نظام تشغيل جديد وأدوات برمجية متقدمة في «مؤتمر هواوي للمطورين»

مستويات أداء وأمان مرتفعة لمختلف فئات الأجهزة الإلكترونية... ومختبر لمطوري الذكاء الصناعي في دبي

«مؤتمر هواوي للمطورين 2019»
«مؤتمر هواوي للمطورين 2019»
TT

نظام تشغيل جديد وأدوات برمجية متقدمة في «مؤتمر هواوي للمطورين»

«مؤتمر هواوي للمطورين 2019»
«مؤتمر هواوي للمطورين 2019»

كشفت شركة «هواوي» عما بجعبتها للمطورين من مؤتمرها السنوي «مؤتمر هواوي للمطورين» (Huawei Developer Conference 2019)؛ ومن بين ذلك نظام تشغيل جديد للأجهزة الذكية والمحمولة والشاشات الذكية، وشراكات جديدة مختلفة من بينها شراكات في المنطقة العربية لتقديم المحتوى الرقمي والخدمات المختلفة للمستخدمين، إلى جانب التحدث عن واجهة استخدامها المقبلة «EMUI10»، ومجموعة من الأدوات الخاصة بالمطورين لرفع سرعة عمل تطبيقاتهم ومستويات أمانها. ودارت فعاليات المؤتمر في مدينة دونغوان الصينية في الفترة الممتدة بين 9 و11 أغسطس (آب) الحالي.
نظام تشغيل جديد
أول ما كشفت الشركة عنه هو نظام التشغيل الجديد الخاص بها «هارموني أو إس» (HarmonyOS) الذي سيعمل على كثير من الأجهزة المحمولة والشاشات الذكية. ويختلف هذا النظام عن «آندرويد» و«آي أو إس» بأنه نظام تشغيل موزع قائم على تقنية النواة البرمجية المصغرة (Micro Kernel) لتوفير تجربة سلسة على جميع فئات الأجهزة. ويمتاز النظام بهيكلية موثوقة وآمنة تدعم التعاون السلس بين جميع الأجهزة من حول المستخدم. كما يمكن للمطور تطوير تطبيقه مرة واحدة فقط، ومن ثم نشره على كثير من الأجهزة المختلفة بسهولة كبيرة. وستطلق الشركة هذا النظام في البداية على الساعات الذكية والشاشات الذكية والنظم داخل السيارات ومكبرات الصوت الذكية، وتسعى لإنشاء نظام بيئي متكامل ومشترك عبر الأجهزة وتشكيل بيئة تشغيل آمنة وموثوقة وتوفير تجربة ذكية شاملة عبر كل تفاعل مع كل جهاز.
ويتميز النظام بأربع خواص؛ هي السلاسة والسرعة والأمان والبيئة الموحدة. بالنسبة للسلاسة، فيعتبر «هارموني أو إس» أول نظام تشغيل من نوعه يستخدم بنية موزعة توفر تجربة سلسة عبر جميع الأجهزة. وبفضل الاعتماد على البنية الموزعة وتقنية الناقل الافتراضي الموزع (Distributed Virtual Bus)، يوفر النظام منصة اتصالات مشتركة وإدارة بيانات موزعة وجدولة بيانات موزعة. ولن يعود مطورو التطبيقات بحاجة للتعامل مع التقنيات الأساسية للتطبيقات الموزعة، ما يتيح لهم التركيز على مفهوم الخدمة الفردية الخاصة بهم، ليكون تطوير التطبيقات الموزعة أكثر سهولة من أي وقت مضى.
ويمكن تشغيل التطبيقات المطورة عبر نظام «هارموني أو إس» على أجهزة مختلفة بكل سلاسة وعلى كثير من فئات الأجهزة (مثل التلفزيونات الذكية والمساعدات الصوتية الذكية والموجهات والكومبيوترات المحمولة والساعات الذكية والأجهزة اللوحية والهواتف الجوالة، وغيرها). وبالنسبة للسرعة، فيقدم النظام محركاً خاصاً لتعزيز سرعة الاستجابة ورفع كفاءة الاتصالات الداخلية بين العمليات للتصدي لتحديات ضعف الأداء. ويتولى محرك تعزيز سرعة الاستجابة بشكل مسبق مسؤولية تحديد أولويات تنفيذ المهام وحدود الوقت للجدولة. وسيتم تقديم الموارد للوظائف ذات الأولوية العليا، ما يخفض زمن استجابة التطبيقات بنسبة 25.7 في المائة، مع القدرة على رفع كفاءة وأداء الاتصالات الداخلية بين العمليات أكثر بنحو 5 مرات.
