«كسارة البندق» على خشبة مسرح البحرين الوطني

مسرح تشايكوفسكي جاء بسحره وجمال رقصاته وموسيقاه خلال عطلة هذا الأسبوع إلى مسرح البحرين الوطني الذي استقبل منذ نشأته، التي لم تتجاوز بعد السنتين، أهم العروض والأسماء العالمية كمغنيي الأوبرا بلاسيدو دومينغو وخوسيه كاريراس، وماجدة الرومي، وعروض مسرح البولشوي الروسي وغيرها من الأسماء. كما يقدم يوم 27 الحالي وبمناسبة يوم السياحة العالمي فرقة الباليه الملكية الكمبودي. ويتحضر كي يطلق مهرجان البحرين الدولي للموسيقى مع الفنانة العالمية ليونا لويس في 9 أكتوبر (تشرين أول) القادم، ويتضمن برنامجه الغني سهرة يوم 6 نوفمبر (تشرين ثاني) مع الموسيقار إلياس الرحباني ومجموعة من الأغاني التي ترسخت في تاريخ الأغنية اللبنانية، بالإضافة لليلتين مع «زواج فيغارو» رائعة موتسارت الآتية من مهرجان «إكس إن بروفانس» الفرنسي.
خلال عطلة الأسبوع كان الموعد مع الرائعة العالمية باليه «كسارة البندق» على خشبته بحضور واسع، تابع تفاصيل المسرحية التي قدمها راقصا الباليه العالميان من مسرح مارينسكي الروسي: أناستازيا ماتفيينكو في دور الفتاة ماري ذات القلب الطيب ودينيس ماتفيينكو في دور دميتها كاسر البندق.
باليه كسارة البندق، مسرحية مستوحاة من قصة إرنست هوفمان «كسارة البندق وملك الفئران»، وتتميز بالمقطوعات الموسيقية العذبة التي لحنها الموسيقار الكبير تشايكوفسكي خصيصا لها في عرضها الأول عام 1892م. تدور القصة حول (ماري) الابنة الأصغر لعائلة ستالباوم الثرية، التي يهديها عرابها الغامض والمخترع الماهر دروسيلماير دمية على هيئة كاسر بندق خشبي يرتدي زي جندي خلال احتفال عائلتها بليلة عيد الميلاد، مما يثير غضب شقيقها من هذه المعاملة الخاصة ويكسر اللعبة، ولكن دروسيلماير يقوم بإصلاحها وإعادتها لماري، التي قررت في تلك الليلة بعد نوم الجميع أن تجد لعبتها، وعندما حدث ذلك دبت الحياة فجأة في كاسر البندق وبقية الألعاب، وخاضوا معركة غير متكافئة ضد جيش ملك الفئران المتوحش، حتى أنقذتهم الفتاة ذات القلب الطيب. في هذه اللحظة تحديدا، يتحول كاسر البندق إلى أمير وسيم ويأخذ ماري في رحلة سحرية.
في الفصل الثاني، وجد كاسر البندق وماري نفسيهما في أرض خيالية جميلة مليئة بالدمى، غير أن ملك الفئران الخبيث ما زال متربصا خلفهما وشن عليهما هجوما مفاجئا، لكن مجددا يقوم كاسر البندق بمحاربة خصومه ويهزمهم. ولمرة أخرى، يتحول كاسر البندق إلى أمير وسيم ويحتفل مع ماري برقصة رومانسية رائعة تليق بالملوك. ومع نهاية الرقصة في المملكة الساحرة، تجد ماري نفسها ممسكة بلعبتها الخشبية الثمينة دون أن يعرف أحد إن كان ذلك حلما أم حقيقة. قام بإخراج هذا العرض الرائع بلوحاته الشعرية الحالمة ناتاليا سبيتسينا، التي انسجمت مع الرقصات الرشيقة التي صممها فاسيلي فاينونين، والأزياء المذهلة والديكورات لفايتشيسلاف أوكونيف، وشكلت معا سيمفونية ساحرة، تجسد قصة الحياة في فصول الحكاية.