إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

مسمار القدم
> لماذا ينشأ مسمار القدم، وكيف يُعالج؟
أم محمد - الدمام
- هذا ملخص أسئلتك المتعددة عن مسمار القدم وأسباب نشوئه وكيفية التعامل معه ووسائل الوقاية من عودة حصوله. وبداية، فإن هذه التغيرات الجلدية في القدمين شائعة جداً بين الذكور والإناث، وقد تختلف تسمية مسمار القدم من مكان لآخر، مثل «الكالو» أو «الدُشْبُذ»، ولكن في التعريف الطبي يُقصد بمسمار القدم تلك الطبقات السميكة التي تتكون على الجلد في القدمين بالأماكن التي تتعرض لضغط الاحتكاك المتكرر، وهي قد لا تنشأ فقط في مواضع مختلفة بالقدمين وأصابعهما، بل قد تنشأ في اليدين وأصابعهما، وربما في مناطق أخرى من جلد الجسم الذي يتعرض لضغط الاحتكاك المتكرر.
ولذا فإن ملاحظة تكوُّن طبقة سميكة وخشنة بأحد مناطق الجلد، وظهور نتوء صلب وجاف بشكل بارز، والإحساس بالألم في الجلد تحته، كلها قد تكون علامات على وجود هذه المشكلة الجلدية.
ولكن المصادر الطبية تُفرّق بين نوعين منها: النوع الأول صغير المساحة وذو مركز صلب نسبياً وتحيط به منطقة جلدية مؤلمة وملتهبة بالاحمرار، وهو ما يُسمى «مسمار القدم». وينشأ هذا النوع في مناطق القدم المُعرضة للاحتكاك في جوانب القدمين وجوانب وأعلى أصابعهما، وليس في المناطق التي تتحمل ضغط الجسم عادة. وهناك النوع الآخر، الذي هو أكبر مساحة وغير مؤلم في الغالب، ولكنه ينشأ في مناطق يقع عليها ضغط الجسم بشكل طبيعي، مثل باطن القدم وتحت الكعبين وراحة اليدين، ويُسمى «دشبذ» أو «كالو». والتسبب بالألم ومكان النشوء هما عنصران للتفريق بين النوعين بالعموم، ولكن وحده الطبيب الذي يفحص القدمين قادر على ذكر التشخيص الصحيح. ولذا تجدر مراجعة الطبيب إذا تسبب مسمار القدم بألم شديد أو أصابه التهاب ميكروبي وتورم طارئ، لا سيما لدى مرضى السكري الذين لديهم اضطرابات في الإحساس بالقدمين أو ضعف في تروية الشرايين لهما بالدم.
وبالنسبة لأسباب نشوء مسمار القدم، أو اليدين، فإن تعرض جلد القدمين أو اليدين لضغط الاحتكاك المتكرر يدفع الجلد لحماية نفسه عبر زيادة تكوين طبقة جلدية خشنة وصلبة نسبياً. وضغط الاحتكاك المتكرر هذا قد يحصل عند ارتداء أحذية ضيقة أو حتى أحذية واسعة، أي غير ملائمة لحفظ راحة القدم أثناء المشي، أو المشي لفترات طويلة فجأة حتى بالأحذية الملائمة. أو ارتداء أحذية تحتوي على نتوءات داخلية، أو ارتداء أحذية ذات كعبٍ عالٍ. وكذلك الحال عند ارتداء الحذاء دون ارتداء الجوارب، بخلاف ارتداء الأحذية المخصصة للارتداء دون جوارب. أو ارتداء جوارب غير قطنية وغير مريحة. وعلى وجه الخصوص ترتفع احتمالات حصول مسمار القدم عند وجود تشوهات في القدمين أو أصابعهما.
المعالجة تتطلب الإشراف الطبي، خصوصاً لدى مرضى السكري وكبار السن، وذلك لإزالة وكشط الجلد السميك بالمشرط أو أي وسيلة طبية لتحقيق ذلك. ويمكن الاستفادة من بعض أنواع الأدوية الموضعية التي يتم وضعها مباشرة على تلك المناطق الجلدية، كلصقة طبية أو هلام جلّ. المهم أن يكون ذلك بإشراف الطبيب. وقد يلجأ الطبيب إلى الحل الجراحي في حالات متقدمة.
الوقاية هي الأساس، عبر تفقُّد أجزاء القدمين بشكل دقيق وأسبوعياً، وانتقاء الأحذية الملائمة، والحرص على ترطيب الجلد والمبادرة بزيارة الطبيب عند ملاحظة أي تغيرات غير طبيعية في القدمين.

