ولي العهد السعودي: ننعم بالاستقرار وسط منطقة تعج بالفوضى

تحتفل السعودية اليوم بعيدها الوطني الـ84، إحياء لذكرى إعلان الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن، توحيد البلاد، وتسميتها بـ«المملكة العربية السعودية».
وسيشهد سكان المناطق السعودية، احتفالات رسمية بهذا اليوم، حيث جهزت أمانات المناطق عشرات الفعاليات ليحتفل سكانها بهذا اليوم، إضافة إلى إطلاق الألعاب النارية، التي ستزين سماء العاصمة الرياض وعدد من المدن السعودية.
وكان فجر الخامس من شهر شوال من العام 1319هـ (23 ستمبر 1932) قد شهد استعادة الموحّد الملك عبد العزيز - رحمه الله - مدينة الرياض، عاصمة المملكة اليوم، لتكون أولى لبنات هذا البناء الذي حقق قفزات تطور هائلة في عمر يعد قصيرا مقارنة بحضارات الدول، وأصبحت دولة ذات قرار مؤثر على الصعيدين السياسي والاقتصادي ليس في المنطقة فحسب بل وفي العالم.
وأصبحت السعودية في عهد الملك عبد العزيز ذات مكانة دولية خاصة حيث انضمت إلى الكثير من المنظمات والاتفاقيات الدولية، حيث كانت السعودية من أوائل الدول التي وقعت ميثاق هيئة الأمم المتحدة عام 1364هـ (1945م) وأسهمت في تأسيس الكثير من المنظمات الدولية التي تهدف إلى إرساء الأمن والاستقرار والعدل الدولي مثل جامعة الدول العربية في عام 1364هـ (1945م).

أكد الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، أن كل ما حولنا يشير إلى نهضة جديدة ونحن نتطلع إلى ثمرات نقطفها قريبا، هي نتاج إصلاحات هيكلية لقطاعات كثيرة تحتاج دعمنا ومساندتنا وصبرنا، وتحتاج أيضا إلى مشاركتنا بفكر إيجابي نظرته أشمل وأعم، وبمدى أبعد من الدوائر الضيقة.
جاء ذلك في كلمة له بمناسبة الذكرى الرابعة والثمانين لليوم الوطني للسعودية جاء فيها ما يلي: «بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد نشهد معا هذه المناسبة العزيزة لتوحيد المملكة العربية السعودية ونفرح بها في يوم وطني هو الرابع والثمانون، ونستحضر النعم والفضائل التي خصنا الله بها في هذا البلد الغالي تحت قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الذي واصل برؤيته الثاقبة مسيرة البناء والتنمية».
وأضاف ولي العهد: «عام جديد وبلادنا تنعم بالوحدة والأمن والازدهار، نعيش استقرارا وسط منطقة تعج بالفوضى، ورخاء اقتصاديا في وقت الأزمات المالية والانكماش، نؤمن بمستقبل بلادنا وقوتها ونمضي بعزيمة وإصرار يهزم رهانات الآخرين، نفخر بشرف خدمة الإسلام والمسلمين في أنحاء العالم كافة، ونعيش همومهم وقضاياهم، فلا نبخل عليهم بالدعم والمساندة، لا نهادن ولا نناور في سياساتنا تجاه الآخرين، ونحن دائما مع الحق وإن أغضب البعض، ومواقفنا صادقة في القول والفعل».
وقال الأمير سلمان: «ننظر لعام مضى بعين فاحصة ونتطلع لعام جديد بطموح، ندعو الجميع إلى أن يكونوا جزءا منه، وكل ما حولنا يشير إلى نهضة جديدة ونحن نتطلع إلى ثمرات نقطفها قريبا، هي نتاج إصلاحات هيكلية لقطاعات كثيرة تحتاج دعمنا ومساندتنا وصبرنا، وتحتاج أيضا إلى مشاركتنا بفكر إيجابي نظرته أشمل وأعم، وبمدى أبعد من الدوائر الضيقة».
وتابع: «هدفنا أن نكون في المقدمة لأننا مؤمنون بإمكاناتنا ومقدراتنا وموقعنا ومؤمنون أكثر بشبابنا الذي بدأ يأخذ موقعه الذي يستحقه بفضل جديته وكفاءته».
وأضاف: «يؤرقنا اليوم أننا كمسلمين لم نفعل ما يكفي لحماية أمتنا من التطرف وشبابها من التشدد والغلو ما قاد بعض المغرر بهم لانتهاج العنف واستبدال العقيدة السمحة بعقيدة التكفير والإرهاب والتفجير».
ومضى يقول: «مهمتنا الأولى اليوم كمسؤولين ومواطنين أن نتكاتف لتوصيل الصورة الحقيقية للإسلام التي شوهتها قوى الظلام، وعرض ديننا العظيم بخلقه وعلمه وعمله في مواجهة الأفكار الضالة والتفسيرات المنحرفة».
وختم ولي العهد كلمته بالقول: «نسأله عز وجل أن يحفظ لنا ديننا وبلادنا وقائدنا وأن يعيد هذه المناسبة الغالية ونحن في أحسن حال أمنا وأمانا ورغد عيش».