تجدد الاحتجاجات في الرمثا الأردنية وتصعيد بأعمال العنف

تجدد الاحتجاجات في الرمثا الأردنية وتصعيد بأعمال العنف
TT

تجدد الاحتجاجات في الرمثا الأردنية وتصعيد بأعمال العنف

تجدد الاحتجاجات في الرمثا الأردنية وتصعيد بأعمال العنف

تجددت الاحتجاجات الشعبية في مدينة الرمثا الأردنية على الحدود السورية مساء اليوم، وسط تصعيد من قبل المتظاهرين واستخدام الزجاجات الحارقة ضد قوات الدرك المتواجدة بكثافة منذ فجر أمس.
وفيما أحرقت مركبة تابعة لقوات الدرك الأردنية، لم تسجل أي إصابات بين صفوف المتظاهرين أو القوى الأمنية، بحسب مصادر تحدثت لـ"الشرق الأوسط"، ويأتي ذلك وسط فشل لاجتماع حكومي مع نواب ووجهاء من المنطقة لاحتواء الاحتجاجات، وطرح حلول على المتظاهرين.
وكانت منطقة الرمثا الحدودية شمال الأردن شهدت احتجاجات عنيفة فجر أمس بعد قرار حكومي صدر الأسبوع الماضي، يقضي بتحديد كمية الدخان الذي تسمح بها السلطات للمسافرين إدخالها عبر المراكز الحدودية.
وفيما تدخل وجهاء ونواب المنطقة لتطويق الاحتجاجات الشعبية التي تخللها هتافات باسقاط الحكومة، وإغلاقات طرق وحرق إطارات، أعلنت الحكومة في وقت مبكر من فجر أمس عن الدعوة لعقد اجتماع لبحث مطالب المحتجين.
وقالت الحكومة في قرارها الذي بموجبه حددت كميات الدخان المسموح دخولها مع المسافرين، بأنه لأسباب تتعلق بزيادة عجز الموازنة بعد استمرار عمليات تهريب الدخان عبر المنافذ الحدودية بطريقة أثرت على قيمة المبالغ المتأتية من دفع الضرائب والجمارك على هذه السلع، التي تشكل رقماً ثابتاً من إيرادات الموازنة وفق تصريحات سابقة لوزير المالية الأردني عز الدين كناكرية.
و بينت الحكومة في نص القرار الذي اطلعت عليه "الشرق الاوسط" بأن إدخال كمية غير تلك المحددة بالقرار الرسمي تعتبر عملية تهريب يعاقب عليها القانون، وسط تعهد الحكومة بتعديل التشريعات اللازمة واعتبار التهريب جناية وليس جنحة.
إلى ذلك قال النائب عن لواء الرمثا خالد أبو حسان لـ"الشرق الأوسط" بأن القرار الحكومي يستهدف بشكل خاص حركة "البحارة" (هم سكان ينشطون في تجارة البضائع المختلفة بين الأردن وسوريا) من أهالي مدينة الرمثا الذين يعتمدون على التجارة البينية مع الحدود السورية.
وفيما أكد النائب بأن التشريعات حق للحكومة وتصدرها لحماية حقوق المواطنين وحفظ أموال الخزينة وايراداتها، لكن في الوقت نفسه أكد أبو حسان على أهمية مراعاة المناطق الحدودية وطبيعة التجارة القائمة بين سكان تلك المناطق وهو ما يحتاج لدراسة الآثار الاجتماعية قبل تطبيق التشريعات بنصوصها الجامدة، الأمر الذي لا يتعارض مع سيادة القانون، كما يأخذ في الاعتبار طبيعة أعمال سكان المنطقة في التجارة المشروعة بعيدا عن الوظائف الحكومية أو في القطاع الخاص.
وفي بيان صادر عن "تنسيقية بحارة الرمثا" جرى نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يتسن التأكد من صحته، اعتبر بأن الاحتجاجات "جاءت كرد فعل على قرارات الحكومة المجحفة تجاه بحارة وأهالي الرمثا من خلال التصّيد لقطع رزق الأردنيين بحجة تهريب الدخان".
وأكد البيان بأن على "قرارات الحكومة ضد عمليات التهريب أن تتم من خلال محاربة زعماء التهريب القائمين على إدخال أطنان الدخان والمخدرات من سوريا إلى المملكة عبر الحدود الشمالية".
واتهم البيان أشخاصاً باسمائهم الصريحة اعتبرهم يقفون وراء عمليات التهريب الكبرى، رابطاً البيان بين تلك العمليات وإحالات على التقاعد جرت مؤخرا بين صفوف ضباط في المؤسسات الأمنية.
وشدد البيان على أن إنقاذ البلاد اقتصاديا لا يتم "من خلال حظر دخول اكثر من كروز دخان، وإنما بالرجوع إلى الأسباب الرئيسية وملاحقة الكميات الهائلة التي تدخل البلاد".



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.