تقديرات إسرائيلية بـ«هبّة» فلسطينية قبل انتخابات الكنيست

تقديرات إسرائيلية بـ«هبّة» فلسطينية  قبل انتخابات الكنيست
TT

تقديرات إسرائيلية بـ«هبّة» فلسطينية قبل انتخابات الكنيست

تقديرات إسرائيلية بـ«هبّة» فلسطينية  قبل انتخابات الكنيست

قالت صحيفة «هآرتس» إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تقدر أن هبّة فلسطينية ستندلع في وقت قريب، وربما قبل انتخابات الكنيست، التي ستجري في 17 سبتمبر (أيلول) المقبل.
وتستند التقديرات الإسرائيلية إلى الواقع السياسي والاقتصادي. وقال المحلل العسكري للصحيفة، عاموس هرئيل، إن المؤشرات على انعدام الهدوء على الأرض آخذة بالتراكم. ففي الأسابيع الأخيرة طرأ ارتفاع ملحوظ في عدد العمليات ومحاولات تنفيذ عمليات.
وأرجع هرئيل جزءاً من ذلك إلى الخطاب الفلسطيني «الداعم لأعمال إرهابية»، فيما يتعلق بالتوتر في المسجد الأقصى، والتكهنات الكثيرة حول بادرة أخرى من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تشمل اعترافاً أميركياً بضم أجزاء من الضفة الغربية، إضافة إلى التوترات في القطاع، ناهيك عن الأزمة الاقتصادية الشديدة التي تواجهها السلطة بسبب قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خصم مخصصات الأسرى وعائلات الشهداء من أموال الضرائب، وامتناع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، عن تلقيها منقوصة.
وأدت هذه الأزمة إلى وضع مالي غير مسبوق. وتدفع السلطة منذ 6 شهور نصف راتب لنحو 160 ألف موظف، بينهم نحو 65 ألفاً من أفراد أجهزة الأمن الفلسطينية.
وتتفق هذه التقديرات مع تقديرات فلسطينية. وكانت الأجهزة الأمنية الفلسطينية قد حذرت من تدهور أكبر على الوضع الأمني في الضفة الغربية، وصولاً إلى احتمال اندلاع انتفاضة شاملة، في ظل الجمود السياسي الحالي والضغط الاقتصادي المتواصل.
وجاء في تقرير أمني فلسطيني، أن فرصة اندلاع عمليات مسلحة في الضفة الغربية المحتلة هي كبيرة للغاية.
والتقرير الذي أعد قبل موجة العمليات الأخيرة يركز على احتمال حدوث تدهور أمني يعقب موجة عمليات عنيفة، وصولاً إلى انتفاضة أشمل، إذا استمر الوضع الحالي كما هو.
واستند التقرير إلى شهادات من الشارع، وكتابات الشبان على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب إفادات خلال التحقيق مع معتقلين فلسطينيين. وكان لافتاً أن التقرير كتب قبل تنفيذ عملية قتل جندي إسرائيلي الأسبوع الماضي قرب الخليل، وتبع ذلك عمليتا طعن ودهس في الضفة.
وأوصى المستوى الأمني الإسرائيلي المستوى السياسي بإعادة أموال العوائد الضريبية للسلطة، خشية من انهيار السلطة إذا استمر الوضع كما هو. وأكثر ما يقلق الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن تدهوراً أمنياً محتملاً قد تشارك فيه عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية بعد انهيار السلطة، قد لا يمكن السيطرة عليه وسيتحول إلى فوضى عارمة.
وشهدت الضفة سلسلة عمليات في أسبوع واحد، رفعت من هذه المخاوف المشتركة إلى حد كبير.
وفي الأشهر الأخيرة، حذر جهاز الأمن العام (الشاباك) من أن حركة «حماس»، التي تتخذ من غزة مقراً لها، تستثمر جهوداً وموارد كبيرة في تجنيد عناصر لتنفيذ هجمات في الضفة الغربية وإسرائيل.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.