وفاة شاب لبناني بعد إنقاذه شخصين من الغرق في غينيا

TT

وفاة شاب لبناني بعد إنقاذه شخصين من الغرق في غينيا

بعد ساعات على فقدانه أعلن أمس عن العثور على جثة الشاب اللبناني حسين فشيخ في غينيا، غرب أفريقيا، التي هاجر إليها قبل سنتين للعمل.
وفارق فشيخ الحياة بعد قيامه بإنقاذ شابة مصرية وشاب أفريقي من الغرق في أحد الشلالات في منطقة كوناكري في غينيا غرب أفريقيا، حيث جرفته مياه النهر. وفشيخ من مواليد 1994 وكان قد زار عائلته للمرة الأخيرة في عيد الفطر المبارك، في مسقط رأسه في بلدة بطرماز، في الضنية، (شمال لبنان) التي عمّها الحزن أمس عند الإعلان عن وفاة ابنها.
ومنذ الساعات الأولى لفقدانه حظيت قضية فشيخ باهتمام رسمي، وتولى رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير المهمة بتكليف من رئيس الحكومة سعد الحريري، وتواصل مع القنصل اللبناني في غينيا جورج مزهر، ووزارة الدفاع الغينية.
كما أعلن المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية والمغتربين أن الوزارة «تتابع القضية، وأن الوزير جبران باسيل كلف مدير الشؤون السياسية في الوزارة السفير غادي خوري بالمتابعة مع سفير لبنان في غينيا فادي الزين، والتواصل مع السلطات الغينية لمعرفة مصير فشيخ».
وظهر أمس عثر على جثة على ضفة أحد الأنهر في كوناكري، وبعد التأكد من هويتها أعلن اللواء خير في بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء أنه تبلغ رسمياً من السلطات الغينية بالعثور على جثة الشاب اللبناني حسين فشيخ.
وأكد اللواء خير أنه وبتوجيهات الرئيس الحريري يواصل اتصالاته مع السلطات في غينيا لاتخاذ الإجراءات المطلوبة لإعادة جثة فشيخ إلى لبنان في أقرب وقت ممكن، شاكراً السلطات في غينيا على تجاوبها للعثور على الجثة. وأعلن «أنه يتم التنسيق مع القنصل مزهر لإجراء الترتيبات اللازمة ونقل الجثة إلى لبنان خلال الـ48 ساعة المقبلة».
إلى ذلك، التقى خير والد الشاب حسين فشيخ، وأطلعه على آخر التطورات والاتصالات التي تمت في غينيا. وتوجه بالتعزية إلى عائلة الفقيد.
بدورها، أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين أن سفارة لبنان في كوناكري تبلغت رسمياً من السلطات الغينية خبر العثور على جثمان المواطن اللبناني وهي تعدّ الترتيبات اللازمة لنقل جثمانه إلى بيروت.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».