صداع مسكنات الصداع
> هل صحيح أن تناول الأدوية المسكنة للصداع يتسبب بالصداع؟
ساجدة م - القاهرة
- هذا ملخص مجموعة أسئلتك عن تكرار تناول أدوية تخفيف ألم الصداع واحتمالات أن يكون ذلك سبباً في تكرار الشعور اليومي بالصداع، وبالتالي تكرار الحاجة إلى تناول أدوية تسكين الصداع. والإجابة المختصرة جداً على سؤالك هي: نعم، يمكن أن يتسبب تكرار تناول أدوية تسكين ألم الصداع بتكرار المعاناة من نوبات الصداع، وهي حالة ليست نادرة، بل تصيب بعضاً من مرضى الصداع دون أن يعلموا ذلك.
وللتوضيح، تُسمى المصادر الطبية حالة «الصداع الارتدادي»، أو صداع الإفراط في تناول أدوية تسكين الصداع، لوصف حالة طبية تتميز بنوبات الصداع التي يتكرر حصولها بعد تكرار تناول أدوية علاج الصداع لفترات طويلة وبصفة منتظمة، سواء كان ذلك الصداع الأولي هو الصداع النصفي أو غيره من أنواع الصداع. ولذا تُؤكد مصادر طب الأعصاب أن أي دواء يأخذه الشخص المصاب بالصداع (لتخفيف معاناته من آلام الصداع) قد يتسبب لديه بحالة الصداع الارتدادي. كما تؤكد تلك المصادر أن استخدام تلك النوعية من الأدوية المسكنة للألم، من أجل تخفيف آلام أجزاء أخرى من الجسم، كالمفاصل والعضلات (أي لغير تسكين ألم صداع الرأس) من المحتمل ألا يتسبب بالصداع الارتدادي.
وتفيد تلك المصادر بأن ما يميز الصداع الارتدادي هو حصول نوبة ألم في كل يوم، خصوصاً في الصباح الباكر، وأن بعض المرضى يذكرون أن ألم هذا النوع من الصداع قد يوقظهم من النوم صباحاً، وحينها عندما يتناولون الدواء المسكن لألم الصداع، يزول ذلك الصداع عنهم، ثم لا يلبث أن يعود مع زوال مفعول الدواء المسكن للألم.
والنصيحة الطبية بشأن الصداع تتضمن عدة جوانب مهمة، ولكن أذكر منها: ضرورة مراجعة الطبيب عندما تصبح العادة لدى المرء هي تكرار المعاناة من الصداع أكثر من مرتين في الأسبوع الواحد، أو الاضطرار إلى تناول أدوية تسكين ألم الصداع أكثر من مرتين في الأسبوع، أو اضطرار المرء لزيادة كمية جرعة دواء تسكين ألم الصداع للتخفيف منه.
ولا يُعرف طبياً على وجه الدقة سبب نشوء حالة الصداع الارتدادي، ولكن يُعرف أن تكرار تناول أي دواء لتسكين ألم الصداع قد يُؤدي إلى نشوء هذه الحالة، خصوصاً منها المحتوية على كوكتيل مكون من العقار المسكن للألم مع الكافيين والكودايين، وتحديداً أكثر من ثلاث مرات في أيام الأسبوع.
كما يُعرف أن تناول جرعة عالية من دواء تسكين الألم يرفع من احتمالات التسبب بالصداع الارتدادي، وأن مرضى الصداع النصفي أعلى عُرضة للمعاناة من الصداع الارتدادي.
ولذا يجدر الحرص على تقليل تناول أدوية تخفيف ألم الصداع، ومراجعة الطبيب عند تكرار المعاناة من الصداع، وخاصة عند بدء ملاحظة الإصابة بالصداع الارتدادي. كما تجدر ممارسة سلوكيات تخفيف ألم الصداع غير الدوائية، التي منها: الاسترخاء البدني والنفسي، وتقليل الإجهاد، وتقليل التعرض للحرارة الشديدة أو البرودة الشديدة خصوصاً في غرفة النوم، وتقليل وقت التعرض لوهج ضوء شاشة الكومبيوتر أو الهاتف الجوال، وتقليل التعرض للأصوات العالية، والحرص على النوم المبكر والاستيقاظ المبكر، وتناول وجبات طعام صحية في أوقات متفرقة من اليوم، وممارسة الرياضة البدنية كالهرولة والسباحة، والعمل على حفظ الوزن ضمن المعدلات الطبيعية، والإقلاع عن التدخين.

