توقعات بصدور الحكم في تفجيري مسجدي طرابلس نهاية العام

وقعا قبل ست سنوات ويحاكم فيهما غيابياً ضابطان سوريان

TT

توقعات بصدور الحكم في تفجيري مسجدي طرابلس نهاية العام

توقع نقيب المحامين في طرابلس والشمال، محمد المراد، أن يصدر الحكم في قضية تفجيري مسجدي السلام والتقوى قبل نهاية هذا العام، فيما أكد أمين عام «تيار المستقبل» أحمد الحريري «أن العدالة لطرابلس حق والدولة مطالبة بتسريع إحقاقه».
وكان التفجيران استهدفا عام 2013 مسجدين في مدينة طرابلس، شمال لبنان، ما أدى إلى مقتل نحو 49 شخصا وسقوط أكثر من 800 جريح، وهي العملية الأعنف في التفجيرات التي طالب لبنان في تلك المرحلة.
وقال المراد، وهو وكيل بعض أهالي الضحايا والمتضررين، بمناسبة الذكرى السادسة للتفجيرين: «الملف يزخر بأدلة علمية ووثائق ومعطيات بين المسار التفصيلي الذي على أساسه اتخذ قرار التفجير، وتجسدت آليات تنفيذية».
وأشار مراد إلى أن «جلسة المرافعات ستعقد في نهاية شهر سبتمبر (أيلول) المقبل»، متوقعا أن يصدر الحكم في هذه القضية قبل نهاية هذا العام، ومتمنيا أن «يرسي الحكم فيها كل مقاصد العدالة والقضاء على مفاهيم سياسة الإفلات من العقاب».
من جهته، رأى أحمد الحريري أن «الجريمة التي ارتكبت بحق طرابلس لا تغتفر، لا بعد 6 سنوات، ولا بعد 60 سنة، والمجرمين، وإن تأخرت العدالة، سينالون عقابهم، عاجلا أم آجلا، ونحن أهل العدالة لن نيأس في انتظارها، ولن يهدأ لنا بال قبل أن تتحقق، ونستعيد حق طرابلس وأهلها الصابرين على ما أصابهم».
وأضاف الحريري: «العدالة لطرابلس حق لها على الدولة المطالبة بتسريع إحقاقه عبر المجلس العدلي، وهي أيضا حق لكل اللبنانيين الذين ينبذون الفتنة التي خطط لها نظام الإجرام كي تحرق لبنان، من تفجير المسجدين، إلى مخطط سماحة - المملوك الذي أحبطه أبطال شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي. طرابلس لن تعيش إلا بسلام وتقوى في انتظار العدالة، ولن تنسى، ولن ننسى معها، الشهداء الأبطال رحمة الله عليهم، ولن نكون إلا مع أهلها، كما كنا دائما، نتصدى للفتنة، وندافع عنها، وعن حقها، مهما كانت التحديات والتضحيات».
من جهته طالب «حزب القوات اللبنانية» في منطقة طرابلس في بيان له الدولة «بتحقيق العدالة الكاملة في هذا الملف عبر ملاحقة كل من تورط في هذه القضية وخاصة من ثبت تورطهم من قبل النظام السوري».
وبنتيجة التحقيقات كانت قد أوقفت خلية مؤلفة من 5 أشخاص من جبل محسن، تورطوا في تنفيذ التفجيرين واتهم القضاء اللبناني ضابطين في المخابرات السورية عملا على التخطيط والإشراف على العملية، وهما النقيب في فرع فلسطين محمد علي علي والمسؤول في فرع الأمن السياسي ناصر جوبان، كما سطرت مذكرات تحرّ لمعرفة هويات الضباط المسؤولين عن الضابطين المنفذين لتنفيذ العملية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.