مصر تستبعد أي تأثيرات سلبية عليها جراء انفجار روسيا النووي

أكدت أنها بعيدة عن مسار «الغبار الإشعاعي»

TT

مصر تستبعد أي تأثيرات سلبية عليها جراء انفجار روسيا النووي

استبعدت مصر أي تأثيرات سلبية عليها، بعد حادث الانفجار، الذي شهدته مدينة سيفيرودفينسك الروسية الأسبوع الماضي، إثر تجربة صاروخية نووية، خلفت ارتفاعا في مستويات الإشعاع. ورفضت هيئة المحطات النووية المصرية الربط بين الحادث الروسي ومفاعل «الضبعة» النووي، الذي تعتزم بناءه في ساحل البلاد الشمالي، فيما شددت هيئة الأرصاد على أن «مصر بعيدة تماما عن مسار الغبار الإشعاعي لانفجار روسيا النووي».
وتشرع مصر بتعاون مع روسيا في بناء محطة نووية ضخمة في منطقة «الضبعة»، شمال البلاد، بقدرة إجمالية تصل إلى 4800 ميغاواط. ومن المتوقع أن يجري التشغيل التجريبي للمفاعل عام 2026.
وأثار الانفجار الذي شهدته قاعدة «نيونوكسا» شمال روسيا، يوم الخميس الماضي، قلقاً بشأن مستوى تأمين المفاعل المصري، في ظل التنفيذ الروسي للمشروع. غير أن هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، التابعة لوزارة الكهرباء المصرية، رفضت التشكيك في مدى أمان مفاعل «الضبعة» النووي، وقالت إنه يتحمل حتى إعصار «تسونامي»، كما رفضت الربط بينه وبين انفجار روسيا.
ووصفت الهيئة ما حدث في روسيا بأنه «تجربة كانت تتم على محرك نفاذ نووي، ما أدى إلى انفجاره». وقالت بشأن ما أثير عن الحادث الذي وقع في روسيا، وما صاحبه من تداعيات ومحاولة ربطه بمحطة الطاقة النووية بالضبعة، إن هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء «تؤكد أنه لا علاقة على الإطلاق بين التجربة، التي كانت تتم على أحد الصواريخ العاملة بالوقود النووي، ومحطات الطاقة النووية عموما».
كما أشارت الهيئة في بيان لها إلى أن «المحطة النووية، التي ستبنى في مصر، تتميز بكل أنظمة الأمان النووي، سواء الفعالة أو الخاملة، والتي لا تحتاج إلى أي طاقة كهربائية لعملها»، مبرزة أن محطة الطاقة النووية بالضبعة هي من الجيل الثالث المطور، ولها مبنى احتواء مزدوج، يستطيع تحمل اصطدام طائرة تزن 400 طن محملة بالوقود، وتطير بسرعة 150 مترا في الثانية، وتتحمل عجلة زلزالية حتى 3.0 عجلة زلزالية، وتتحمل تسونامي حتى 14 مترا، فضلا عن قدرتها على الإطفاء الآمن التلقائي دون تدخل العنصر البشري.
وأضافت الهيئة موضحة: «كما تضم المحطة مصيدة قلب المفاعل حال انصهاره، وهو الأمر الذي لا تتعدى احتمالية حدوثه واحدا على عشرة ملايين». كما يحتوي المفاعل على وسائل أمان تكرارية، وغيرها من وسائل الأمان المختلفة. مشيرة إلى أن «كل ما أثير من ربط هو في غير محله على الإطلاق ومبالغات».
ووقعت مصر وروسيا عام 2015 اتفاقية لإقامة محطة نووية في منطقة «الضبعة»، يتم إنشاؤها على 8 مراحل، الأولى تستهدف إنشاء محطة تضم 4 مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء، بقدرة إجمالية 4800 ميغاواط. ويتم تمويل المشروع من خلال قرض روسي يقدر بـ25 مليار دولار على مدى 13 دفعة سنوية متتالية.
في السياق ذاته، قال الدكتور أحمد عبد العال، رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية، إن مصر «بعيدة تماما عن مسار الغبار الإشعاعي الناتج عن الانفجار النووي الروسي»، مؤكدا أن مصر خلال فصل الصيف لا تتعرض لأي كتلة هوائية قادمة من روسيا، بخلاف فصل الشتاء الذي تتأثر فيه مصر بامتداد المرتفع السيبيري القادم من هناك أحيانا.
وكانت السلطات الروسية قد أوصت سكان قرية «نيونوكسا» بمغادرتها بعد ارتفاع مستوى الإشعاع.
وأوضح بيان هيئة الأرصاد المصرية أمس أن البلاد تتأثر خلال هذه الفترة بامتداد منخفض الهند الموسمي، الذي يجلب كتلة هوائية قادمة من جنوب أوروبا، مصحوبة برياح شمالية غربية تتحول إلى جنوبية غربية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.