رلى شامية: هناك دائماً مفترق يحدد اتجاهنا الجديد

انفصالها عن فريق «ما في متلو» شكّل مفاجأة لها وللبنانيين

تقدم حالياً المسرحية الكوميدية «رلى وماريو»
تقدم حالياً المسرحية الكوميدية «رلى وماريو»
TT

رلى شامية: هناك دائماً مفترق يحدد اتجاهنا الجديد

تقدم حالياً المسرحية الكوميدية «رلى وماريو»
تقدم حالياً المسرحية الكوميدية «رلى وماريو»

قالت الفنانة رلى شامية بأن انفصالها عن فريق البرنامج التلفزيوني الساخر «ما في متلو» فاجأها تماماً كغيرها من اللبنانيين. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «حصل الأمر من دون سابق إنذار أو تصميم، وتبلغنا توقف عملنا مع الفريق فجأة». وعن الأسباب التي أدت إلى هذا الانفصال بعد تعاون استمر لنحو 25 سنة، توضح: «أجهل الأسباب الحقيقية التي أدت إلى اتخاذ منتجي العمل هذا القرار، لكني على يقين بأن الأيام المقبلة ستكشفها ولو بعد حين». وكانت رلى شامية واحدة من بين أعضاء فريق برنامج «ما في متلو» التي تبلغت إيقاف التعاون مع شركة «روفتوب برودكشن» لصاحبها طارق كرم (شقيق الممثل عادل كرم)، والمنتجة للبرنامج وللأعمال المسرحية والسينمائية التي يشاركون فيها. كما أدى هذا القرار إلى فضّ الشراكة بين رلى والجهة المذكورة المتعلقة بمطعم كانوا يديرونه في الأشرفية. ولم تتوانَ رلى شامية في إحدى إطلالاتها التلفزيونية الأخيرة مع باسم ياخور في برنامجه «أكلناها» عبر شاشة قناة «لنا» السورية عن فضح تفاصيل تدور حول هذا الموضوع، مشيرة إلى أنها تفاجأت كغيرها من اللبنانيين بقرار إيقاف التعاون بينها وبين شركة «روفتوب». وعندما سألها عن اسم المذيع التلفزيوني الأكثر شعبية وجماهيرية في لبنان، محدداً سؤاله بين عادل كرم وهشام حداد، قالت: «الاسمان خطيران في حياتي؛ فمع عادل كرم هناك عِشرة عمر، في حين هشام هو صديق وأحبه كثيراً، وحالياً أراه يتفوق بجماهيريته على الأول». وتحول تصريح شامية حديث الساعة على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا سيما أن المخرج ناصر الفقيه رد عليها من دون أن يسميها بكلمة «بلا أصل». وتعلّق: «المعروف عني صراحتي المطلقة في إطلالاتي الإعلامية وهي قليلة على فكرة. وعندما وجه إليّ باسم ياخور هذا السؤال كنت واضحة وصريحة. وبالنسبة لي لم أتأثر بردود الفعل التي حصلت على هذا الموضوع؛ لأنني قلت الحقيقة ومشيت».
وعما إذا هي تشعر بالأسى بعد افتراقها عن فريق عمل تعاونت معه لأكثر من 20 عاماً ترد في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «لقد عشنا أياماً مضيئة وجميلة معاً من دون شك. كما حققنا نجاحات على مدى 25 عاماً من العمل المتواصل مع الفريق ككل. فلم يكن من السهل أبداً أن نفترق عن بعضنا. لكن في الحياة هناك دائماً مفترق طرق يحدد اتجاهاتنا الجديدة. وشاءت الظروف أن نوقف هذا التعامل مع بعضنا بعضاً. لكني مؤمنة بالقول المأثور (لا تكره شيئاً)، وهذا ما ينطبق عليّ على أرض الواقع؛ إذ أشعر بأنني حرة طليقة وفي استطاعتي القيام بأعمال كنت أحلم بها بعد أن تأخرت عنها بسبب ارتباطي مع الفريق المذكور وانشغالنا في تقديم أعمال كثيرة». وعما إذا تعتبر هذه التجربة مُرّة أو صفحة طوتها من حياتها، ترد «إنها تجربة حملت لي الكثير في طياتها، وشكلت مرحلة هامة في حياتي. فلماذا سأحمل لها الضغينة؟ فهي تجربة زودتني بالقوة، وأعتبرها فترة خاصة في حياتي مليئة بالأمور الحلوة والمحطات الجميلة وانتهت».
ورلى التي تتشارك حالياً مع الممثل المسرحي الكوميدي ماريو باسيل في تقديم مسرحية «رلى وماريو» على مسرح «سكاي بار» وسط بيروت محققين نجاحاً لافتاً، تقول «إنني أحضّر لهذا العمل منذ أكثر من 15 عاماً، ولم أكن قبلاً أملك الوقت لتطبيقها على الأرض بفعل انشغالاتي الكثيرة في تلك الفترة. وعندما التقيت مع ماريو وحدثته عن الأمر تحمّس للموضوع؛ لأنه كان يبحث عن فكرة جديدة في عالم المسرح بعيداً عن الشانسونييه الذي يمارسه منذ سنين طويلة. فقررنا المشاركة معاً في هذا العمل الكوميدي اللايت. وأعتقد بأن مسرح الشانسونييه بشكل عام استنفد جميع طاقاته، وكان يلزمه تجديد بعيد عن الموضوعات السياسية التي عادة ما تنبني عناصره عليها».
