استئناف الملاحة بمطار معيتيقة وهدوء حذر في محاور القتال

ترحيب غربي وعربي بهدنة طرابلس

مطار معيتيقة في طرابلس (أ.ف.ب)
مطار معيتيقة في طرابلس (أ.ف.ب)
TT

استئناف الملاحة بمطار معيتيقة وهدوء حذر في محاور القتال

مطار معيتيقة في طرابلس (أ.ف.ب)
مطار معيتيقة في طرابلس (أ.ف.ب)

وسط هدوء حذر ساد مختلف محاور القتال في العاصمة الليبية طرابلس باستثناء مناوشات محدودة في محين عين زارة بجنوب المدينة، انتهت في الساعة الثالثة بعد ظهر أمس، الهدنة التي وافق عليها المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني، استجابةً لدعوة بعثة الأمم المتحدة لوقف القتال في عيد الأضحى، ضد الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق التي يترأسها فائز السراج.
في غضون ذلك، رحب بيان مشترك أصدرته فرنسا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية والإمارات، بالإعلان عن هدنة في ليبيا بمناسبة عيد الأضحى استجابةً للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غسان سلامة. ودعا البيان الخماسي «جميع الأطراف إلى وقف الأعمال القتالية في جميع أنحاء ليبيا»، مؤكداً الاستعداد «لمساعدة بعثة الأمم المتحدة في مراقبة الالتزام بالهدنة ومواجهة أي محاولة لكسرها». وحث البيان على ضرورة أن «تكون هذه الهدنة مصحوبة بتدابير لبناء الثقة بين الأطراف التي يمكن أن تمهد الطريق لوقف دائم لإطلاق النار والعودة إلى حوار بناء وشامل». وشدد على أهمية «امتثال، بموجب القانون الدولي، جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بحظر الأسلحة إلى ليبيا».
وبعدما دعت جميع الأطراف إلى البدء في العمل دون تأخير على اتفاق وقف إطلاق النار واستئناف الجهود، تحت رعاية الممثل الخاص للأمم المتحدة، لبناء حل سياسي دائم، جددت الدول الخمس «التزامها القوي بحل سريع وسلمي للأزمة الليبية»، وأعادت تأكيد أنه «لا يمكن أن يكون هناك خيار عسكري في ليبيا»، كما طالبت جميع الأطراف بـ«حماية المدنيين وحماية موارد ليبيا النفطية وبنيتها التحتية». وأدان البيانُ الهجوم الذي استهدف قافلة تابعة لبعثة الأمم المتحدة في مدينة بنغازي شرقي ليبيا بسيارة مفخخة، ما أسفر عن مصرع اثنين من العاملين في البعثة الأممية وإصابة 3 آخرين يوم السبت الماضي. وقالت: «يجب إثبات ملابسات هذا الفعل الشرير دون تأخير، ويجب تحديد هوية مَن كانوا وراءهم ومحاسبتهم».
كانت وزارة الخارجية في حكومة السراج، قد دعت في بيان لها مساء أول من أمس، «المجتمع الدولي لوضع حد للعدوان على العاصمة طرابلس وإرجاع القوات المعتدية حتى تتسنى العودة للعملية السياسية والعمل على وقف النشاطات الإرهابية». وأكدت أن «عودة النشاطات والعمليات الإرهابية ترجع إلى الانفلات الأمني الذي تسبب فيه العدوان على العاصمة طرابلس وانقسام المؤسسات الأمنية والعسكرية».
بدوره، استهجن عبد الباري شنبارو، وكيل وزارة الحكم المحلي وعضو لجنة الطوارئ بحكومة السراج، إغلاق صمامات مياه النهر الصناعي بمنطقة الشويرف، وحرمان سكان العاصمة طرابلس ومدن المنطقة الوسطى من تدفق المياه لليوم الرابع على التوالي من قِبل من وصفهم بـ«بعض الأشخاص المحتجين عن انقطاع التيار الكهربائي بإحدى مناطق الجنوب الليبي». وناشد شنبارو خلال تصريح وزعته الحكومة، أعيان وقبائل المنطقة الجنوبية التدخل العاجل لفتح الصمامات، مؤكداً أن فرق العمل بالشركة العامة للكهرباء تعمل جاهدة لإرجاع التيار لجميع المناطق في البلاد. كما شدد على أن «حكومة السراج، لم ولن تفرق بين أيٍّ من المدن الليبية في برنامج طرح الأحمال».
