نتنياهو يشير إلى خليفين محتملين له: رئيس الموساد والسفير في واشنطن

TT

نتنياهو يشير إلى خليفين محتملين له: رئيس الموساد والسفير في واشنطن

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه يعد رئيس الموساد، والسفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، خلفين محتملين له بعد ابتعاده عن السياسة، في حال فشله في الانتخابات البرلمانية المقبلة للكنيست، والمقررة في السابع عشر من سبتمبر (أيلول) المقبل.
ونُقل عن نتنياهو قوله لزملائه في ملاحظة نادرة حول رؤيته لخلفائه بعد تركه السياسة، «هناك شخصان أعتبرهما ملائمَين لقيادة دولة إسرائيل، يوسي كوهن ورون ديرمر». وذكرت مصادر سياسية سمعت الملاحظة لموقع «والا» العبري، أنهم فاجئوا بأن نتنياهو لم يذكر أسماء أعضاء بارزين في الليكود، مثل عضو الكنيست جدعون ساعر أو وزير الأمن العام جلعاد آردان، أو أي سياسي آخر.
وقال نتنياهو، الذي يحظى بأطول ولاية لرئاسة الوزراء في تاريخ إسرائيل، إنه لا يخطط لمغادرة منصبه رغم تهم الفساد ضده.
وحسب موقع «والا»، لا يُعتقد أن ديرمر (48 عاماً) معنيّ بالسعي لعمل سياسي بعد انتهاء منصبه الدبلوماسي. ولكن قد يكون كوهن معنياً بمنصب سياسي رفيع بعد ولايته في إدارة الموساد.
وأصبح كوهن (57 عاماً)، الذي كان مستشار أمن قومي لنتنياهو في الماضي، مدير الموساد عام 2016، بعد تمير باردو. وقد ركزت ولايته (حسب المعلومات المتوفرة)، على مواجهة البرنامج النووي الإيراني وتنمية العلاقات مع دول عربية.
كان ديرمر، المقرب من نتنياهو، معارضاً شديداً للاتفاق النووي الإيراني الذي وُقّع عام 2016 بين طهران وست دول كبرى، منها الولايات المتحدة. ونظّم دعوة نتنياهو لمخاطبة الكونغرس وإدانة الاتفاق، ما أثار غضب إدارة أوباما، وأشرف على تنمية العلاقات بين ترمب ونتنياهو.
وتولى ديرمر منصب السفير الإسرائيلي في واشنطن عام 2013، لوقت قصير بعد ابتداء ولاية الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الثانية. ومن المقرر انتهاء ولايته بعد انتخابات شهر سبتمبر، رغم تعهد نتنياهو بتمديدها لعام إضافي.
ولا يُتوقع أن تكون ملاحظة نتنياهو، الذي يواجه جلسة استماع قبل توجيه لوائح اتهام ضده في أكتوبر (تشرين الأول) بتهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة في ثلاث قضايا فساد، متعلقة بترتيبات قريبة.
وقال نتنياهو إنه لن يستقيل في حال توجيه لوائح اتهام ضده، بل دفع أعضاء الليكود إلى التوقيع على تعهد بعدم ترشيح أي شخص غيره من الليكود لرئاسة الحكومة، في محاولة لإحباط أي مسعى محتمل لاختيار خليفة له إن لم يتمكّن من تشكيل الحكومة المقبلة.
جاء ذلك في ظل مشاورات وتصريحات يجريها قادة أحزاب أخرى حول إمكانية تشكيل حكومة مع حزب الليكود، شريطة ألا يكون نتنياهو هو رئيس الحكومة.
ووقع أعضاء الليكود على نص يقول: «نحن الموقّعون أدناه، المرشّحون على قائمة الليكود للكنيست الـ22 نشدّد على أننا لن نقبل أي إملاء من أي حزب آخر. دون أي علاقة بنتائج الانتخابات، رئيس الحكومة ورئيس الليكود بنيامين نتنياهو هو مرشح الليكود الوحيد لرئاسة الحكومة ولن يكون أي مرشّح غيره».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».