وتتضمن المسرحية التي تؤدي فيها رلى شامية دور زوجة ماريو باسيل فقرات متنوعة تتناول يوميات اللبنانيين في قالب «ستاند أب كوميدي» وكذلك اسكتشات تطال المتزوجين ملونة بالعزف والرقص والغناء باسكتشات ساخرة وبلوحات تقليد لنجوم إعلام وفن، وكذلك مطعمة بأغانٍ تؤديها رلى شامية في هذا الإطار.
«لطالما حلمت في تقديم هذا النوع من الأعمال المسرحية التي تذكرنا بعمالقة في فن الكوميديا أمثال سامي مقصود وفريال كريم، وغيرهما». وعما إذا هناك من إمكانية تحويل المسرحية إلى حلقات تلفزيونية، ترد «لا شك بأنها تصلح لذلك، وربما نستطيع القيام بهذه الخطوة قريباً».
وعن مدى تأثرها بشخصية الممثلة الكوميدية الراحلة فريال كريم، تقول «إنها تسكنني؛ فهي لن تتكرر. ومنذ خطواتي الأولى في عالم الفن اتخذتها مثالي الأعلى، وحتى عندما أغني المونولوج أتخيلها أمامي».
وعن مشاركتها في المسلسل السوري «أيام الدراسة» في جزئه الثالث، تقول «هو عمل معروف تشارك فيه نخبة من النجوم السوريين، وفي مقدمهم معتصم النهار، وطلال مارديني، ويامن الحجلي. وهو من نوع الكوميديا السوداء وفكرته خفيفة الظل، وقد حللت فيه ضيفة؛ كوني لم يسبق أن شاركت في جزأيه الأول والثاني».
وتصف شامية هذه التجربة بالرائعة، وبأنها تعاونت فيها مع الممثلين السوريين عن قرب الذين يتمتعون إلى جانب موهبتهم الفذّة بشخصية لطيفة؛ إذ يتعاملون مع الآخر بطبيعية. وتشير في معرض حديثها لـ«الشرق الأوسط» بأنها أصبحت متفرغة اليوم للمشاركة في أعمال الدراما المحلية والعربية المختلطة، خصوصاً أنها تحقق نجاحات عالية ضمن إنتاجات كبيرة.
وعما ستكون ردة فعلها في حال طلب إليها المشاركة في عمل تمثيلي يطل فيه أفراد من فريق «ما في متلو»، تقول «إنني على علاقة جيدة مع الجميع كعباس شاهين، ونعيم حلاوي، وأنجو ريحان الذين كانوا من بين الحضور في العرض الأول لمسرحيتي (رلى وماريو)، ولن أتوانى عن مشاركتهم أي عمل فني. أما إذا هناك من أحد آخر (غامزة في قناة زميلها السابق عادل كرم) لديه مشكلة في مشاركتي عمل ما، فهذا قرار يعود له بالتأكيد».
وعما تصبو إليه اليوم في عالم الفن، ترد «لا شيء استثنائياً؛ فهمّي حالياً يتمركز حول مسرحيتي الجديدة، التي هي بمثابة مولودي الجديد الذي أعطيه كل وقتي واهتمامي».
أما حول ما يستفزها على الساحة، فترد «يستفزني من يتحدث عن أعمال الآخرين بفوقية ويجرّح بهم، رغم أنه هو نفسه لا يقوم بأي إبداع يذكر على أرض الواقع. وأقول له (يا صديقي أبدع أولاً ومن ثم انتقد من تريد)».
وعن فن الكوميديا اليوم في لبنان، تقول «إنه بألف خير، ولدينا باقة من الممثلين الناجحين فيه. يلفتني كل من عباس شاهين، وشادي مارون، وعادل كرم، وهشام حداد، وجنيد وغيرهم؛ فهم فنانون يجيدون إضحاك الآخر بخفة ظلهم عندما يمثلون ويقدمون قفشات عفوية». لكننا نفتقد الأعمال الكوميدية على شاشتنا الصغيرة؟ تعلق: «هذا صحيح وربما لأن كتّاب هذا النوع من الأعمال قليلون، كما أن شركات الإنتاج تهتم بصورة أكبر بتلك الدرامية، وربما لأنها تدر عليها أرباحاً أكبر. فكم نحن في حاجة اليوم إلى أعمال شبيهة بـ«الدنيي هيك» مثلاً، الذي حصد نجاحاً باهراً في حقبة زمنية سابقة. فالمطلوب كتّاب كوميديون أولاً لتكرر هذه الأعمال على شاشتنا». وماذا عنك، ألا تفكرين في كتابتها؟ «إنني أكتب الكوميديا للمسرحية التي أقدمها حالياً، فشاركت في إعدادها، وربما هذا الأمر يصبح متاحاً لي في رمضان المقبل فأقدم على هذه الخطوة من دون تردد».
وعن مشاريعها المستقبلية تقول «هناك الكثير منها، لكنها لا تزال في طور التحضير، ومن بينها أغنية أخيرة سجلتها بعنوان (موديلو آه) من ألحان سليم عساف».



إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».