مشروعات تتنافس على فائض صندوق الرفاه الروسي

مدخراته زادت على 100 مليار دولار لأول مرة منذ تأسيسه

شركة «غاز بروم»، طلبت من رئيس الحكومة الروسية دعم مشروع بناء مجمع ضخم لمعالجة وإسالة الغاز الطبيعي (رويترز)
شركة «غاز بروم»، طلبت من رئيس الحكومة الروسية دعم مشروع بناء مجمع ضخم لمعالجة وإسالة الغاز الطبيعي (رويترز)
TT

مشروعات تتنافس على فائض صندوق الرفاه الروسي

شركة «غاز بروم»، طلبت من رئيس الحكومة الروسية دعم مشروع بناء مجمع ضخم لمعالجة وإسالة الغاز الطبيعي (رويترز)
شركة «غاز بروم»، طلبت من رئيس الحكومة الروسية دعم مشروع بناء مجمع ضخم لمعالجة وإسالة الغاز الطبيعي (رويترز)

تتزاحم هذه الأيام مشروعات كثيرة طرحتها وزارات وشركات استراتيجية روسية على الحكومة بغية الحصول على تمويل لها من «فائض» مدخرات «صندوق الرفاه الوطني»، بعد أن تجاوزت لأول مرة في تاريخ الصندوق عتبة 100 مليار دولار. وكانت وزارة المالية الروسية «أثارت» على ما يبدو «شهية» أصحاب المشروعات لطرحها، حين أعلنت الأسبوع الماضي عن نمو مدخرات صندوق الرفاه حتى 124.14 مليار دولار، أو ما يعادل 5.7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وتوقعت أن تتجاوز قيمتها 7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي نهاية العام الحالي، وهو الحد الذي وافقت الحكومة الروسية على إنفاق كل ما يزيد عليه من مدخرات في الصندوق لتمويل مشروعات استثمارية.
وبعد أن تلقت الحكومة اقتراحات من وزارتي المالية والاقتصاد حول المجالات التي يفترض استثمار فائض مدخرات صندوق الرفاه فيها، كشفت وسائل إعلام روسية يوم أمس عن اقتراح جديد عرضه إيغور شوفاليوف، مدير بنك التجارة الخارجية الروسي على رئيس الوزراء دميتري مدفيديف. وينص ذلك الاقتراح على استثمار جزء من فائض المدخرات في تمويل مشروعات «تحسين المدن»، واختار البنك 100 مدينة، يجري في 45 منها تنفيذ 109 مشروعات تنقية مياه، وتشييد مبانٍ سكنية حديثة، فضلاً عن مشروعات تحسين البنى التحتية ومستوى الخدمات في عدد آخر من المدن. ولم تتخذ الحكومة القرار بهذا الصدد بعد.
ويوم أمس أيضاً، طلب أليكسي ميلر، مدير شركة «غاز بروم»، من رئيس الحكومة الروسية دعم مشروع بناء مجمع ضخم لمعالجة وإسالة الغاز الطبيعي، في منطقة أوست لوغوي، بالقرب من ساحل البلطيق. ويدعو ميلر الحكومة الروسية إلى منح مشروعات الشركة في هذا المجال صفة «مشروعات ذات أهمية استراتيجية للاقتصاد الوطني»، وأن تكلف مدير بنك التجارة الخارجية بطرح مسألة تمويل المرحلة الأولى من تلك المشروعات على اجتماع مجلس إدارة البنك.
ومع أن رسالة ميلر لم تتضمن طلباً بتوفير التمويل من مدخرات صندوق الرفاه، إلا أن الحديث يدور على ما يبدو حول هذا الأمر تحديداً. إذ سبق وأن أشار أندريه إيفانوف، نائب وزير المالية الروسي، إلى إمكانية الاستفادة من تلك المدخرات لتمويل المشروعات التي يتحدث عنها مدير «غاز بروم».
ويبدو أن قطاع النفط والغاز بشكل عام يأمل بالحصول على حصة تمويل من صندوق الرفاه. وقبل رسالة «غاز بروم» وجه ليونيد ميخلسون، مدير وأحد مالكي شركة «نوفاتيك» لإنتاج الغاز، خطاباً إلى رئيس الحكومة الروسية يطلب فيه توفير الدعم لبناء 15 ناقلة غاز مسال في مصنع روسي، لتصدير الإنتاج من حقل «أركتيك 2 للغاز المسال» عبر ممر بحر الشمال.
لم تتخذ الحكومة الروسية حتى الآن أي قرار بشأن المشروعات التي ستستثمر فيها مدخرات صندوق الرفاه. إلا أن وزارة المالية الروسية تميل إلى السماح باستثمارات في مشروعات روسية، ووعد الوزير أنطون سيلوانوف بأن تضع الحكومة حتى نهاية العام الحالي المعايير العامة للمشروعات التي يفترض تمويلها من مدخرات الصندوق. ويرى مراقبون أن تلك المشروعات مجرد اقتراحات مبكرة، وأن القرار بشأن استخدام تلك المدخرات سيتم اتخاذه بصورة نهائية بعد أن يزيد حجمها فعلياً على 7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ولا يستبعدون أن تؤثر أي تقلبات في سوق النفط العالمية على خطط الحكومة في هذا المجال.
تجدر الإشارة إلى أن «صندوق الرفاه الوطني» الذي يشكل اليوم «وسادة أمان» وحيدة للاقتصاد الروسي، وفق تعبير مسؤولين من وزارة المالية و«المركزي» الروسي، ظهر عام 2008، في أعقاب قرار تقسيم صندوق سابق كان اسمه «صندوق الاستقرار»، إلى صندوقين، الأول «صندوق الاحتياطي» والآخر «صندوق الرفاه»، وبلغ حجم مدخراته عند تأسيسه 32 مليار دولار، وأصبح منذ ذلك الحين صندوق الاحتياطي الوحيد لدى روسيا.
وأثرت الأزمة على مدخرات صندوق الرفاه، وبعد أن تجاوزت خلال السنوات الأولى 90 مليار دولار، انخفضت مطلع عام 2018 حتى 65.15 مليار دولار. وبعد أن بلغ حجمها 59.66 مليار دولار في مطلع يوليو (تموز) الماضي، ارتفعت تلك المدخرات في نهايته، ومع مطلع أغسطس (آب) الحالي لأول مرة في تاريخ الصندوق حتى 124.14 مليار دولار، أي ما يعادل 5.7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي؛ وذلك نتيجة ضخ وزارة المالية الروسية عائدات النفط الإضافية (أعلى من سعر الميزانية) إلى الصندوق.
ومع بقاء أسعار النفط مريحة بالنسبة للميزانية الروسية، نتيجة اتفاق «أوبك بلس»، الذي وفر دخلاً إضافياً سمح لوزارة المالية الروسية بشراء عملات صعبة من السوق المحلية بقيمة تعادل 4.13 تريليون روبل، أو 65.7 مليار دولار، تتوقع الوزارة أن تتجاوز مدخرات صندوق الرفاه نهاية العام الحالي ما يعادل 7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو الحد الذي وافقت الحكومة على إنفاق مدخرات الصندوق الذي تزيد عليه لتمويل مشروعات استثمارية. ووفق تقديرات أولية يتوقع أنه يمكن استثمار 1.8 تريليون روبل من فائض مدخرات صندوق الرفاه عام 2020، ومن ثم 4.2 تريليون روبل عام 2021.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».