السلطات المصرية لفك لغز نفوق الأسماك بأحد شواطئ الإسكندرية

تسعى السلطات المصرية لفك لغز نفوق الأسماك بأحد شواطئ مدينة الإسكندرية (شمال القاهرة)، عبر تكثيف الفحوصات العلمية والبحثية للتوصل إلى أسباب ارتفاع نسبة الأمونيا بالمياه، وانتشار الديدان فيها، وانخفاض نسبة الملوحة، وفق التقرير الذي أصدره أمس المعهد القومي لعلوم البحار بالإسكندرية.
وتفجرت أزمة شاطئ الدخيلة (غرب القاهرة)، بعد بث أحد المواطنين مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، كشف خلاله انتشار الديدان البيضاء على الرمال وفي المياه، ما تسبب في حدوث حالة من الجدل والقلق في المدينة الساحلية.
وقررت محافظة الإسكندرية تشكيل لجان علمية من أجهزة الصحة والبيئة والصرف الصحي ومعهد علوم البحار، لدراسة حالة الشاطئ.
وقال الدكتور أحمد النمر، عميد معهد علوم البحار بالإسكندرية لـ«الشرق الأوسط»، إن «التقرير النهائي أثبت أن الديدان البيضاء التي ظهرت على الشاطئ هي أحد أنواع الذباب المنزلي». موضحاً أن «الذباب لديه دورة نمو مشابهة لنمو الفراشات، عبر وضع البيض والتحول لدودة ويرقة ثم لذباب، وقد يتكاثر مع موجات الحر وانتشار النفايات». ولفت إلى أن «حالة شاطئ الدخيلة ليست جديدة، فقد سبق لفريقنا البحثي اكتشاف الحالة نفسها عند ميناء المعدية، بالقرب من رشيد عام 2017».
ورصد باحثو المعهد القومي لعلوم البحار بالإسكندرية، أسماكاً نافقة، وارتفاعاً بنسبة الأمونيا لما يقارب الضعف، وتغير خصائص مياه البحر عند الشاطئ، وانخفاض نسبة ملوحتها لما يصل إلى 50 في المائة تقريباً، ما يعني وجود مصدر لضخ مياه عذبة به، يحتمل أن يكون الصرف الصحي».
ويعد شاطئ الدخيلة من الشواطئ المجانية التي تخدم الطبقات الفقيرة بالمحافظة؛ لكنه يشهد حالياً عزوفاً من المواطنين بعد تلوثه.
وقال الدكتور عبد العزيز قنصوة، محافظ الإسكندرية، لـ«الشرق الأوسط»: «سوف يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة بعد الاجتماع مع جميع الجهات ذات الصلة بالشاطئ، بعد تكثيف الفحوصات العلمية».
بدوره، أشار الدكتور وليد عبد العظيم مستشار محافظة الإسكندرية للشؤون البيئية، إلى أنه سوف يتم تطهير الشاطئ من الملوثات سريعاً، لافتاً إلى أن «شركة النظافة قد أزالت الملوثات الظاهرية التي كانت تتمثل في بقايا حيوانية نافقة، يرجح أن أحد المراكب قد ألقاها قبل دخوله ميناء الدخيلة المتاخم للشاطئ».
وقلّل عبد العظيم من حجم الأزمة، بقوله إن أزمة تلوث الشاطئ مجرد أمر عارض؛ لأنها لم تمتد إلى شواطئ المدينة الأخرى.