هيئة الانتخابات التونسية تؤكد استمرار القروي في السباق الرئاسي رغم دخوله السجن

TT

هيئة الانتخابات التونسية تؤكد استمرار القروي في السباق الرئاسي رغم دخوله السجن

أكد نبيل بافون، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية، أمس، أن الإعلامي السياسي نبيل القروي، الموقوف في السجن المدني بمنطقة المرناقية (غرب العاصمة)، ما يزال ضمن قائمة المرشحين لخوض المنافسات الرئاسية التونسية، المقررة في 15 من سبتمبر (أيلول) المقبل، معتبرا أن «صدور حكم قضائي نهائي ضده في تهم الفساد وتبييض الأموال، أو غيرها من الاتهامات، هو الكفيل بمنعه من الترشح».
وكانت قناة «نسمة» الفضائية، التي يملكها القروي، قد شنت حملة انتقادات قوية على الحكومة، واتهمتها بـ«اختطاف» القروي، لأنه «يقدم بديلاً سياسياً مهماً، ومنافساً انتخابياً قوياً لمعظم المرشحين لرئاسة تونس».
وفي السياق ذاته، أصدرت محكمة الاستئناف توضيحات حول ظروف إصدار أمر بسجن ضد كل من نبيل القروي، وشقيقه غازي القروي، المرشح بدوره ضمن قائمة انتخابية برلمانية، حيث أبرزت أن الشكاية المقدمة للنيابة العامة بالقطب القضائي المالي والاقتصادي منذ سبتمبر (أيلول) 2016، المعروضة على دائرة الاتهام بهذه المحكمة، تم النظر فيها أول من أمس، بعد استئناف المتهمين غازي ونبيل القروي قرار تجميد أموالهما ومنع سفرهما، وقد قررت الدائرة تأييد قراري قاضي التحقيق بالقطب القضائي، المتعلق بالمنع من السفر والتجميد، وإصدار أمر بسجنهما، وهو ما نفذته دورية أمنية على مستوى الطريق السيارة الرابطة بين تونس ومدينة باجة مساء أول من أمس.
ويعد القروي أحد أبرز المرشحين لرئاسة تونس، وأكثرهم إثارة للجدل.
وقد أحدث مفاجأة كبيرة في نتائج سبر الآراء الأخيرة، بتقدمه على رئيس الحكومة يوسف الشاهد، بعد أن تمكن من كسب تعاطف المواطنين، بفضل اعتماده خلال السنوات الماضية على جمعية «خليل تونس»، لتقديم مساعدات متنوعة لسكان المناطق الفقيرة والنائية، وهو ما مكنه من مضاعفة شعبيته، فيما اتهمه خصومه بـ«الشعبوية واستعمال أساليب غامضة» للتأثير على أصوات الناخبين.
وفي غضون ذلك، قال راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة (إسلامية)، إن خبر إيقاف نبيل القروي، المرشح لرئاسية 2019 «لا يسر حركة النهضة»، مضيفاً: «نحن ننتظر بيانات إضافية من القضاء لتفسير اعتقال القروي».
وعلى صعيد غير متصل، توعدت حركة النهضة، الحزب المشارك في الائتلاف الحاكم، المنتمين إلى الحزب بتجميد عضويتهم، في حال ثبوت تقدمهم بملفات ترشحهم إلى الانتخابات البرلمانية المقررة في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وقال علي العريض، نائب رئيس حركة النهضة، خلال اجتماع أمام أنصاره في مدينة منوبة (غرب العاصمة): «من يقدم ترشحه في قائمات انتخابية مستقلة يعد مخالفاً لسياسة الحركة، وسيعرض نفسه للإجراءات التأديبية المنصوص عليها في النظام الداخلي للحركة، وهي تجميد انتمائه لها»، موضحاً أن كل مرشح، سواء كان على رأس قائمة انتخابية أو ضمن تركيبتها، يعد «منافساً للحركة» التي تقدمت بمرشحين في كل الدوائر الانتخابية، البالغ عددها 33 دائرة انتخابية.
كما حذر العريض من تشتت الأصوات الموجهة للحركة، وعد أن إصرار بعض المرشحين على التأكيد على انتماء هذه القائمات الانتخابية لحركة النهضة هو «جانب من حملة التشكيك المتواصلة في الحركة»، على حد تعبيره، مشيراً في هذا السياق إلى أن حزبه خسر 3 مقاعد برلمانية في انتخابات 2014 بسبب القائمات المستقلة المنسوبة إلى حركة النهضة، التي أفرزت تشتتاً في أصوات الناخبين.
وتعول حركة النهضة على تحقيق نتائج إيجابية في الانتخابات البرلمانية، وقد رشحت راشد الغنوشي، رئيس الحركة، لرئاسة القائمة الانتخابية بدائرة تونس الأولى الانتخابية، كما تسعى، وفق عدد من المراقبين، إلى ضمان أكبر تمثيل في البرلمان المقبل، قصد ضمان مشاركة فعالة في تسيير الشأن العام في نظام برلماني معدل، تعود فيه سلطة القرار بشكل كبير إلى البرلمان.
وفي السياق ذاته، أكد عدد من قيادات حركة النهضة تعيين سمير ديلو، القيادي بالحركة ذاتها، مديراً للحملة الانتخابية الرئاسية لعبد الفتاح مورو، مرشح حزب النهضة. وقد أشاد أنصار الحركة باختيار سمير ديلو، الذي عمل في سلك المحاماة، لإدارة حملة مورو، واعتبروا أنه «اختيار موفّق»، استعداداً للمنافسة الحادة التي سيعرفها مرشح النهضة مع بقية المنافسين.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.