دعاء المغازي لـ «الشرق الأوسط»: المذيعات العربيات أكثر عرضة للنقد

قالت إن عملها في قناة «العربية» أكد لها أنها على الطريق الصحيح

دعاء المغازي
دعاء المغازي
TT
20

دعاء المغازي لـ «الشرق الأوسط»: المذيعات العربيات أكثر عرضة للنقد

دعاء المغازي
دعاء المغازي

دعاء المغازي مذيعة مصرية تدين بالفضل للتلفزيون السعودي الذي عرفها الجمهور العربي من خلاله سواء في قناة «الاقتصادية» المتخصصة أو على شاشة قناة «العربية» الإخبارية، والتي حققت من خلالها نجاحا كبيرا يدفعها نحو المزيد من النجاح، في محطتها الإعلامية المقبلة التي تتكتم عليها تكتما شديدا بعد تركها «العربية». وبمناسبة استعدادها للظهور على شاشة فضائية جديدة التقيناها وكان هذا الحوار.
*كيف بدأت حياتك المهنية كصحافية؟ وهل تذكرين مواقف صعبة في البدايات أو أثناء رحلتك الإعلامية؟
- بدايتي كانت على شاشة التلفزيون السعودي منذ تخرجي في الجامعة حيث عملت على شاشة قناة «الاقتصادية» السعودية منذ 5 سنوات. ولا شك أنني واجهت مواقف صعبة كثيرة لكني كإعلامية لا بد أن أتغلب عليها، وأذكر أن أصعب لحظاتي المهنية لحظة الظهور الأول لما له من رهبة لا يمكن وصفها لكن طاقم العمل وقتها ساعدني أن أتغلب عليها وأتذكر ما فعله المخرج مساعد الخثلان لمساعدتي عندما قام بتغيير فترات عمله آنذاك ليكون معي لأول مرة، لأنه كان المسؤول عني خلال فترة تدريبي قبل ظهوري على الشاشة، وأتقدم له بكل الشكر على هذا الأمر كما أشكر كل زملائي أيضا الذين ساعدوني. ومن المواقف الصعبة نطقي لاسم شخصية معروفة بطريقة مضحكة بسبب خطأ في نطق الحروف، فقرأت اسم هذه الشخصية بطريقة مضحكة وحتى الآن أتذكر الموقف كلما التقيته.
*هل شعرت في لحظة بأنك لم تختاري الوظيفة الصائبة؟
- الحمد لله أنا أشعر دائما بأنني اخترت الوظيفة الصائبة من أول ظهور لي على الشاشة وصولا لمرحلة عملي بقناة «العربية» وهي التي أكدت لي اختياري الصائب.
*كيف تختارين برامجك وأعمالك الإعلامية؟
- لقد تخصصت في الاقتصاد منذ بداية ظهوري على الشاشة، ولكن من المؤكد أن الاقتصاد مرتبط بالأمور السياسية والمرحلة القادمة ستكون أول خطوة لي في تحقيق نقلة إعلامية جديدة بعد قناة «العربية».
*كيف تنظرين لقضية حياد الإعلامي ومتى ينتهي الفصل بين رأيه الشخصي وما يقدمه على الشاشة؟
- الحياد مطلوب بمجرد ظهوري على الشاشة فأنا لا أمثل نفسي وأيضا لا أمثل جهة أو محطة فالحيادية واجبي في العمل ومن أولى خطواتي في العمل لكي أؤدي عملي بشكل جيد.
*من كان قدوتك في الإعلام؟
- السيدة منتهى الرمحي وما زلت أحب كل شيء فيها وخاصة سلاستها.
*هل تذكرين أول عمل إعلامي قدمته على الشاشة؟
- كانت نشرة صباحية اقتصادية وأذكر أنها كانت يوم جمعة.
*من هو كاتبك المفضل؟
- هم كثيرون منهم عباس العقاد وطه حسين ومصطفى محمود وأحلام مستغانمي.
*ما هو الموقع الإلكتروني المفضل لديك؟
- «تويتر».
*ما هو عدد ساعات العمل خلال الأسبوع؟
- 40 ساعة.
*كيف توفقين بين ارتباطات عملك الإعلامي والمسؤوليات الأسرية؟
- الحمد لله أحاول دائما أن افصل العمل عن الأهل لكن عائلتي بالكامل هم سندي بالحياة الذين يحفزونني على النجاح وعلى رأسهم عمي المسؤول عني منذ صغري نظرا لوفاة والدي وعمري 4 سنوات.
*هل تعتقدين أن الإعلامية العربية أكثر عرضة للمتاعب والضغوط منها في باقي دول العالم؟
- لا لا أعتقد ذلك لكني أرى أنها أكثر عرضة للانتقاد.
*ما هي الشروط التي يجب توافرها في الصحافي للعمل معك؟
- المصداقية وصحة المعلومة خلال التعامل.
*هل من المهم، في رأيك، وجود الصحافي المتخصص بتغطية أخبار معينة مثل أن تكون لديه معرفة خاصة بتنظيم «القاعدة» أو أفغانستان أو العراق؟
- من المهم أن يكون الصحافي شاملا وملما بكل شيء وإلا فشل.
*هل تستطيعين وصف ما تعنيه عبارة الصحافي الناجح أو الإعلامي الناجح؟
- المصداقية الحيادية الإلمام بالحدث سواء كان ماضيا أو حاضرا.
*ما هي نصيحتك للصحافيين الشباب في بداية حياتهم الإعلامية؟
- القراءة باستمرار ومتابعة كل ما يدور من أخبار وأن يكون له قدوة لأن ذلك أمر مهم جدا.
*لمحت إلى حدوث نقلة جديدة في حياتك المهنية قريبا بعد ترك «العربية» فما هي؟
- اعذريني لا أستطيع الإجابة فأنا بالفعل انتقلت لمحطة جديدة لكني لا أستطيع الإفصاح عنها حتى يسمح لي بذلك ولكني أعد جمهوري العربي بأنني سأنتقل لواجهة جديدة مهمة وأرجو أن أكون عند حسن ظنكم فيها.



