كازاخستان تُجند الصقور لجذب السياح

فعالياتها كثيرة تجمع الترفيه والمتعة بالثقافة

أصبحت الصقارة فناً يُدرس للشباب
أصبحت الصقارة فناً يُدرس للشباب
TT

كازاخستان تُجند الصقور لجذب السياح

أصبحت الصقارة فناً يُدرس للشباب
أصبحت الصقارة فناً يُدرس للشباب

السفر يُغرينا لنتعرف على ثقافات أخرى، أو فقط وسيلة هرب من الملل بحثاً عن تجارب مثيرة توقظ المشاعر وتحرك بداخلنا جملة من الانفعالات الإيجابية.
ومع توفر عروض سياحية كثيرة باتت بمتناول اليد، فإن البعض بات يبحث عن تجارب فريدة. إن كانت في أماكن بعيدة فهذا هو عز المنى، وهذا ما تستغله كازاخستان مؤخراً بالترويج لسياحة الصيد بالصقور.
الصيد بالصقر أو «الصقارة» والمعروفة أيضاً باسم «المقناص»، هو باختصار تربية بعض الأنواع من الطيور الجارحة وترويضها لممارسة هواية الصيد. ومع أن هذا النشاط لم ينتشر على نحو واسع عالمياً، إلا أن عشاقه وهواته كثر حول العالم، ومن دول الخليج العربي.
لكن لا بد من الإشارة إلى أن الصقارة في كازاخستان ليست مجرد سياحة، وإنما هي تقليد قديم تعود جذوره إلى الحقبة التي كان فيها الكازاخيون قبائل بدو رُحل. أي له طقوسه وعاداته. في السنوات الأخيرة أصبحت الصقارة واحدة من أهم المجالات السياحية، تجذب آلاف السياح سنوياً في «موسم الصقارة»، الذي يمتد من شهر مايو (أيار) حتى سبتمبر (أيلول).
ويُعرف الصيد بواسطة الصقر منذ القدم باسم «سايات»، ويُرجح أن مصدرها كلمة «صياد» باللغة العربية. واليوم باتت جزءاً من الرياضة الوطنية في البلاد، وتم افتتاح نوادي ومؤسسات ومدارس متخصصة في معظم المدن الكازاخية، للتدريب عليها وتدريس طقوسها وكل ما يتعلق بها من أزياء تقليدية وأدوات لا بد منها لتدريب الصقر.
وتشير بعض الحفريات الأثرية التي تعود إلى العصر البروزني إلى أن الشعوب القديمة في سهول وجبال آسيا الوسطى مارست هذا النوع من الصيد منذ آلاف السنين. كما تشير المراجع التاريخية إلى أنه انتشر في كازاخستان منذ القرن الثالث عشر، وكان في البداية وسيلة للحصول على الطعام، قبل أن يتحول إلى هواية يستعرض فيها ممارسها قدراته للصيد والفروسية على حد سواء. الآن بوسع السياح الاستمتاع إما بالفرجة ومراقبة الهواة، أو بممارسة الصيد بصقور مثل «الحر» و«الشاهين» و«الباشق» وغيرها بأنفسهم برفقة صيادين محليين.
الجميل في هذه السياحة، وهذا النوع من الصيد، أنه يكشف عن علاقة صداقة غريبة بين الإنسان وطائر حُر لا يحب القيود ولا يعرف الخوف. وهذا ما يجعل مراقبة علاقته بصاحبه مثيرة للاهتمام. تلاحظ أن الصقر عادة لا ينقض على فريسته إلا عندما يكون جائعاً، وهو بهذا يشبه الإنسان إلى حد ما. فكلاهما تدفعه غريزته وحاجته للبقاء، للصيد.
تنتشر سياحة «الصقارة» في أكثر من منطقة من كازاخستان، لعل أكثرها شهرة مناطق الصيد بالقرب من مدينة ألما آتا (ألماتي) العاصمة القديمة للبلاد. وتشتهر هذه المدنية التاريخية بتنوع طبيعي وجمال لا نظير له في آسيا الوسطى. جبالها وحدها تُشكل عنصر جذب لهواة الرياضات الجبلية مثل التزلج وغيرها. يطول الحديث عن المدينة، وجمالها وكثرة معالمها التاريخية ومواقعها الطبيعية الجميلة، لكن إذ توقفنا عندها في سياق الحديث عن «الصقارة»، يمكن القول إنها تظهر بأجمل إطلالة طبيعية لها خلال موسم الصيد، من مايو حتى نهاية سبتمبر. في هذه المرحلة تكتسي ألما أتا بما يُشبه بساطاً أخضر مخملياً مزركشاً بألوان الزهور. ومن مناطق عدة تتفجر ينابيع المياه العذبة التي تشتهر بها جبالها. وسط هذا كله ينتقل الناظر إلى عالم خيالي ساحر عند رؤية «جيالو»، أي المراعي الصيفية التي تنتشر على السفوح وحولها خيام الـ«يورت» التقليدية، التي يستقبل فيها أصحابها الضيوف بدفء، وأحياناً برقصات فولكلورية تُقدم خلالها وجبات تقليدية يتم إعدادها على نيران تحت الهواء الطلق. بعد ذلك يدخل السياح إلى «اليورت»، وهي الخيمة التقليدية للقبائل الكازاخية القديمة، دائرية الشكل، تكون جدرانها غالباً من «فرو» يتم تصنيعه بوسائل تقليدية من صوف ووبر الماشية، لتناول المزيد من الأطباق التقليدية مثل «بيسبارماكا»، وتعني الكلمة «5 أصابع»، يرجح أنها سُميت كذلك لأنها تؤكل باليد، وهي وجبة من اللحم والعجين، وطبق مكون من لحم الضأن، وهناك أيضاً طبق «رأس الخروف». ووفق العادات الكازاخية القديمة المتوارثة، يتم تقديمه للضيف الأكثر تكريماً، ويقوم هو بدوره بتوزيع قطع اللحم منه على الآخرين.
واليوم تبدو سياحة الصقارة واحدة من الوجهات الواعدة، التي تُغري العديد من الشباب تحديداً بخوض تجربتها. فهي مزيج من المتعة والثقافة.