وأعرب جهاز النهر الصناعي عن أسفه لاستمرار انقطاع المياه عن طرابلس. وقال في بيان له إن تعنت ورفض المجموعة المسلحة التي اقتحمت إحدى محطات الكهرباء، تسبب في وقف ضخ المياه إلى المدن ومناطق الاستهلاك بعد عودة التيار الكهربائي لحقول الآبار، مشيراً إلى تهديدات بالتفجير وحرق مكونات المنظومة.
ميدانياً، قالت سلطات مطار معيتيقة الدولي في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إنه تم فتح الأجواء بالمطار بعد الانتهاء من ترميم الأضرار وتنظيف المكان، مشيرةً إلى أن الشركات الناقلة باشرت كالمعتاد تسيير رحلاتها المجدولة.
واتهم الجيش الوطني الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة السراج بالمسؤولية عن هذا القصف، حيث أعلن المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة أن ما وصفها بالميليشيات الإرهابية أطلقت قذائف من تمركزاتها بمشروع الموز.
وكان المركز قد أعلن مساء أول من أمس، أن القذائف التي طالت منطقة سوق الجمعة جنوب العاصمة طرابلس، تساقطت على مطار معيتيقة، ما أدى إلى توقف الرحلات إلى حين إشعار آخر.
بدوره، اتهم اللواء المبروك الغزوي، قائد مجموعة عمليات المنطقة الغربية التابعة للجيش الوطني، لواء الصمود الذي يقوده صلاح بادى، المطلوب محلياً ودولياً، بتهمة ارتكاب جرائم حرب والموالي لحكومة السراج، بإطلاق قذائف هاون ومدفعية في جنوبي طرابلس. لكن وزارة المواصلات بحكومة السراج دعت في المقابل، البعثة الأممية والمجتمع الدولي إلى الضغط على قوات الجيش الوطني، التي قالت إنها تستهدف المطار مراراً وتكراراً، ووقف هذه الهجمات التي تحرّمها القوانين الدولية. وحمّلت في بيان لها البعثة الأممية مسؤولية إدانة قوات الجيش، التي ادّعت أنها استهدفت مهبط مطار معيتيقة بصاروخين، في اختراقٍ للهدنة في أول أيامها.
ويعد مطار معيتيقة الدولي المقام داخل قاعدة طرابلس الجوية المنفذ الجوي الوحيد في غرب ليبيا، المطار الوحيد الذي يسيّر رحلات داخلية ودولية بعد تدمير مطار طرابلس الدولي في 2014 في حرب أهلية بين جماعات مسلحة تتنازع على السلطة. واستُهدف المطار بهجمات صاروخية في عدة مناسبات في السنوات الأخيرة مع انزلاق ليبيا إلى الفوضى بعد سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي في 2011.
وفى مدينة بنغازي بشرق البلاد، أعلن الجيش الوطني عن زيارة قام بها اللواء خيري التميمي مدير مكتب المشير حفتر، أمس، برفقة مسؤولين عسكريين آخرين لجرحى قوات الجيش، حيث قال بيان لمكتب حفتر إن الزيارة التي تمت بتعليماته، اطمأن خلالها الوفد على الحالة الصحية للجرحى الموجودين في مصحات مدينة بنغازي. وطبقاً لوكالة الأنباء الموالية للجيش فقد سقط أغلب هؤلاء الجرحى في معارك جنوب طرابلس الدائرة ضد مسلحي حكومة السراج منذ الرابع من أبريل (نيسان) الماضي.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.