في وقت أكدت وزيرة الدفاع الألمانية أنغريت كرامب كارنباور أن بلادها ستدعم الجيش العراقي «بكل قوة» في ظل مخاوف من عودة نشاط المتطرفين في العراق، كشفت «خلية الصقور» الاستخبارية التابعة لوزارة الداخلية، عن مخطط لتنظيم داعش يستهدف سجن الحوت بمدينة الناصرية (محافظة ذي قار) الذي يضم عدداً كبيراً من الإرهابيين ممن صدرت بحق الكثيرين منهم أحكام إعدام. كما يضم هذا السجن أبرز رموز النظام العراقي السابق.
وقال رئيس «خلية الصقور» ومدير عام الاستخبارات ومكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية أبو علي البصري، في تصريح صحافي أمس (الثلاثاء)، إن «رجال خلية الصقور الاستخبارية تفحصوا بمنتهى الدقة والسرية أوراق ومخططات العصابات الإرهابية الخاصة بالهجوم على سجن الحوت ومدينة الناصرية بقيادة الإرهابي (بدر فارس مطلك) المتحدر من أسرة ترعى الأغنام في الصحراء الذي انتقل للعمل فيما يسمى بـ(ولاية الجنوب)، مكلفاً من قبل (داعش) بالقيام بأخطر عمل إرهابي مزدوج لعام 2019».
وأشار البصري إلى أن «المخطط الإرهابي الكبير اعتمد على القيام باستطلاع طرق سالكة لتأمين دخول 200 عنصر انتحاري وانغماسي وعدد من العجلات المفخخة والأسلحة المختلفة - أي ما يعادل نقل فوج قتالي بأسلحته كاملاً - لقطع أكثر من 1500 كلم داخل الصحراء والأراضي والمدن العراقية؛ ناهيك عن تلك المناطق التي يقطعها من الشرق السوري إلى صحراء الأنبار حتى إيوائهم في المضافات والأنفاق التي كان الإرهابي بدر فارس مطلك أحد المشرفين على إنشائها».
من جهته، كشف الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية والمتطرفة، فاضل أبو رغيف، عن أسماء ومناصب أبرز القيادات التي بقيت إلى جانب زعيم تنظيم داعش أبي بكر البغدادي. وقال أبو رغيف إن «الذين بقوا مع البغدادي جميعهم من الجيل القديم، وهم فالح القرغولي وهو الوالي الشرعي لـ(داعش) حالياً، وعبد الله قرداش، وأبو مسلم العيثاوي الذي كان والياً للأنبار وحالياً في اللجنة المفوضة التي تشرف على تعيين الولاة وأمراء القواطع». وأضاف أن «من القيادات التي بقيت معه أيضاً أبو أحمد الراوي، ورشدي الجبوري المكنى بأبي عمر البغدادي تيمّناً بأبي عمر الراوي الذي قتل في منطقة الثرثار عام 2010». وأشار إلى أن «رشدي الجبوري هو والي كركوك حالياً، وكان في وقت سابق والياً لقاطع الكرخ في بغداد»، مبينا أن «البغدادي يشعر بخلو ساحة المقربين منه نتيجة صعوبة التواصل معهم».
وفي هذا السياق، يقول الدكتور حسين علاوي رئيس مركز «أكد» للدراسات الاستراتيجية والمستقبلية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «جذور التطرف، والمناخ الذي ولّد تنظيم (داعش) الإرهابي، هي الموجودة من خلال الشحن السياسي والتنافس غير المشروع وتأخر إعمار المدن المحررة والضغط السياسي الذي يمارس على الحكومة العراقية من قبل القوى والأحزاب السياسية».
إلى ذلك، قالت وزيرة الدفاع الألمانية أنغريت كرامب كارنباور، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدفاع العراقي نجاح الشمري، في بغداد أمس (الثلاثاء)، إنهما ناقشا «دعم العراق وتدريب القوات العسكرية»، مبينة أن «العراق شهد تقدماً كبيراً بعد دحر الإرهاب». وأضافت الوزيرة الألمانية: «سنحارب مع العراق تنظيم داعش في إطار التحالف الدولي»، موضحة: «صحيح أن العمليات العسكرية انتهت لكن (داعش) ما زال موجوداً، ونحن حريصون على أن نساعد العراق في دحر الإرهاب». وتابعت أن «ألمانيا كانت وما زالت مع التحالف الدولي، وسندعم الجيش العراقي بكل قوة»، مشيرة إلى أن «هناك دعماً وتعاوناً لوجيستياً كاملاً وتعاملاً معلوماتياً من الناحية الاستخبارية لدحر الإرهاب».
من جهته، أكد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، خلال استقباله الوزيرة الألمانية، أن «العراق يولي أهمية كبيرة لعلاقات التعاون مع ألمانيا واستمرارها في جميع المجالات، ونشكر ألمانيا على وقوفها معنا في الحرب على (داعش)، ونأمل بالاستمرار في التعاون الأمني والاستخباري الذي استطعنا من خلاله حماية بلدينا وشعبينا».
من جهتها، قالت الوزيرة الألمانية: «نحن مع استقلالية القرار العراقي، واستقرار العراق وهو استقرار للمنطقة، وإننا سعداء بتطور العراق واستقراره وشجاعة قواته المسلحة، ونريد مساعدتكم في مجالات التدريب ودعم قدرات القوات العراقية وتحسين البنى التحتية والتعاون الاقتصادي، ونقف مع الحكومة العراقية في مواقفها لترسيخ الأمن والاستقرار وتطوير الاقتصاد».
إحباط مخطط لاستهداف «سجن الحوت» في الناصرية
وزيرة الدفاع الألمانية تؤكد دعم بغداد للتصدي لـ«داعش»
إحباط مخطط لاستهداف «سجن الحوت» في الناصرية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة