برشلونة يستعد لركلة بداية الموسم الإسباني الجديد وهو المرشح الأبرز للاحتفاظ باللقب

يستعد برشلونة لضربة البداية للموسم الجديد للدوري الإسباني غداً عندما يلتقي أتليتكو بلباو ويبدو الفريق الكاتالوني مرشحاً فوق العادة للاحتفاظ بلقبه والتتويج بطلاً للمرة التاسعة في الأعوام الـ12 الأخيرة، نظراً للترسانة الهجومية الرهيبة التي يملكها، وبغض النظر عما إذا كان سيستعيد خدمات نجمه البرازيلي نيمار من باريس سان جيرمان من عدمه.
في المقابل يدخل الغريم ريـال مدريد الموسم الجديد وهو في وضع فني يثير الشكوك حول قدرته على إزاحة غريمه برشلونة عن القمة، رغم الصفقات العديدة التي أبرمها وكلفت خزينة النادي نحو 300 مليون يورو.
وبعد أن أنهى الموسم المنصرم متقدماً بفارق 11 نقطة عن أتليتكو مدريد، تعاقد برشلونة مع المهاجم الفرنسي أنطوان غريزمان في صفقة بلغت 120 مليون يورو، لينضم إلى الكتيبة الهجومية المكونة من الأرجنتيني ليونيل ميسي، والأوروغواياني لويس سواريز ومواطنه عثمان ديمبيلي، حتى أن البعض يعتبر ضم نيمار ترفاً ليس إلا.
ولخص مدربه إرنستو فالفيردي هذا الأمر بقوله: «أنا سعيد مع اللاعبين الذين بحوزتي. العام الماضي كنا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق موسم استثنائي».
كما ضم برشلونة صانع ألعاب أياكس أمستردام الهولندي فرانك دي يونغ مقابل 75 مليون يورو، ليعزز خط وسطه الذي يضم أيضا البرازيليين فيليبي كوتينيو وارتور ميلو بالإضافة إلى المخضرمين الكرواتي إيفان راكيتيتش وسيرجيو بوسكيتس والظهير الأيسر الدومينيكاني الإسباني جونيور فيربو القادم من ريـال بيتيس لينافس جوردي ألبا في هذا المركز.
ولا شك بأن قدوم غريزمان سيعزز من القوة الضاربة في الخط الأمامي ليس فقط من ناحية تسجيل الأهداف بل صناعتها أيضاً. والسؤال الذي يطرح نفسه هل إصابة ميسي الذي سيغيب على الأرجح عن المواجهة الأولى ضد بلباو غداً، ستمنح الفرصة لغريزمان لتشكيل شراكة ناجحة مع سواريز وديمبيلي بعيداً عن ضغوطات اللعب إلى جانب النجم الأرجنتيني، أقله في البداية.
في المقابل، قد يحتاج دي يونغ إلى بعض الوقت لكي يتأقلم مع الأجواء الجديدة، علماً بأن النقاد يرشحونه لخلافة بوسكيتس في السنوات المقبلة.
ولم يخض بوسكيتس أفضل مواسمه العام الماضي لكن وجود دي يونغ وراكيتيتش وميلو والصاعد كارليس ألينا من شأنه أن يساهم باستحواذ برشلونة على الكرة بنسبة أكبر.
وستكون الأنظار مسلطة على مدرب الفريق فالفيردي الذي كاد يدفع ثمن الخروج المذل أمام ليفربول في نصف نهائي دوري الأبطال رغم تقدمه صفر - 3 ذهاباً في كامب نو، وذلك لسقوطه المدوي على ملعب أنفيلد برباعية تاريخية.
لكن ميسي سارع إلى الدفاع عن مدربه قائلاً: «إنه لا يتحمل مسؤولية ما حصل».
ورغم إحراز برشلونة اللقب المحلي 8 مرات في المواسم الـ11 الأخيرة وكأس إسبانيا 4 مرات في المواسم الخمسة الأخيرة، فإنه لم يتمكن من محو خيبة الأمل الكبيرة في المسابقة القارية الأهم.
وكان ميسي وعد أنصار برشلونة مطلع الموسم الماضي بأنه يريد جلب «تلك الكأس الجميلة»، في إشارة إلى الكأس الأوروبية، إلى خزائن الفريق ليؤكد الأولوية التي يوليها فريقه إلى دوري الأبطال.
وخلال ظهوره في مطلع الموسم الحالي على هامش المباراة ضد آرسنال الإنجليزي على كأس جوان غامبر، قال ميسي: «الحقيقة أنه من الصعب قول أي شيء اليوم بعد ما حدث الموسم الماضي أليس كذلك؟ لكني لست نادماً على أي شيء».
وأضاف: «إحراز لقب الدوري 8 مرات على مدى 11 عاماً هو إنجاز لأي نادٍ وما حققناه هو في غاية الأهمية».
وتابع: «ربما لم نحصل على التقدير الكافي لذلك (الفوز بالدوري المحلي) وبعد سنوات قليلة سنكتشف كم هو صعب تحقيق هذا الأمر. لكن الجميع يدركون بأن هذا النادي يصارع على جميع الألقاب وهذا العام لن يكون مختلفاً».
وفي ظل كتيبة النجوم الشهيرة سيتحدد حجم الإنجاز بمدى نجاح الفريق الكاتالوني في رفع كأس دوري الأبطال من عدمه.
وفي ريـال مدريد يدخل النجم الدولي الفرنسي السابق زين الدين زيدان الموسم الجديد من الدوري، وهو تحت ضغط هائل لأنه مطالب بتحقيق نتائج إيجابية في وقت يبدو منافسه العتيد برشلونة عصي على الهزيمة.
عندما قرر ريـال مدريد الاستعانة بزيدان الموسم الماضي خلفاً للأرجنتيني سانتياغو سولاري الذي كان قد حل قبل أشهر معدودة بدلاً من جولن لوبيتيغي، كان الهدف أن يعيده بطل مونديال 1998 إلى الفترة المجيدة التي أمضاها بقيادته بين 2016 و2018 حين توج معه بلقب دوري الأبطال لثلاثة مواسم متتالية وبلقب الدوري عام 2017. إضافة إلى لقبين في كل من الكأس السوبر الأوروبية وبطولة العالم للأندية.
وكانت نية ريـال واضحة بهذا الشأن حين رحب رئيسه فلورنتينو بيريز بعودة زيدان، قائلاً: «نريد أن نبدأ العمل على حقبة مجد جديدة. لهذا السبب نرحب بعودة زين الدين زيدان».
لكن عودة زيدان في الأشهر القليلة المتبقية من الموسم الماضي، لم تترك أي أثر ملحوظ على نتائج الفريق، إذ كبر الفارق الذي يفصله عن غريمه برشلونة إلى 19 نقطة وأنهى الموسم ثالثاً خلف أتليتكو مدريد. وخرج الفريق الملكي من كافة المسابقات التي نافس عليها الموسم الماضي ولم يجد زيدان العلاج السحري لإخراج الريـال من كبوته، إذ تواصلت النتائج المخيبة ولم يفز الفريق تحت قيادته سوى بخمس مباريات من أصل 11 خاضها.
وتساءل البعض عن سبب عودة زيدان في هذه الفترة الحرجة، ومخاطرته بتشويه صورته لدى جماهير النادي في حال لم ينجح في تكرار سيناريو التجربة الأولى التي توج فيها بثلاثة ألقاب في دوري الأبطال خلال ثلاثة مواسم.
ورأى آخرون أنه لم يكن ليعود إلى النادي الملكي لو لم يحصل على تعهد من رئيس النادي بإجراء تغييرات جذرية على الفريق، وكانوا محقين إلى حد كبير لأن زيدان نجح في ضم البلجيكي إدين هازارد من تشيلسي الإنجليزي، والصربي لوكا يوفيتش من إنتراخت فرانكفورت الألماني، والبرازيلي إيدر ميليتاو من بورتو البرتغالي، والفرنسي فيرلان مندي من ليون والبرازيلي رودريغو من سانتوس.
ويعتبر هازارد دون شك الصفقة الأهم للنادي الملكي هذا الصيف وقال بعد انضمامه مقابل 100 مليون يورو: «أتمنى أن أصبح من رموز هذا النادي في يوم من الأيام».
من المؤكد أن ريـال مدريد ليس في الوضع المالي الذي يسمح له بتكرار حقبة الـ«غالاكتيكوس» والرئاسة الأولى لبيريز (2000 - 2007) وتشكيل فريق يضم لاعبين من طراز زيدان، والبرازيلي رونالدو، والبرتغالي لويس فيغو، وراوول غونزاليس، والإنجليزي ديفيد بيكهام أو سيرخيو راموس (الموجود في الفريق حالياً) والإنجليزي مايكل أوين والبرازيليين روبينيو وربرتو كارلوس.
وحاول زيدان دون أن ينجح حتى الآن في التخلص من الويلزي غاريث بيل الذي لا يدخل في حساباته، وقال المدير الفني دون أي مجاملة خلال الجولة الأميركية للفريق: «نأمل أن يتم الانفصال قريباً من أجل مصلحة الجميع».
ولم يمر ما صدر عن زيدان بشأن بيل مرور الكرام عند وكيل أعمال اللاعب الويلزي جوناثان بارنيت الذي انتقد بشدة المدرب الفرنسي قائلاً: «زيدان عار، فهو لا يحترم لاعباً قدم الكثير لريـال مدريد».
وبدا بيل في طريقه إلى الدوري الصيني بتفاوضه مع جيانغسو سونينغ الذي عرض عليه راتباً أسبوعياً قدره مليون جنيه إسترليني (نحو 1. 24 مليون دولار) بحسب التقارير، إلا أن الريـال حال دون إتمام الصفقة لأن الشروط المالية المتعلقة لا تناسب النادي.
وليس بيل اللاعب الوحيد الذي يبحث له زيدان عن مخرج من ريـال مدريد، إذ يأمل النادي الملكي التخلص أيضاً من عبء الكولومبي خاميس رودريغيز الذي لعب في الموسمين الماضيين معاراً إلى بايرن ميونيخ الألماني لكنه عاد هذا الصيف بعد انتهاء فترة الإعارة.
وكثر الحديث عن رغبة زيدان في ضم لاعب الوسط الفرنسي الدولي بول بوغبا من مانشستر يونايتد، لكن الدوري الإنجليزي الممتاز انطلق الأسبوع الماضي وبقي بطل مونديال 2018 مع «الشياطين الحمر»، فيما الترقب سيد الموقف فيما يخص النجم البرازيلي نيمار الذي يريد ترك باريس سان جيرمان الفرنسي، لكن الأخير لن يرضى سوى بتعويض كامل مبلغ الـ222 مليون يورو الذي دفعه في صيف 2017 لضمه من برشلونة.
واستناداً إلى الوضع الحالي للفريق سيفتتح النادي الملكي الموسم الجديد من «لا ليغا» ضد سلتا فيغو بوجوه مألوفة تماماً مثل البرازيليين مارسيلو وكاسيميرو والفرنسي كريم بنزيمة وداني كارفاخال، إضافة بالطبع إلى الوافد الجديد هازارد، أما بقية اللاعبين الجدد فربما بحاجة لبعض الوقت للانسجام بالتشكيلة.
وجعل زيدان من لقب الدوري الذي أحرزه ريـال مرة واحدة في المواسم السبعة الماضية، أولويته حين قال: «بالنسبة لنا العام المقبل، يجب أن يكون الدوري أولويتنا. الدوري هو البطولة الأطول، البطولة التي لا يمكن أن نفوتها. سأحفر ذلك في أذهان اللاعبين».