كيف تحمي نفسك من السرقة على متن الطائرة؟

ينصح بوضع المتعلقات الثمينة في مكان آمن على الطائرة (أدوبي ستوك)
ينصح بوضع المتعلقات الثمينة في مكان آمن على الطائرة (أدوبي ستوك)
TT

كيف تحمي نفسك من السرقة على متن الطائرة؟

ينصح بوضع المتعلقات الثمينة في مكان آمن على الطائرة (أدوبي ستوك)
ينصح بوضع المتعلقات الثمينة في مكان آمن على الطائرة (أدوبي ستوك)

في خبر تناولته الصحف والوسائل الإعلامية العربية جاء فيه أن الإعلامي اللبناني نيشان، وبناءً على فيديو بثَّه على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»، تعرض لسرقة أغراضه الخاصة والثمينة من حقيبته التي كانت في المقصورة العلوية للطائرة التي كان يستقلها في آخر رحلة له أواخر الشهر الماضي.

نيشان أبلغ طاقم الطائرة بالحادثة قائلاً إنه تعرض لعملية السرقة بعدما طلبت منه إحدى المضيفات وضع حقيبة الظهر الخاصة به في الخزائن العلوية، وتابع أنه غطَّ في النوم ليستيقظ وقت هبوط الطائرة ليكتشف أن قلمه وساعته قد سرقا من الحقيبة.

حادثة نيشان ليست الأولى من نوعها، فالسرقات على متن الرحلات الجوية تحدث، ولكن ليست بكثرة إذا ما قارنّاها بعدد حوادث السرقة التي تحدث في المدن الكبرى والأماكن العامة والبيوت.

السرقات على متن الطائرات ليست شائعة جداً، لكنها تحدث بين الحين والآخر. هذه الحوادث تُعد نادرة نسبياً مقارنةً بعدد الركاب الكبير الذين يسافرون يومياً حول العالم. ومع ذلك، هناك عوامل معينة قد تسهم في زيادة احتمالية حدوث سرقة على متن الطائرة، منها:

- ازدحام المقصورة: في الرحلات المزدحمة، قد يصبح من الصعب مراقبة الحقائب اليدوية والأغراض الشخصية.

- انشغال الركاب: الركاب غالباً يكونون منشغلين بالنوم أو الترفيه في أثناء الرحلة، مما يجعلهم أقل انتباهاً لأغراضهم.

- سهولة الوصول إلى الأغراض: الحقائب المخزَّنة في خزائن المقصورة العلوية قد تكون عُرضة للسرقة من أشخاص يستغلون انشغال الركاب الآخرين.

