قال طيار كندي لدى الخطوط الجوية الإثيوبية بيرند كاي فون هوسلين إنه شعر بموجة من الغضب ثم الغثيان عند سماعه عن حادثة سقوط طائرة للشركة من طراز «بوينغ 737 ماكس 8».
وسقطت الطائرة يوم 10 مارس (آذار) الماضي وكان فون هوسلين في فندق بغرب أفريقيا يأخذ استراحة بين الرحلات الجوية. وقال إنه اتصل بطاقمه عندما علم بالحادث، وحذرهم من أنه لن يكون هناك ناجون، وفقاً لتقرير نشره موقع «بلومبرغ».
لكن الطيار شعر أيضاً بالمسؤولية، وقال إنه كان يناشد منذ أشهر زملائه الطيارين والمديرين في الشركة لبذل المزيد من الجهد لفهم المخاطر المحتملة لطائرات «بوينغ 737 ماكس»، خاصة أن أحد هذه الطائرات كانت قد تحطمت قبل أشهر قبالة ساحل إندونيسيا.
وقال فون هوسلين في مقابلة مع «بلومبرغ»، وهي الأولى له منذ مغادرته شركة الطيران وإثيوبيا بعد الحادث: «عندما رأيت أن الطائرة المحطمة هي من طراز 737 ماكس، فوجئت وخشيت أن يكون السبب هو ميزة التحكم الآلي نفسها التي ساهمت في تحطم الطائرة الإندونيسية السابقة».
وتحدث الطيار الكندي المولود من أبوين ألمان مطوّلاً عن الحادث في سلسلة من المقابلات في مكتب محاميه داريل ليفيت في تورونتو وعبر الهاتف.
وكشف الطيار معلومات عما أسماه محاولاته لإجراء تحقيقاته الخاصة وتجاربه في شركة الطيران. كما شارك مئات الصفحات من رسائل البريد الإلكتروني وتسجيلات الفيديو وغيرها من الوثائق التي يقول إنها تعكس المخاوف المتعلقة بالسلامة التي أثارها مع شركة الطيران وغيرها.
ولم تشكك الخطوط الجوية الإثيوبية في صحة رسائل البريد الإلكتروني ولكنها وصفت مزاعم فون هوسلين بأنها «خاطئة وغير صحيحة من الناحية الواقعية».
وقد قامت شركة الطيران بإخطار طياريها بعد أن قامت شركة «بوينغ»، في أعقاب التحطم السابق لطائرة «ليون إير» الإندونيسية، بإصدار نشرة السلامة حول نظام التحكم في طائرات «بوينغ 737 ماكس»، وأكدت أنها تتوافق تماماً مع جميع معايير السلامة والمتطلبات التنظيمية العالمية، وكانت الشركة واحدة من أوائل شركات الطيران في العالم التي تشتري جهاز محاكاة الطيران «737 ماكس» للتدريب.
وأوضح فون هوسلين أنه استقال، مقتنعاً بأنه لن تقوم أي شركة طيران أخرى بتوظيفه بعد أن أدلى بتصريحات عدة في واحدة من أكثر حوادث الطيران شهرة في التاريخ.
وقرر الطيار البالغ من العمر 57 عاماً العودة إلى كندا، حيث نشأ. وقال: «لست بحاجة حقاً إلى مواصلة المحاولات لجعل مجال الطيران مثالياً».
وأضاف: «كان للحادث الأخير تأثير عاطفي وجسدي علي، ولم يكن جيداً بالنسبة لي».
ومع استمرار التحقيق، من المستحيل معرفة ما إذا كان التدريب الأكثر تركيزاً بعد حادثة تحطم الطائرة الإندونيسية والقيام بصيانة أكثر فعالية سيقي الطائرة الإثيوبية من السقوط، وفقاً للتقرير.
وقد عمل فون هوسلين في جميع أنحاء العالم في أكثر من اثني عشر شركة طيران في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأميركا الشمالية والشرق الأوسط، معظمها على طائرات «بوينغ 737».
وغادر شركة طيران في أميركا الجنوبية بعدما اشتكى منها لدى إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية بسبب انتهاكات السلامة المزعومة في رحلة إلى ميامي، وفقاً لرسائل البريد الإلكتروني التي قدمها.
وفي رسالة بالبريد الإلكتروني بتاريخ 26 يوليو (تموز)، وصف المتحدث باسم الخطوط الجوية الإثيوبية أسرات بيجاشو فون هوسلين بأنه «طيار سابق ساخط يقوم بتلفيق جميع أنواع المزاعم الكاذبة لتضليل الجمهور بشكل عام».
طيار يكشف تجاهل الخطوط الإثيوبية لتحذيراته من «بوينغ ماكس»
طيار يكشف تجاهل الخطوط الإثيوبية لتحذيراته من «بوينغ ماكس»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة