المغرب يبدأ في استيعاب 15 ألف مجند بالخدمة العسكرية

بعد 11 سنة من توقف التجنيد الإجباري

TT

المغرب يبدأ في استيعاب 15 ألف مجند بالخدمة العسكرية

تنطلق اليوم في المغرب عملية انتقاء وإدماج أول فوج للمجندين، وذلك في إطار قانون التجنيد الإجباري الجديد، حسب بيان صادر عن القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية المغربية، الذي أشار إلى أن العملية ستستمر إلى غاية نهاية الشهر الحالي. وأوضح البيان أن هذه العملية ستسفر عن انتقاء 15 ألف مستفيد ضمن فوج 2019 - 2020. وهو رقم أكبر من الرقم الذي أعلن عنه قبل أشهر من طرف الحكومة والذي كان محدداً بـ10 آلاف مجند. وتجدر الإشارة إلى أن عدد الشبان والشابات الذين قدموا طلبات للالتحاق بالخدمة العسكرية ضمن هذا الفوج ناهز 134 ألف متطوع.
وأهاب بيان القيادة العليا للجيش المغربي كل المدعوين للخدمة العسكرية الذين توصلوا بأوامر الالتحاق، التوجه إلى الوحدة العسكرية المشار إليها في أمر الالتحاق في التاريخ المحدد، مشيراً إلى أن الجيش أعد 17 وحدة عسكرية منتشرة عبر ربوع المملكة لاستقبال المجندين وتوجيههم عبر حافلات عسكرية إلى مراكز التكوين التي توجد في كل من العرائش، والحسيمة، وبوعرفة، والداخلة، والعيون، ومكناس، وأكادير، والدار البيضاء، وتازة، وجدة، والراشيدية، والقنيطرة، ورزازات، ومديونة، وتادلة وكلميم.
وأشار البيان إلى أن ملفات المدعوين للخدمة العسكرية ستبت فيها لجان مختصة، إذ سيتم حصر لوائح أفواج المجندين للسنة في 15 ألف مدعو سيقضون خدمتهم العسكرية لمدة سنة تبدأ في الأول من الشهر المقبل. وتجدر الإشارة إلى أن العاهل المغربي الملك محمد السادس قرر العام الماضي عودة العمل بالتجنيد الإجباري بعد توقف دام 11 عاماً. وجرت المصادقة على قانون الخدمة العسكرية الجديد من طرف البرلمان في ديسمبر (كانون الأول) 2018، إذ صادق مجلس وزاري، ترأسه العاهل المغربي، في فبراير (شباط) الماضي في مدينة مراكش، على النصوص التطبيقية لقانون الخدمة العسكرية الإجبارية.
وتطبيقاً لهذه النصوص فتحت وزارة الداخلية المغربية أمام الشباب الراغبين في الالتحاق بالجيش فترة تسجيل للفوج الأول من الخدمة العسكرية لسنة 2019 - 2020 بدءاً من 9 أبريل (نيسان) إلى 7 يونيو (حزيران) من العام الحالي. وأسفرت هذه العملية عن تقدم 134 ألف شاب باستمارة الإحصاء المتعلق بالخدمة العسكرية للفترة 2019 - 2020، بينما شكلت الفتيات نسبة 10.17 في المائة من الإجمالي. ويسعى المغرب من خلال إعادة العمل بإلزامية الخدمة العسكرية إلى تدريب قاعدة من القوات الاحتياطية من أجل اللجوء إليها عند الضرورة للمساهمة في الدفاع عن الوطن، والتصدي لكل المخاطر الأمنية ومواجهة الكوارث الطبيعية، أو غيرها. كما يهدف المغرب من خلال إقرار الخدمة العسكرية إلى فتح فرص اندماج الشباب المغربي في الحياة المهنية والاجتماعية، عبر منح المجندين تكويناً عسكرياً ومهنياً، وتربيتهم على التحلي بالانضباط والشجاعة، وتقوية روح الالتزام والمسؤولية، واحترام المؤسسات وتنظيم الوقت واستثماره.
وينص قانون الخدمة العسكرية الجديد على إخضاع الشبان والشابات، الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و25 سنة، للخدمة العسكرية لمدة 12 شهراً، مع إمكانية الاستفادة من الإعفاء من واجب الخدمة العسكرية وفق شروط حددها القانون، وتتعلق أساساً بالعجز أو إعالة الأسرة أو متابعة الدراسة. غير أن القانون نص كذلك على إمكانية استدعاء الأشخاص البالغين أكثر من 25 سنة، الذين استفادوا من الإعفاء في السابق من أجل أداء الخدمة العسكرية إلى حين بلوغهم 40 سنة. ولم يستثنِ القانون أبناء الجالية المغربية في الخارج، لكنه جعل التحاقهم بالخدمة اختيارياً.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.