وبالنسبة للأمان، فيستخدم النظام بنية النواة البرمجية المصغرة التي تعيد تشكيل مفاهيم الأمان والموثوقية بالكامل، حيث يمتاز النظام بمستوى محسن من الأمان وانخفاض زمن الاستجابة. وتم تصميم النواة البرمجية المصغرة لتبسيط الخواص الوظيفية لنواة المعالجة وتنفيذ أكبر عدد ممكن من خدمات النظام خارج النواة، وإضافة طبقة حماية أمنية مشتركة. ويعتبر «هارموني أو إس» أول نظام تشغيل يعتمد على أسلوب التحقق الرسمي في الأجهزة ضمن بيئة تنفيذ موثوقة بهدف تعزيز مستويات الأمان بدرجة كبيرة. وننتقل إلى تقديم النظام لبيئة تطوير متكاملة وموحدة على الأجهزة المختلفة، التي تسمح بتطوير التطبيقات مرة واحدة ومن ثم نشرها عبر أجهزة متعددة، وبكل سهولة.
وبفضل بيئة التطوير المتكاملة هذه، يمتلك النظام الجديد القدرة على التكيف تلقائياً مع مختلف التفاعلات وعناصر التحكم بكل سهولة، الأمر الذي يعني تقديم خيارات أكثر وأسهل للمطورين لصنع تطبيقات تعمل على أجهزة متعددة بشكل أكثر كفاءة.
ويُتوقع أن يدعم «هارموني أو إس» تشغيل تطبيقات «آندرويد» الحالية، ولذلك قدمت الشركة أداة خاصة للمطورين تتيح لهم تحويل تطبيقاتهم من «آندرويد» إلى «هارموني أو إس» في خطوات قليلة وبكل سهولة، مع إطلاق الشركة حزمة تطوير تطبيقات تعمل على مختلف الأجهزة لإيجاد بيئة غنية خاصة بها. ولن تسمح الشركة بحصول المستخدم على صلاحيات المشرف (Root) لدواعٍ أمنية. ويتوقع أن تستمر الشركة باستخدام نظام التشغيل «آندرويد» في الفترة المقبلة إلا في حال اضطرارها لاستخدام «هارموني أو إس». وتجدر الإشارة إلى أن هذا النظام لا ينافس «آندرويد» بالكامل، بل يستهدف نظام التشغيل «فوشيا» (Fuchsia) من «غوغل» الذي يستطيع العمل على عدة فئات من الأجهزة بالنواة ذاتها دون خفض مستويات الأداء والأمان أو دعم التطبيقات.
وسيعتمد نجاح «هارموني أو إس» على إيجاد نظام بيئي ديناميكي للتطبيقات والمطورين. وتعزيزاً لاعتماده على نطاق واسع، ستصدر «هواوي» النظام حول العالم كمنصة مفتوحة المصدر (Open Source)، وستؤسس مؤسسة ومجتمعاً مفتوحي المصدر لدعم مزيد من التعاون المعمق مع المطورين. وستتيح «هواوي» إمكانية مشاركة قدراتها الأساسية في مجالات مهمة للمبرمجين، مثل الاتصالات والكاميرات والذكاء الصناعي، وستتعاون مع الشركاء لتوفير تطبيقات وخدمات تتيح للمستخدمين أفضل تجربة ممكنة لتعزيز القطاع.
ويأتي هذا النظام عقب مناوشات متعددة بين الحكومتين الأميركية والصينية منذ شهر مايو (أيار) الماضي التي نجم عنها منع الحكومة الأميركية شركات التقنية الأميركية التعامل مع الشركات الصينية (بما فيها «هواوي»)، الأمر الذي أثر على منح «غوغل» نظام التشغيل «آندرويد» لـ«هواوي»، وامتناع كثير من الشبكات الاجتماعية عن تقديم تطبيقاتها على أجهزة الشركات الصينية، وتوقف مجموعة من الشركات الأميركية المصنعة للدارات الإلكترونية من التعامل مع الشركات الصينية. وتُعتبر خطوة تطوير نظام تشغيل متكامل ضرورية إن أرادت «هواوي» الاستقلال عن الشركات الأميركية والنأي بنفسها عن الأضرار الجانبية للحرب التجارية الأميركية - الصينية.