جاندارك أبو زيد فيّاض لـ«الشرق الأوسط»: «نفتقد أسُس الفصحى وأجواء الودّ»

مع زميليها الراحل جان خوري وشارلوت وازن الخوري (جاندارك ابو زيد فياض)
مع زميليها الراحل جان خوري وشارلوت وازن الخوري (جاندارك ابو زيد فياض)
TT
20

جاندارك أبو زيد فيّاض لـ«الشرق الأوسط»: «نفتقد أسُس الفصحى وأجواء الودّ»

مع زميليها الراحل جان خوري وشارلوت وازن الخوري (جاندارك ابو زيد فياض)
مع زميليها الراحل جان خوري وشارلوت وازن الخوري (جاندارك ابو زيد فياض)

تحمل جاندارك أبو زيد فياض، «أيقونة» الإعلام في زمن الأسود والأبيض، ألقاباً كثيرة. كما كرّمها وزير الإعلام السابق زياد مكاري بدرع الوزارة، ووصفها بـ«رسولة الإعلام الرسمي» في الحرب والسلم.

من خلال برنامج الأطفال، الذي كانت تتولّى تقديمه على شاشة تلفزيون لبنان في السبعينات، لقّبت بـ«ماما جنان». وفي مهرجان «الزمن الجميل»، كرّمت تحت عنوان «رائدة الإعلام المرئي».

وفي لقاء مع «الشرق الأوسط»، أخذتنا جاندارك في مشوار ذكريات امتدت لنحو أكثر من نصف قرن، وتكلّل بنجاحات لا تزال في البال.

صورة شخصية حديثة لجاندارك في عصر ما بعد "الأسود والأبيض" (جاندارك أبو زيد فياض)
صورة شخصية حديثة لجاندارك في عصر ما بعد "الأسود والأبيض" (جاندارك أبو زيد فياض)

أول وجه نسائي تلفزيوني

يوم تخرّج جاندارك من قسم الآداب في كلية «بيروت كولدج فور وومن» (الجامعة اللبنانية الأميركية اليوم) يوم لا يمكن أن تنساه. فقد حمل إلى جانب فرحة التخرّج اتصالاً، وردها من «تلفزيون لبنان»، جاء على خلفية لقاء جمع بين شقيقها ولوسيان الدحداح، مدير التلفزيون في عقد الستينات.