سرقات تحدث في المطار (أدوبي ستوك)

كيف تتجنب التعرض للسرقة في الجو؟

عندما تطلب منك المضيفة وضع حقيبتك في الخزائن العلوية لا يمكنك رفض طلبها، لأن قانون الملاحة يحتِّم على المسافرين وضع متعلقاتهم في المقصورة العلوية لا سيما في أثناء الإقلاع والهبوط، وذلك لضمان سهولة التحرك بين المقاعد وعدم وجود أي عوائق قد تؤدي إلى عرقلة الخروج من الطائرة في حال حدوث أي ظرف طارئ أو هبوط اضطراري وغيره. هذا الأمر بدهيّ ويجب ألا يجادل المسافر فيه لأن طاقم الطائرة على حق، ولكن يحق للمسافر أن يطلب أن توضع حقيبته في خزانة قريبة من مقعده أو فوقه حتى يتمكن من مراقبتها خصوصاً في أثناء رحلات الليل والرحلات الطويلة.

تحدث السرقات في المطارات وعلى متن الطائرات (أدوبي ستوك)

إليكم نصائح مفيدة لتخزين أغراضكم الثمينة:

- احتفظْ بالأغراض الثمينة مثل النقود والجوازات والبطاقات المصرفية والمجوهرات في حقيبة يد صغيرة تبقى معك دائماً، أفضلها تلك التي توضع حول الخصر.

- تأكد من إغلاق حقيبتك العلوية بإحكام.

- كن يقظاً في أثناء الرحلة، خصوصاً عند مغادرة مقعدك.

- استخدمْ حقائب مزوَّدة بأقفال أو سحّابات يمكن قفلها وتحتوي أيضاً على خصائص مثل قفل رقمي، وطبقات قماش مقاومة للقطع، أو جيوب خفية توفر أماناً إضافياً.

- انتبه إلى الأشخاص الذين يتحركون بشكل غير عادي بالقرب من خزائن الأمتعة.

- إذا لاحظت أي تصرفات مريبة، أَخْطِرْ طاقم الطائرة فوراً.

- إذا وضعت حقيبتك في الخزانة العلوية، حاول وضع السحّاب باتجاه الجدار الداخلي لتصعّب الوصول إلى محتوياتها.

- لا تَعرضْ النقود أو الأشياء الثمينة أمام الآخرين.

- حاول أن تكون حذراً عند فتح حقيبتك وإظهار محتوياتها.

- صوِّر جواز السفر والتذاكر وأي مستندات مهمة واحفظها رقمياً (على هاتفك أو في بريدك الإلكتروني) في حالة فقدانها.

كيف يجري التعامل مع السرقات على متن الطائرة؟

إذا تعرضتَ للسرقة، يجب إبلاغ طاقم الطائرة فوراً، فلديهم بروتوكولات محدَّدة للتعامل مع مثل هذه المواقف، وبمجرد الهبوط يمكن تقديم بلاغ للشرطة أو سلطات المطار لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

هل تحدث السرقات على متن الطائرة خلال رحلات النهار أو الليل؟

السرقات على متن الطائرات يمكن أن تحدث سواء في رحلات النهار أو الليل، ولكنَّ رحلات الليل قد تكون أكثر عُرضة لهذه الحوادث لعدة أسباب، منها:

- الإضاءة الضعيفة: في رحلات الليل، يتم تعتيم المقصورة عادةً لراحة الركاب، مما قد يمنح السارق فرصة للتحرك دون أن ينتبه إليه أي أحد.

- نوم الركاب: معظم الركاب يكونون نائمين أو أقل يقظة خلال الرحلات الليلية، مما يجعلهم أقل انتباهاً لأغراضهم الشخصية.

- الفترات الهادئة: في أثناء نوم الطاقم أو عندما يكون الطاقم منشغلاً بخدمة الركاب، قد يستغل السارق هذه الأوقات للتحرك بحرية.

في رحلات النهار، على الرغم من أن السرقات أقل شيوعاً خلال النهار، فإنها يمكن أن تحدث أيضاً، خصوصاً عندما:

- يكون الركاب منشغلين بمشاهدة الأفلام أو استخدام أجهزتهم الإلكترونية الخاصة.

- يتركون مقاعدهم لفترات طويلة (لزيارة الحمام أو التحدث مع الركاب الآخرين).