وبما أن النظام مفتوح المصدر، فيمكن لأي شخص أو شركة استخدامه. ومن الممكن أن نشهد تحالفاً بين كبرى شركات صناعة الهواتف الجوالة الصينية لاستخدام «هارموني أو إس» في أجهزتها المقبلة، وذلك بهدف حماية نفسها من العقوبات الأميركية ضد الشركات الصينية. وتجدر الإشارة إلى أن الشركات الصينية تحتل المركز الثاني (هواوي) والثالث («أوبو» التي احتلت مكان «آبل» التي تراجعت إلى المرتبة الرابعة) والخامس (تشاومي) والسادس (فيفو) من حيث عدد الأجهزة المشحونة عالمياً.
أدوات برمجية وشراكات عربية
وأطلقت الشركة مجموعة من التقنيات والأدوات الجديد الخاصة لأكثر من 910 ألف مطور اسمها (HMS Core) من شأنها مساعدة وتحسين أداء التطبيقات على هواتف «هواوي» المختلفة لضمان أفضل تجربة للمطورين والمستخدمين معاً، وذلك من خلال توفير 14 نوعاً من الإمكانات الأساسية لمنصة (HMS Core) و51 خدمة مختلفة و885 واجهة لبرمجة التطبيقات، إلى جانب إطلاق برنامج «النجم الساطع» (Shining Star) الذي يستثمر مليار دولار أميركي لتوفير دعم فني هائل للمطورين يمكنهم من الابتكار، الذي من شأنه تسهيل مهمة المطورين في الدخول إلى عالم الخدمات وتوفير تطبيقاتهم للمستخدمين حول العالم.
وكشفت الشركة كذلك عن مختبر «ديجي إكس» (DigiX) الذي يوفر فرصاً وأدوات للمطورين تساعدهم في تطوير واختبار تطبيقاتهم عن بُعد، وهو يتضمن تقنيات تعتمد على الذكاء الصناعي والواقع الافتراضي وأدوات (HMS Core)، وغيرها. وسيوجد هذا المختبر في 6 مناطق حول العالم في 2019، وسيتخذ من مدينة دبي مقراً له في منطقة الشرق الأوسط.
الجدير ذكره أن الشركة تعمل حالياً مع كثير من صُنّاع المحتوى الرقمي حول العالم وفي المنطقة العربية لتقديمه لمستخدمي أجهزتها، مثل إدراج خدمات السفر وحجز الفنادق والطيران ضمن خدمات «هواوي» لدى البحث في المنطقة العربية، إلى جانب تقديم خدمة الأخبار اليومية الموثوقة في منطقة الشرق الأوسط عبر متصفح «هواوي» والمساعد الذكي قريباً.
واجهة تشغيل جديدة
وكشفت الشركة أيضاً عن واجهة الاستخدام الجديدة الخاصة بها (EMUI10) التي تعتمد على نظام التشغيل «آندرويد» والتي يتوقع إطلاقها في سلسلة هواتف «مايت 30» والأجهزة اللوحية المقبلة، إلى جانب إمكانية ترقية هاتف «بي 30 برو» إليها. وستقدم هذه الواجهة الجديدة تجارب استخدام شاملة بفضل قدرتها على تحقيق الترابط الذكي بين الأجهزة المتعددة، وهي عملية تماثل استخدام جهاز افتراضي بقدرات فائقة. وسيحول «محرك وقت الاستجابة الحتمي» (Deterministic Latency Engine) دون إصابة «آندرويد» بحالات التوقف عن الاستجابة الناجمة عن الخلل عند تشغيل مهام مختلفة بشكل غير منتظم، الأمر الذي يعني حصول المستخدم على تجارب استخدام سلسة ومستقرة. ويتوقع أن تستخدم هذه الواجهة آلية جديدة للتعامل مع الملفات بسرعات عالية جداً وأداء مرتفع، إلى جانب رفع سرعة أداء معالج الرسومات في الألعاب الإلكترونية.