تتذكر ذلك اليوم، فتقول: «يومها، وإثر اتصال بي، توجّهت إلى مبنى التلفزيون في ضاحية الحازمية. وتفاجأت بطلب يقضي بمشاركتي في افتتاح القناة اللبنانية. كان عليّ أن أطلّ مع الراحل نجيب حنكش. وعندما سألته: ما مهمتي بالتحديد؟ أجابني: ولا يهمّك، أنا أتكلّم، وأنت الحقيني».

وتشير الإعلامية الكبيرة إلى أن وراء هذه السرعة في إتمام المهمة كان التاريخ المحدد لإطلاق قناة «تلفزيون لبنان»: «لقد كان عليهم أن يفتتحوها، قبل أن يفقدوا هذا الحق».

إطلالتها تلك حفرت تاريخ تلفزيون لبنان. إذ كانت أول وجه نسائي يطلّ عبر شاشة تلفزيون «لبنان والمشرق»، كما كان معروفاً في تلك الحقبة. وبعد نحو سنة على إطلالتها الأولى، طلبوها من جديد عام 1962. أما المناسبة فكانت تتعلق بالافتتاح الرسمي للقناة.

وهنا تشرح: «أذكر أنهم رتّبوا حديقة مبنى تلفزيون لبنان لهذه المناسبة. كان ذلك في شهر مايو (أيار)، وكان الحفل يتضمّن استضافة عازف الكمان عبود عبد العال وفرقته، إضافة إلى عرض شريط غنائي مصوّر للسيدة فيروز. كانت سفيرتنا إلى النجوم هي نجمة الحفل».

جاندارك مع بعض الزميلات بينهم نهى الخطيب سعادة وإلسي فرنيني (جاندارك أبو زيد فياض)
جاندارك مع بعض الزميلات بينهم نهى الخطيب سعادة وإلسي فرنيني (جاندارك أبو زيد فياض)

العلم كان يسبق الجمال السائد اليوم

كانت جاندارك أبو زيد (فياض لاحقاً) ترغب في دخول التلفزيون بهدف قراءة نشرات الأخبار. إلا أنها عملت في عدة مجالات أخرى، وضمن برامج ترفيهية وحوارية وثقافية، وكانت بجانب حضورها وثقافتها ذات ملامح جميلة وتتمتع بصوت دافئ.

وتتابع ذكرياتها، فتقول: «في الماضي، لم يكن الجمال هو الشرط الأساسي لقبول المذيعة. كانوا يشدّدون أكثر على الاختصاص الجامعي. اليوم، ألاحظ أن مذيعات التلفزيون يشبه بعضهن بعضاً... وبات من الصعب التفرقة بينهن. عندما عملت في التلفزيون كأول وجه نسائي، ما لبثت أن لحقت بي الراحلة نهى الخطيب سعادة. لقد ابتدأت مشوارها المرئي مذيعةً للربط. وكانت تملك نبرة صوت رائعة».

وتتابع جاندارك: «أشعر أن اختيار المذيعة التلفزيونية اليوم يرتكز على جمال الوجه بشكل أكبر. في الماضي، كان العلم والعربية الصحيحة مطلوبين أولاً. اليوم، هناك مشكلة مع كثرة الأخطاء من قبل مراسلي نشرات الأخبار للقنوات المرئية. إنهم يرتكبونها، ولا سيما ما يخص قواعد العربية. ومع أنني ألاحظ تحسّناً طفيفاً في هذا الموضوع، لا يزال الأمر بحاجة إلى اهتمام أكبر كي يصبح على المستوى المطلوب».

جدير بالذكر أن مهمة مذيعة الربط اختفت تماماً من الشاشة الصغيرة. واستعيض عنها بـ«البروموشين» الترويجي للبرامج. وهنا تعلّق جاندارك: «كنا في تلك الفترة أيضاً نركن إلى هذا النوع من الترويج، ولكن بشكل قليل. يومها لم تكن قنوات إلا (تلفزيون لبنان)... وأذكر أن الراحل إبراهيم مرعشلي كان يشارك في هذه التقديمات الصوتية. وفي إحدى المرات سجّلنا ما يشبهها في منزلي. كنا نستخدم آلة التسجيل الضخمة المعروفة بـ(ناغرا)...».

