الكرملين يرحب بـ«النصر على الإرهاب» في خان شيخون

موسكو تؤكد «مواصلة التعاون» مع أنقرة بشأن إدلب

TT

الكرملين يرحب بـ«النصر على الإرهاب» في خان شيخون

أعلن الكرملين ترحيبه بنتائج العملية العسكرية في خان شيخون، ورأى فيها «انتصاراً جديداً ومهماً على الإرهاب»، في حين أكدت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أن التطورات الميدانية الجارية حول منطقة خفض التصعيد في إدلب، لا تعني التراجع عن الاتفاقات المبرمة مع تركيا.
وفي أول تعليق للرئاسة الروسية على التطورات الجارية في إدلب، أعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن بلاده «ترحب بسيطرة الجيش السوري على خان شيخون». وزاد أن الكرملين يرى في التطور «انتصاراً مهماً على الإرهاب». ولفت بيسكوف إلى أن موسكو لا تستبعد إجراء محادثة هاتفية بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب إردوغان لبحث تطورات الموقف في إدلب، لكنه أردف أن «المحادثات قد تجري في غضون أيام» في إشارة إلى عدم تعجل الكرملين إجراء هذه المحادثات قبل استكمال الترتيبات الميدانية الجارية في منطقة إدلب، علماً بأن الرئاسة التركية كانت رجّحت أن تجري هذه المحادثات الهاتفية بين الرئيسين أمس.
في غضون ذلك، شددت الناطقة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، على «مواصلة التعاون مع أنقرة في إطار مذكرة سوتشي الموقعة العام الماضي». ولفتت زاخاروفا إلى أنه «من الضروري احترام كل الاتفاقيات الخاصة بالوضع في إدلب، وخصوصاً في مجالي العمل المشترك لمكافحة الإرهاب وفي الوقت ذاته ضمان أمن المدنيين». وقالت: إن موسكو «تنطلق في هذا السياق من أهمية الاستمرار في التعاون مع تركيا في إطار مذكرة سوتشي، التي تم التوصل إليها في 17 سبتمبر (أيلول) 2018».
وكان اتفاق سوتشي نص على إقامة منطقة عازلة بعمق 20 كيلومتراً على طول خطوط التماس وإجلاء المسلحين والأسلحة الثقيلة والمتوسطة منها. لكن موسكو انتقدت أكثر من مرة أنقرة بسبب فشلها في تطبيق الالتزامات التي أخذتها على عاتقها بموجب الاتفاق، وخصوصاً في الشق المتعلق بفصل «جبهة النصرة» وحلفائها عن أطراف المعارضة «المعتدلة» وفقاً للوصف الروسي، وهي الأطراف التي تبدي استعداداً للانخراط في العملية السياسية.
وبرزت في الأيام الأخيرة تكهنات حول اتساع هوة الخلاف بين موسكو وأنقرة بسبب التطورات الميدانية المتسارعة وسيطرة الجيش السوري مدعوماً من القوات الروسية على مدينة خان شيخون التي كانت تدخل ضمن نطاق منطقة خفض التصعيد. وأعلنت الخارجية الروسية عن محادثات مكثفة تجري على المستوى العسكري بين موسكو وأنقرة، لضمان مواصلة التعاون، وتجاوز الملفات الخلافية، وقالت لـ«الشرق الأوسط» مصادر روسية أول من أمس، إن موسكو تتطلع إلى التوصل إلى تفاهمات مع الجانب التركي تقضي بإدخال تعديلات على خرائط السيطرة على المنطقة تأخذ في الاعتبار التطورات الميدانية، من دون تقويض اتفاق سوتشي؛ كونه يشكل أساساً مهماً للتعاون بين موسكو وأنقرة.
وحصلت «الشرق الأوسط» أمس، على مقاطع فيديو من داخل مدينة خان شيخون صورها المراسل الميداني لشبكة «سبوتنيك» الحكومية الروسية، وظهرت فيها مواقع عدة في المدينة المدمرة بالكامل. وبدت خان شيخون «مدينة أشباح» في المقاطع؛ إذ لم يظهر أي مؤشر إلى بقاء أي مدنيين فيها، في حين تحركت بعض الدبابات والآليات العسكرية في الشوارع بين ركام المباني.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».