دعم مالي أوروبي لجهود مكافحة الإرهاب في سريلانكا

أعلنت المفوضية الأوروبية في بروكسل، عن تخصيص مبلغ مالي لدعم جهود سريلانكا لمنع التطرف العنيف، وبناء قدرة المجتمع على الصمود وتعزيز السلام والتسامح، كما ستسهم هذه المبالغ في الجهود الرامية لبناء عملية السلام الجارية، من خلال تمكين المشردين داخلياً واللاجئين، للعودة إلى أراضيهم.
وجاء الإعلان عن هذا الدعم الأوروبي في بيان صدر ببروكسل أمس، بعد أيام من اجتماع لمنسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، مع وزيرة خارجية سريلانكا؛ حيث أكدت المسؤولة الأوروبية استعداد التكتل الموحد لدعم سريلانكا، في مواجهة تحديات الإرهاب والتطرف العنيف، وبعد أن أدت هجمات عيد الفصح التي وقعت في سريلانكا إلى مقتل 258 شخصاً وإصابة آخرين.
وتواجه سريلانكا تحديات أخرى إلى جانب تحدي منع الهجمات الإرهابية، ومن أبرز تلك التحديات، تحدي الانتقال إلى سلام دائم بعد سنوات كثيرة من الصراع، وأيضاً تحدي وجود ألغام ومتفجرات.
وأوضح بيان مفوضية بروكسل، أن الدعم المالي الأوروبي البالغ 8.5 مليون يورو، سيعقبه نهج على ثلاثة محاور، وهي: أولاً، دعم واضعي السياسات في سريلانكا والسلطات المختصة، مثل القضائية والأمنية، في مهمتهم لمنع التهديدات والهجمات الإرهابية، والرد عليها بطريقة تضمن احترام حقوق الإنسان. وثانياً، التركيز على منع التطرف العنيف، ودعم أصحاب المصلحة المحليين ذوي الصلة، لتطوير ونشر حملات التوعية الإيجابية؛ لا سيما من خلال الشراكات مع الجهات الفاعلة على وسائل التواصل الاجتماعي العالمية، والمساهمة في المراحل الأخيرة من إزالة الألغام في المناطق الشمالية الثلاث في سريلانكا، وتركز أيضاً على بناء السلام لتعزيز التماسك والمصالحة الوطنية.
وفي مايو (أيار) الماضي، وتحت عنوان «معاً ضد الكراهية» شهدت بروكسل فعالية شاركت فيها شخصيات دينية تمثل الطوائف الثلاث: الإسلامية واليهودية والمسيحية، ومنهم قيادات منظمات دينية، مثل مركز المجتمع اليهودي الأوروبي، والهيئة التنفيذية للمسلمين في بلجيكا، ومنظمة كنائس أوروبا، وتجمع أنصار هذه المنظمات بالقرب من مقار المؤسسات التابعة للاتحاد الأوروبي.
وجاءت الدعوة إلى هذه الفعالية في أعقاب الهجمات الإرهابية الأخيرة ضد المسيحيين واليهود والمسلمين، في أنحاء مختلفة من العالم في الأشهر الأخيرة، ولهذا قرر الزعماء الدينيون وممثلو المجتمع المدني ورجال الفكر من المقيمين في بروكسل تنظيم هذه الفعالية، لإظهار الوحدة والوقوف صفاً واحداً في وجه الكراهية، بعد أسابيع قليلة من الهجوم الذي استهدف كنائس في سريلانكا ومسجدين في نيوزيلندا، كما سبق أن تعرضت دور عبادة يهودية لاعتداءات إرهابية، وكان أبرزها المتحف اليهودي في بروكسل في مايو 2014.
وفي بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، قال المنظمون: «نحن ممثلو الديانات والمعتقدات المختلفة، نشعر بقلق بالغ إزاء صعود الكراهية في مجتمعنا، كما أن استطلاعات الرأي والانتخابات الأخيرة في بعض مناطق العالم والتي جرت قبيل الانتخابات التشريعية الأوروبية، كلها تشير إلى صعود الشعبوية، والتطرف على طرفي الطيف السياسي، وهذا يعكس وجود رفض لمجتمع منفتح ومتسامح وشامل. ولكننا نحن المشاركين في هذه الفعالية نرفض هذا الأمر، ومن واجبنا رفع الوعي بخطر التطرف، ومن واجبنا أن نقول بصوت عالٍ وواضح، إن اليهود والمسيحيين والمسلمين يقفون معاً متضامنين، ولنؤكد التزامنا بالتنوع، وسنشارك معاً في مسيرة ضد الكراهية».