الجيش الصومالي يلاحق عناصر حركة «الشباب»

بدأ الجيش الصومالي أمس عملية عسكرية واسعة النطاق، لملاحقة عناصر حركة «الشباب»، بعد يوم واحد فقط من هجومها، الذي استهدف قاعدة عسكرية جنوب البلاد بسيارات مفخخة ورشاشات.
ودعا رئيس الحكومة الصومالية حسن علي خيري، قوات الجيش، خلال تفقده أمس للعسكريين المصابين جراء الهجوم، إلى تصفية فلول ميليشيات «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، التي قال إنها «تعاني من (ضعف شديد) في قتالها أمام الجيش».
وقالت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية، إن القوات الخاصة بالجيش الصومالي المعروفة اختصاراً باسم «دنب»، شرعت في شن ما وصفته بـ«عمليات عسكرية موسعة جرت بمنطقة أوطيغلي بإقليم شبيلي السفلى».
وأكد مسؤول عسكري لوسائل إعلام محلية، أن «قوات الجيش كثفت عملياتها العسكرية من أجل ملاحقة فلول ميليشيات (الشباب)، بعد يوم من القتال فقدت فيه الحركة المتمردة عدداً كبيراً من مقاتليها».
وطبقاً لما أكده العميد راغي يوسف، قائد القوات البرية بالجيش، فإن قواته تصدت للإرهابيين الذين حاولوا المساس بأمن منطقة أوطيغلي؛ حيث وقع الهجوم بسيارتين ملغومتين وأسلحة نارية، على قاعدة للجيش في بلدة أودهيغل على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب العاصمة مقديشو.
وقال يوسف إن «المهاجمين استخدموا سيارات مفخخة، قبل أن يبدؤوا هجوماً بالرشاشات»، مضيفاً: «بعد الانفجارات حاولوا مهاجمة دفاعات الجيش؛ ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك، ونحن لا نزال نطاردهم، وأصيب عدد من الجنود بجروح طفيفة نتيجة شظايا الانفجار، ولكن لم يصب أيهم بجروح خطيرة».
من جهته، قال حسين علي، وهو ضابط بالجيش في بلدة مجاورة، إن «الجنود خلف السواتر، نجحوا في منع السيارتين الملغومتين من الوصول للقاعدة الواقعة في منطقة زراعية على نهر شبيلي، بعدما أطلقوا النار لتفجيرهما»، مضيفاً: «هناك قتلى من حركة (الشباب) والقوات الحكومية؛ لكن ليست لدينا أرقام دقيقة».
وأعلنت حركة «الشباب» مسؤوليتها عن الهجوم. وقالت إنها «استخدمت سيارتين مفخختين»، مؤكدة أنها قتلت «كثيراً من الجنود». وغالباً ما تقدم الحكومة وحركة «الشباب» روايتين مختلفتين حول عدد القتلى والمصابين في الهجمات.
وكانت القوات الصومالية وقوات من مهمة حفظ السلام في الاتحاد الأفريقي في الصومال، استعادت بلدة أودهيغل من أيدي المسلحين المرتبطين بتنظيم «القاعدة» الأسبوع الماضي، في هجوم هو الأحدث في سلسلة هجمات أعلنت حركة «الشباب» مسؤوليتها عنها.
وتقاتل الحركة الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة وحلفاءها الدوليين، في مسعى لفرض تفسيرها المتشدد للشريعة؛ حيث تمزق الحرب الأهلية البلد الواقع في القرن الأفريقي منذ عام 1992. وتم طرد الحركة من العاصمة مقديشو في 2011، ومنذ ذلك الحين فقدت معظم معاقلها الأخرى؛ لكنها لا تزال تمثل تهديداً مع شن مقاتليها هجمات بشكل مستمر في الصومال، وكينيا المجاورة التي تشكل قواتها جزءاً من قوات مهمة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي.