أجواء «رجال الطيب» تعكس شغف عسير السعودية بالفولكلور الغنائي

يستمرّ مهرجان «رجال الطّيب» ضمن فعاليات «موسم السودة» برعاية وزارة الثّقافة السعودية، بتقديم لوحات فنّية راقصة، كانت القبائل التي عاشت في الجزيرة العربية تستخدمها في حروبها خلال القرون القديمة، وقد توارثتها الأجيال لتشكّل اليوم فولكلوراً شعبياً يعبّر عن كل منطقة.
وتمنح الفنون الشّعبية نوعا من الزخرفة البديعة التي ترتسم على شكل لوحات فنّية أغنت تراث المملكة وأكسبته لمسة ساحرة خاصة به. ولمنطقة عسير (جنوب غربي السعودية)، أكثر من 40 لونا فولكلوريا شعبيّا تختلف باختلاف المحافظة والقبائل فيها، وجميعها تؤدى في صفوف يردّد الرجال أثناءها أبياتا من الشّعر يلقيها عليهم شاعر ما، وتختلف باختلاف الإيقاعات والمؤثرات والأداء والأوقات.
ويقدم مهرجان «رجال الطيب» يوميا، والذي يستمر حتى 31 أغسطس (آب)، في قرية رجال الترّاثية بمحافظة رجال ألمع، عروضا فلكورية، ويحتضن 9 فرق شعبيّة تعرض 40 لونا شعبيا.
وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قال عبد الرحمن هقشه رئيس فرقه عسير: «هناك فِرق أساسية ومتعددة في المنطقة، منها فرقه عسير، ورجال ألمع، وتهامة وغيرها». وأضاف: «مساحة عسير كبيرة، لذا نرى أنّ لكل قبيلة فيها لونا فلكوريا تختلف به عن القبيلة الأخرى». وتابع أنّ «أشهر تلك الألوان الشعبية، العرضة الجنوبية والدمه والزامل والقزوعي والزحفة واللعب»، وهي ممتدة باختلافاتها على محافظات عسير من بلاد بلقرن حتى ظهران الجنوب وبيشة وتثليث ومحايل عسير والساحل التهامي ورجال ألمع ورجال الحجر وقبائل عسير. وتابع: «يعتبر لون (الدَمّة) رقصا شعبيا حماسيا استخدمه القدماء خلال حروبهم، ويتميز بالقوة والسرعة في الأداء والإيقاع، وتؤدى (الدمة) في مناسبات عدة كالأفراح والأعياد وخلال ساعات النّهار».
وأشار هقشه إلى أنّ رقصة «الخطوة» تتميز بإيقاعها وأدائها الهادئ، وسميت بذلك لأن الراقص يستخدم خطواته بطريقه إيقاعية في الأداء، فأخذ اسمها من أدائها الحركي، وتختلف طريقتها وسرعتها من قبيلة لأخرى، وتؤدّى في المساء وفي آخر الاحتفالات وأبياتها الشعرية تكون في الغزل. وأكمل قائلاً: «ورقصة القزوعي الشهيرة لدى أهالي (قحطان) تؤدّى في المناسبات المهمة، وتعتمد على حركات الضرب بالأقدام على الأرض وأصوات الحناجر، في أداء متناغم يتميز بخلوّه من الإيقاعات، ويكون في صفين متقابلين يتوسطهما شاعر يردّد المؤدون أشعاره.