«جيميناي 2.0»... «غوغل» بدأت إتاحة نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي التوليدي

شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
TT

«جيميناي 2.0»... «غوغل» بدأت إتاحة نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي التوليدي

شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)

أعلنت شركة «غوغل» اليوم (الأربعاء) بدء العمل بنموذجها الأكثر تطوراً إلى اليوم في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي «جيميناي 2.0» Gemini 2.0 الذي تسعى من خلاله إلى منافسة شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى في قطاع يشهد نمواً سريعاً، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتوقّع رئيس مجموعة «ألفابت» التي تضم «غوغل» سوندار بيشاي أن تفتح هذه النسخة الحديثة من البرنامج «عصراً جديداً» في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي القادر على أن يسهّل مباشرة الحياة اليومية للمستخدمين.

وأوضحت «غوغل» أن الصيغة الجديدة من «جيميناي» غير متاحة راهناً إلا لقلّة، أبرزهم المطوّرون، على أن تُوفَّر على نطاق أوسع في مطلع سنة 2025. وتعتزم الشركة دمج الأداة بعد ذلك في مختلف منتجاتها، وفي مقدّمها محركها الشهير للبحث، وبأكثر من لغة.

وشرح سوندار بيشاي ضمن مقال مدَوَّنة أعلن فيه عن «جيميناي 2.0» أن هذه الأداة توفّر «القدرة على جعل المعلومات أكثر فائدة، مشيراً إلى أن في وِسعها فهم سياق ما وتوقّع ما سيلي استباقياً واتخاذ القرارات المناسبة للمستخدم».

وتتنافس «غوغل» و«أوبن إيه آي» (التي ابتكرت تشات جي بي تي) و«ميتا» و«أمازون» على التوصل بسرعة فائقة إلى نماذج جديدة للذكاء الاصطناعي التوليدي، رغم ضخامة ما تتطلبه من أكلاف، والتساؤلات في شأن منفعتها الفعلية للمجتمع في الوقت الراهن.

وبات ما تسعى إليه «غوغل» التوجه الجديد السائد في سيليكون فالي، ويتمثل في جعل برنامج الذكاء الاصطناعي بمثابة «خادم رقمي» للمستخدم وسكرتير مطّلع على كل ما يعنيه، ويمكن استخدامه في أي وقت، ويستطيع تنفيذ مهام عدة نيابة عن المستخدم.

ويؤكد المروجون لهذه الأدوات أن استخدامها يشكّل مرحلة كبرى جديدة في إتاحة الذكاء الاصطناعي للعامّة، بعدما حقق «تشات جي بي تي» تحوّلاً جذرياً في هذا المجال عام 2022.

وأشارت «غوغل» إلى أن ملايين المطوّرين يستخدمون أصلاً النسخ السابقة من «جيميناي».

وتُستخدَم في تدريب نموذج «جيميناي 2.0» وتشغيله شريحة تنتجها «غوغل» داخلياً، سُمّيت بـ«تريليوم». وتقوم نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل أساسي على معدات تصنعها شركة «نفيديا» الأميركية العملاقة المتخصصة في رقائق وحدات معالجة الرسومات (GPUs).