات الأسطول البحري للهيئة من القاطرات والوحدات البحرية المختلفة، يأتيان على رأس أولويات استراتيجية العمل خلال المرحلة القادمة، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويتم ذلك وفقاً لجدول زمني محدد، وبالإمكانات الذاتية للترسانة وسواعد العاملين فيها، وهو ما يتماشى مع جهود تحسين الخدمات الملاحية المقدمة للسفن العابرة، ورفع التصنيف الملاحي لقناة السويس».
ويشار إلى أن القاطرة عبد الحميد يوسف تبلغ بقوة شدها 70 طناً، وطولها 35.8 متر، وعرضها 12.5 متر، وغاطسها 3.35 متر، وتحمل اسم الدكتور عبد الحميد، وهو المستشار السابق لرئيس هيئة قناة السويس، ومن القامات الهندسية في تاريخ الهيئة.
بدوره، قال عادل فريد، مدير إدارة الترسانات بالهيئة، إن «العمل بترسانات هيئة قناة السويس يجري على قدم وساق في اتجاهات عدة بما يتوافق مع استراتيجية العمل بهيئة قناة السويس، ويتماشى مع احتياجات الموانئ والمشروعات التنموية بمنطقة القناة»، مشيراً إلى «تنوع مجالات العمل في إصلاح وبناء السفن والوحدات البحرية المختلفة من جهة، علاوة على بناء المعديات والكباري العائمة، وغيرها من الأعمال البحرية التي تتم وفقاً لمعايير الجودة العالمية ومتطلبات السلامة المهنية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».