مع الراحلة صباح في احدى لقاءاتها الفنية عبر شاشة تلفزيون لبنان (جاندارك أبو زيد فياض)
مع الراحلة صباح في احدى لقاءاتها الفنية عبر شاشة تلفزيون لبنان (جاندارك أبو زيد فياض)

التكنولوجيا تسهم بتحسين المرئي الحديث

تعدّ جاندارك أبو زيد فياض أن المحطات التلفزيونية حالياً محكومة بالتكنولوجيا: «لقد غيّرت وبدّلت من ممارسة مهنة المذيعة. كان المخرج في الماضي يجلس في ما نسمّيه الكنترول. وأنا في الأستوديو، وموظف الفيديو في ممر بعيد عنا. وكان من الصعب تصحيح أي خطأ نرتكبه. افتقادنا التواصل المباشر بعضنا مع بعض كان يؤخّر هذه العملية... وكنا نعتذر عن الخطأ بابتسامة أو كلمة بسيطة ونكمل البرنامج. أما اليوم، بفضل التكنولوجيا المتطورة، أصبحت الأمور أكثر سهولة وجمالية. وانعكست إيجاباً على المذيعة والفريق التقني وعلى المشاهد في آنٍ».

التلفزيون يوازي الصرح الجامعي أهمية

ترى جاندارك أن «التلفزيون مساحة تثقيفية كبيرة... توازي بأهميتها التخصص الجامعي. إنه يشكّل أداة تعليمية مهمّة إذا ما استحدثوا عبره برامج تعليمية وتثقيفية».

وعن سبب فقدان الشاشات أسماء تطبع الذاكرة، من مستوى الراحلين رياض شرارة وكميل منسى وجان خوري ونهى الخطيب سعادة وغيرهم، تردّ: «لم يكن موجوداً في زمننا إلا (تلفزيون لبنان). وكان يشكّل رابطاً وثيقاً عندهم، ولا سيما أنه لا خيار آخر بالإعلام المرئي متاح لهم. لا شك أن هناك اليوم إعلاميين ممتازين من مذيعين ومذيعات. ولكن كثرة الفضائيات ومحطات التلفزيون تصعّب مهمة فرز الأفضل والأهم والأشهر».

وسألناها عما إذا كانت تتمنى لو أنها عملت في الإعلام الحديث بدل الأبيض والأسود؟ فردت: «لا... أبداً... أنا سعيدة بتجربتي في تلك الحقبة. وأفضّل زمن الأبيض والأسود على الحالي. لقد كانت تجمعنا الألفة والمحبة وأجواء العائلة والودّ. حتى إن معظمنا المذيعات تزوّجنا من مخرجين في (تلفزيون لبنان). وأنا شخصياً ارتبطت بالمخرج جان فياض. وكانت نزهاتنا وسهراتنا ولقاءاتنا اليومية نجتمع فيها كلّنا».

برنامج «الصديقة جنان»

كما سبق، حقّقت جاندارك أبو زيد فياض في برنامجها الموجّه للأطفال «الصديقة جنان» نجاحاً كبيراً، رسخ في ذاكرة أجيال من اللبنانيين. وصار اسمها المعروف بسببه «ماما جنان». وعنه قالت: «لقد كان الناس عندما يلتقون بي ينادونني بهذا الاسم، وكأنهم يعرفونني منذ زمن طويل. وهذا اللقب لا يزال يرافقني حتى اليوم».

وفضلاً عن «ماما جنان»، ثمة برامج حوارية ثقافية وفنية أيضاً قدّمتها جاندارك أبو زيد فياض، كانت الرائدة فيها، منها «مجالس الأدب».

واليوم تنشغل جاندارك بتنظيم مهرجان «الزمن الجميل»، وهي واحدة من أعضاء لجنته التحكيمية. وهنا توضح: «هذا البرنامج أحمل له كل تقدير، لأنه يسلّط الضوء على شخصيات لبنانية حفرت في الصخر كي تصل إلى القمة، وتقديرها من خلال هذه الجائزة التكريمية تعني لها الكثير. وهذه اللفتة للدكتور هراتش ساغبازاريان يشكر عليها، لأنها تنبع من قلبه الكبير. ونسخة هذه السنة من المهرجان تحمل مفاجآت كبيرة».