14 سنة سجناً ضد راعي أغنام ساعد إرهابيين على دخول تونس

TT

14 سنة سجناً ضد راعي أغنام ساعد إرهابيين على دخول تونس

قضت المحكمة الابتدائية بالعاصمة التونسية المختصة في قضايا الإرهاب، بالسجن لمدة 14 سنة ضد تونسي اتهم بالانضمام إلى تنظيم إرهابي، والمساعدة على ارتكاب جرائم إرهابية وتهريب أشخاص لهم علاقات بتنظيمات إرهابية. وورد في ملف القضية، أن المتهم موقوف، وقد تم إلقاء القبض عليه منذ سنة 2016، وكان قبل هذا التاريخ يشتغل راعي أغنام في المناطق الصحراوية المتاخمة للحدود التونسية الليبية، وله خبرة كبيرة في المسالك الصحراوية المؤدية إلى ليبيا التي تربطها مع تونس؛ مما جعله يستغل هذه الخبرة في تهريب عدد من الإرهابيين إلى مدينة بن قردان التونسية (نحو 70 كلم عن الحدود الليبية)، ومن بينهم عناصر إرهابية عدة شاركت في الهجوم الإرهابي الخطير الذي استهدف المدينة ذاتها في السابع من مارس (آذار) 2016.
وقد استغل تنظيم «داعش» الإرهابي معرفته بالمسالك الصحراوية جنوب تونس وكلفه بتهريب عدد من أخطر الإرهابيين الذين شاركوا في عمليات إرهابية، من بينها الهجوم الإرهابي على مدينة بن قردان. وكشفت التحريات الأمنية عن أنه تسلم في المقابل مبالغ مالية مكّنته من اقتناء سيارة رباعية الدفع، وقرابة 200 رأس غنم بعد أن كان معدماً يرعى الأغنام لفائدته وفائدة عدد من كبار الفلاحين. وأكدت المعطيات الخاصة بهذا الملف، أن أجهزة الأمن التونسي المختصة في مكافحة الإرهاب قد ألقت القبض عليه سنة 2016 وهو بصدد التحضير لعملية إرهابية جنوب تونس، وكان ينسق لهذا الهجوم مع أحد أقاربه الذي انضم إلى تنظيم «داعش» الإرهابي وتحول إلى ليبيا المجاورة منذ سنة 2013. واتهمت المحكمة التونسية قريب المتهم المقيم في ليبيا بالمشاركة في ذبح عدد من العمال المصريين العاملين في ليبيا. وكان قريبه الداعشي قد أوكل له مهمة مراقبة عدد من عناصر الأمن والجيش التونسيين، وجمع معلومات حول تحركاتهم في انتظار تصفيتهم في وقت لاحق من قِبل خلية إرهابية تنشأ في تونس. يذكر أن مدينة بن قردان التونسية قد تعرضت سنة 2016 إلى هجوم إرهابي خطير قادته عناصر إرهابية منتمية إلى تنظيم «داعش» الإرهابي وكانت ترمي إلى إعلان المنطقة تابعة لـ«داعش»، واستعمالها قاعدة لتوسيع وجودها في تونس. وقد نجم عن هذا الهجوم الإرهابي الفاشل القضاء على أكثر من 50 عنصراً إرهابياً، والقبض على 7 آخرين، مقابل مقتل 13عسكرياً وأمنياً و7 مدنيين تونسيين. ومن بين العناصر الإرهابية التي تم إيقافها الإرهابي التونسي الخطير عادل الغندري، وأصدرت المحكمة التونسية مجموعة من الأحكام القضائية التي تراوحت بين السجن ثلاث سنوات والسجن مدى الحياة ضد 11 إرهابياً بحال فرار. واعتبرت السلطات التونسية، أن إفشال الهجوم الإرهابي على مدينة بن قردان كان ضربة قاصمة للمجموعات الإرهابية، وأطلقت عليها «ملحمة بن قردان» بالنظر إلى نجاح قوات الأمن والجيش والمدنيين المقيمين في المدينة في دحر عشرات الإرهابيين المسلحين وإفشال مخططهم في إقامة إمارة داعشية جنوب شرقي تونس.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.