استشاري باطنية وقلب - مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض
الرجاء إرسال الأسئلة إلى العنوان الإلكتروني الجديد:
[email protected]



التعرُّف على اضطرابات الدماغ من شبكية العين

العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)
العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)
TT

التعرُّف على اضطرابات الدماغ من شبكية العين

العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)
العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)

أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون من معهد ماكس بلانك للطب النفسي بألمانيا، أنّ الشبكية بمنزلة امتداد خارجي للدماغ وتشترك في الجينات عينها، ما يجعلها طريقة سهلة للعلماء للوصول إلى دراسة اضطرابات الدماغ بمستويات أعلى من الدقة.

وأفادت النتائج بأنّ العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً، وهذا من شأنه جعل الشبكية بديلاً رائعاً لدراسة الاضطرابات العصبية وبطريقة فائقة السهولة؛ «لأننا نستطيع فحص شبكية العين لدى المرضى بدقة أعلى بكثير من الدماغ»، وفق الباحثين. وهم أكدوا على أن فهم الآليات البيولوجية حول هذا الأمر من شأنه مساعدتهم على تطوير خيارات علاجية أكثر فاعلية وأكثر شخصية.

وحلَّل باحثو الدراسة المنشورة في دورية «جاما سيكاتري»، الارتباط الجيني بين خلايا الشبكية وعدد من الاضطرابات العصبية النفسية. ومن خلال الجمع بين البيانات المختلفة، وجدوا أنّ جينات خطر الفصام كانت مرتبطة بخلايا عصبية محدّدة في شبكية العين.

وتشير جينات الخطر المعنيّة هذه إلى ضعف بيولوجيا المشابك العصبية، وبالتالي ضعف قدرة الخلايا العصبية على التواصل مع بعضها البعض. ويرجح الباحثون أن يكون هذا الضعف موجوداً أيضاً في أدمغة مرضى الفصام.

وبناءً على تلك الفرضية، أظهر الباحثون أنّ الاتصال العصبي يبدو معوقاً في شبكية العين لدى مرضى الفصام بالفعل.

وأوضحوا، في بيان، الجمعة أنّ «العثور على هذا الخلل في العين يشير إلى أنّ العمليات في الشبكية والدماغ متشابهة جداً؛ وهذا من شأنه جعل الشبكية بديلاً رائعاً لدراسة الاضطرابات العصبية، لأننا نستطيع فحص شبكية العين لدى المرضى بدقة أعلى بكثير من الدماغ».

في دراستهم السابقة، وجد باحثو معهد ماكس بلانك للطب النفسي، برئاسة فلوريان رابي، تغيّرات في شبكية العين لدى مرضى الفصام أصبحت أكثر حدّة مع زيادة المخاطر الجينية. وبناءً على ذلك، اشتبهوا في أنّ التغيرات الشبكية ليست نتيجة لأمراض مصاحبة شائعة مثل السمنة أو مرض السكري فحسب، وإنما قد تكون ناجمة عن آليات أمراض مدفوعة بالفصام بشكل مباشر.

إذا كانت هذه هي الحال، فإنّ معرفة مزيد عن هذه التغيّرات قد تساعد الباحثين على فهم الآليات البيولوجية وراء الاضطراب. وبالإضافة إلى الفصام، لوحظت تغيرات في الشبكية لدى مرضى الاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب والتصلّب المتعدّد ومرض ألزهايمر ومرض باركنسون والسكتة الدماغية.

باستخدام بيانات من دراسات كبيرة سابقة، دمج رابي والمؤلّف الأول إيمانويل بودريوت من معهد ماكس بلانك للطب النفسي وجامعة لودفيغ ماكسيميليان ميونيخ في ألمانيا، بيانات المخاطر الجينية من الاضطرابات العصبية النفسية مع بيانات تسلسل الحمض النووي الريبي للشبكية.

أظهرت النتائج أنّ جينات المخاطر كانت مرتبطة بخلايا شبكية مختلفة في الاضطرابات المذكورة أعلاه.

كما ارتبط الخطر الجيني للإصابة بالتصلّب المتعدّد بخلايا المناعة في الشبكية، بما يتماشى مع الطبيعة المناعية الذاتية للاضطراب. وكذلك ارتبطت جينات الخطر للإصابة بالفصام بفئة محددة من الخلايا العصبية الشبكية تشارك في الوظيفة المشبكية، وتحدّد قدرة الخلايا العصبية على التواصل مع بعضها البعض.