أنقرة: مسؤولون أميركيون التقوا إرهابيين داخل أراضي سوريا

مؤتمر للمعارضة التركية يستثني «الجيش الحر» و«الوحدات» الكردية

TT

أنقرة: مسؤولون أميركيون التقوا إرهابيين داخل أراضي سوريا

قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إن مسؤولين أميركيين التقوا أعضاء في «منظمة الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني» المصنفة كمنظمة إرهابية في تركيا.
وأضاف صويلو أنهم على دراية بتفاصيل اللقاء الذي جرى قبل نحو 14 يوما، داخل الأراضي السورية وجمع مسؤولين أميركيين، لم يسمهم، مع أعضاء في المنظمة.
ولفت صويلو، في مقابلة تلفزيونية، إلى أن تركيا تعرف المسؤولين الأميركيين الذين شاركوا في اللقاء وأسماء المشاركين من «المنظمة الإرهابية»، فرداً فرداً، وهي على دراية بمضمون اللقاء، دون أن يكشف عما جرى خلاله. وتابع متسائلاً: «ألا نعرف من يقف وراء حزب العمال الكردستاني (المحظور)؟ ولماذا أميركا موجودة في تلك المناطق؟ (في إشارة إلى شمال شرقي سوريا)، ولماذا تهرع دول العالم لتجد لنفسها موطئ قدم فيها؟».
وحول مشاركة «شاهين جيلو» المطلوب من قبل السلطات التركية بسبب «ضلوعه في أعمال إرهابية»، مطلع يوليو (تموز) الماضي، في التوقيع على «خطة عمل» من أجل إنهاء ومنع تجنيد الأطفال في تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في مقر الأمم المتحدة بجنيف، قال صويلو: «نحن نعرف شاهين جيلو جيداً، وموقعه في حزب العمال الكردستاني... جيلو ذهب إلى جنيف ليقول إن (تنظيمه الإرهابي) بصدد التخلي عن تجنيد الأطفال. الموضوع بالنسبة لهم بهذه البساطة».
وقال صويلو إن الأمن التركي أوقف، أول من أمس، شخصا كان يعتزم القيام بعملية إرهابية، مشيراً إلى أن تركيا تقع في جزء مهم من العالم، وقواتها الأمنية تعمل من أجل أمن المواطنين والمقيمين وإجهاض الهجمات الإرهابية المحتملة.
وجاءت تصريحات وزير الداخلية التركي في الوقت الذي تتواصل فيه أعمال إقامة مركز عمليات تركي أميركي مشترك في شانلي أورفا جنوب تركيا لتنسيق إنشاء وإدارة منطقة آمنة مقترحة في شمال شرقي سوريا تهدف تركيا من ورائها إلى إخراج وحدات حماية الشعب الكردية من منطقة شرق الفرات وسحب أسلحتهم في منطقة بعمق 32 كيلومترا وطول 460 كيلومترا، وتواجه اعتراضات أميركية على هذه الأبعاد، وكذلك فيما يتعلق بوقف الدعم الأميركي للوحدات الكردية التي تمثل العمود الفقري لـ«قسد».
في سياق مواز، قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إن تركيا مددت المهلة الممنوحة للاجئين السوريين غير المسجلين في مدينة إسطنبول لمغادرتها إلى مناطق تسجيلهم أو مواجهة الترحيل القسري، حتى 30 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وكانت ولاية إسطنبول أعلنت، الشهر الماضي، أن السوريين المسجلين في ولايات أخرى عليهم العودة إليها بحلول 20 أغسطس (آب) الجاري.
وتزايدت أعداد السوريين في إسطنبول، بشكل كبير، إذ يصل عددهم إلى أكثر من نصف مليون شخص، وإسطنبول هي أكبر المدن التركية ويقطنها نحو 15 مليون نسمة. واتخذت السلطات في الفترة الأخيرة إجراءات لترحيل آلاف السوريين إلى بلادهم في عمليات كشف مرحلون عن أنها عمليات ترحيل قسري ما أثار القلق في أوساط السوريين.
وقال صويلو، إنه سيتم السماح للذين يغادرون إسطنبول بإعادة توطينهم وتسجيلهم في أي ولاية أخرى آخر باستثناء ولاية أنطاليا الجنوبية، التي تحتل المرتبة الثانية بعد إسطنبول كمقصد سياحي.
وأضاف أنه سيتم إعفاء الطلاب وعائلاتهم وكذلك الذين لديهم وظائف مسجلة رسميا في إسطنبول من إعادة التوطين. ولفت صويلو إلى أن 347 ألف سوري في المجمل عادوا إلى بلادهم حتى الآن، وأن تركيا حددت أماكن خارج حدودها لاستضافة موجة هجرة محتملة من محافظة إدلب السورية، التي تشهد تصاعدا في هجمات النظام السوري وحلفائه.
في المقابل، أعلن حزب الشعب الجمهوري التركي، أكبر أحزاب المعارضة، عن عقد مؤتمر موسع قريبا لمناقشة سبل حل الأزمة السورية المستمرة منذ العام 2011.
وقال نائب رئيس الحزب ولي أغبابا إن «الحزب لن يدعو الجيش السوري الحر وكذلك حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري لحضور المؤتمر، بل سيدعو جهات سورية لحضور المؤتمر... لن نوجه دعوة للجيش السوري الحر، فنحن نراه منظمة إرهابية» مثل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وذراعه العسكرية (وحدات حماية الشعب الكردية).
وأضاف أغبابا أن حزبه ينظر إلى الجيش السوري الحر، على أنه من الجهات التي ساهمت في تعقيد المسألة السورية، ونشر الاضطراب والمأساة في هذا البلد.
ويدعو حزب الشعب الجمهوري الحكومة التركية، باستمرار، إلى التواصل مباشرة مع نظام بشار الأسد والتنسيق معه لمكافحة التنظيمات الإرهابية الناشطة في سوريا والمنطقة.
ويعتبر الحزب أن السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة السورية، هو إعادة العلاقات مع الأسد ونظامه والتحاور معه.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.