جوبا تجمع قيادات الجبهة الثورية المسلحة لتوحيد صفوفهم

مسؤول جنوبي: مساعٍ لتوحيد فصيلي الحلو وعقار في طاولة واحدة

TT

جوبا تجمع قيادات الجبهة الثورية المسلحة لتوحيد صفوفهم

رجح مسؤول جنوبي، إحداث تطور في لقاء جوبا، بين قيادات الجبهة الثورية لإجراء تفاهمات حول إكمال عملية السلام مع قوى التغيير والمجلس العسكري الانتقالي السوداني، حيث لبى مالك عقار، وياسر عرمان، وجبريل إبراهيم، ومني مناوي، دعوة رئيس دولة جنوب السودان الفريق سلفاكير ميارديت لتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف السودانية.
وقال توت كيو قلواك مستشار رئيس جنوب السودان للشؤون الأمنية من جوبا لـ«الشرق الأوسط» إن «الرئيس سلفاكير ميارديت وحكومة جنوب السودان التي ستكون الجهة الضامنة، يرعيان لقاء قادة الحركة الشعبية قطاع الشمال وقوى الحرية والتغيير، حيث من المؤمل أن يثمر التفاوض في جوبا عن تقريب الشقة بين الأطراف السودانية، والآن كل الأطراف موجودة في جوبا».
وأضاف مستشار الرئيس سلفاكير: «في حال عدم توحيد فصيلي عبد العزيز الحلو ومالك عقار، فإن الفصيلين، سيجلسان على طاولة واحدة مع وفد التغيير، مثل فصائل جنوب السودان التي جلست في الخرطوم وتحاورت مع بعضها ونتج عنه سلام جنوب السودان».
من جهته، قال ستيفن لوال نقور المتحدث الرسمي باسم الحركة الوطنية لجنوب السودان ومدير المكتب الإعلامي للدكتور كاستيلو قرنق، في اتصال بـ«الشرق الأوسط» «تلبية أعضاء الجبهة الثورية لدعوة جوبا، تأتي في إطار مبادرة الرئيس سلفاكير للتوسط بين الفرقاء السودانيين، التي أعلنت منذ العام الماضي من أجل معالجة قضايا السلام والحرب في السودان».
ورجح نقور أن تثمر دعوة الرئيس سلفاكير للجبهة الثورية، عن نجاحات تتمثل في تعزيز إرادة جميع الأطراف والفرقاء السودانيين بالإرادة نفسها التي أدت إلى الاتفاق على الاتفاق السياسي والميثاق الدستوري، حيث تعتبر دولة جنوب السودان منطقة محورية ومقبولة للطرفين.
ونوه بأن الجبهة الثورية وحركات دارفور وقوى إعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري متفقون على وساطة الرئيس سلفاكير، هذا ما يعجّل سهولة التوصل إلى اتفاق سلام شامل يحقق رغبات الشعب السوداني.
ووفق نقور، فإن ما قدمته الوساطة في جوبا للأطراف، يعتبر مكملا لمنصات التفاوض في كل من أديس أبابا ومصر، حيث أعطت الأطراف نقطة البداية لدخول في تفاوض متكامل بين قوى إعلان الحرية والتغيير والجبهة الثورية تتمثل في جلب سلام شامل بالبلاد.
ولفت نقور إلى أن هذه الخطوة سهلت من وساطة الرئيس سلفاكير، في إقناع قادة فصائل الجبهة الثورية والحركات المسلحة في دارفور أن يدخلوا في التفاوض بشكل مباشر.
ونوه بأن أول لقاء جمع الأطراف السودانية المتمثلة في قوى إعلان الحرية والتغيير، والجبهة الثورية، من جهة، والمجلس العسكري من جهة أخرى، نتجت عنه خطوات داعمة لعملية السلام في السودان أبرزها اتفاق الأطراف على وقف إطلاق النار وتمديدها لمدة 6 أشهر من جانب قطاع الشمال برئاسة عبد العزيز الحلو.
ولفت نقور إلى أن وساطة الرئيس سلفاكير ميارديت، شملت فصيل مالك عقار، وعبد العزيز الحلو، الممثلين للحركة الشعبية قطاع الشمال، من أجل إعادة التوحيد تحت مظلة قطاع الشمال ثم الدخول في التفاوض ككتلة واحدة.
وأوضح أن التوافق الذي تم في جوبا بين الأطراف السودانية، ودعم عملية الاستقرار بالمنطقتين جنوب كردفان والنيل الأزرق، تمثلا في وقف إطلاق النار والعداءات بين الحركة الشعبية قطاع الشمال والحكومة السودانية لمدة 6 أشهر، منوها بأن هذه المدة تعتبر كافية لمعالجة كل النقاط الخلافية، وأبرزها الحرب والترتيبات الأمنية وإدخال رؤية قطاع الشمال والجبهة الثورية في التفاوض وجلب سلام يحقق تطلعات الشعب السوداني.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.