«هواوي» تشكّل «جيشاً حديدياً» في مواجهة أميركا

شركة «هواوي» الصينية (أرشيفية - الشرق الأوسط)
شركة «هواوي» الصينية (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

«هواوي» تشكّل «جيشاً حديدياً» في مواجهة أميركا

شركة «هواوي» الصينية (أرشيفية - الشرق الأوسط)
شركة «هواوي» الصينية (أرشيفية - الشرق الأوسط)

يعتزم رئيس شركة «هواوي» ومؤسسها رن تشنغ فاي، إجراء إصلاح شامل يحتاج إلى فترة من ثلاث إلى خمس سنوات، مشكّلا بذلك «جيشاً حديدياً» من شأنه أن يساعد في التصدي لهجوم أميركي في أثناء حماية تقدم في شركته في إنتاج الجيل التالي من الاتصالات اللاسلكية.
واعتبر تشنغ فاي «التحولات الهيكلية الرئيسية قاب قوسين أو أدنى، في ظل قرار وزارة التجارة الأميركية معاقبتها وخفض القيود التجارية التي فرضتها على شركة (هواوي) الصينية بشكل مؤقت، للحد من تعطل عمليات الشبكة الحالية وأجهزتها في أنحاء العالم»، وفق مذكرة داخلية اطّلعت عليها شركة «بلومبرغ» وتم التحقق منها من متحدثة باسم شركة «هواوي».
وتواجه أكبر شركة تكنولوجية في الصين تهديداً وجودياً بعد أن تكبدت خسائر كبيرة جراء انكماش وتيرة تعامل عمالقة التكنولوجيا الأميركيين معها، خصوصاً مع اعتماد «هواوي» بشكل شبه تام على المعدات الأميركية في هواتفها، ونحو ثلث مورديها من أميركا.
وأكد تشنغ فاي في المذكرة أن «هناك حاجة إلى إصلاح داخلي للتعامل مع هذه التطورات». ولم يقدم تشنغ فاي تفاصيل حول كيف يمكن أن تتكشف إعادة الهيكلة.
وكتب في الرسالة المؤرخة في 2 أغسطس (آب): «يتعين علينا إكمال عملية الإصلاح في ظروف قاسية وصعبة، وإنشاء جيش حديدي لا يُقهر يمكن أن يساعدنا في تحقيق النصر».
تشنغ فاي وهو مهندس سابق في «جيش التحرير الشعبي الصيني» في ذروة الاضطرابات، كان قد تحدّث سابقاً عن «انسحاب استراتيجي» من أسواق معينة رداً على التعسف التجاري الأميركي المتصاعد.
وفي الوقت الذي تتصدي فيه شركة معدات الاتصالات الصينية لإدراجها على قائمة سوداء في الولايات المتحدة، لم تكن «هواوي» واثقة بحجم تأثير عقوبات إدارة ترمب على موظفيها البالغ عددهم 190 ألفاً في جميع أنحاء العالم. وبدأت «هواوي» بالاستغناء عن موظفين لها، وقد شملت عمليات التسريح وظائف في وحدة البحث والتطوير التابعة لـ«هواوي» في الولايات المتحدة.
واعتقدت «هواوي» أنها قد تصبح أكبر صانع للهواتف الذكية في العالم بحلول عام 2020، وقد كان الربع الأول من هذا العام أكثر قوة، بينما تراجع النمو بشكل طفيف في الربع الثاني خصوصاً في مبيعات الهواتف الذكية وأجهزة الكومبيوتر المحمولة.
وأكد تشنغ فاي في وقت سابق أن «القيود الأميركية لن تؤثر بالتأكيد على منتجات (هواوي) الراقية خصوصاً في قطاع اتصالات الجيل الخامس». وقال: «الولايات المتحدة لا تستخدم تقنية 5G الأكثر تطوراً».


مقالات ذات صلة

كيف تحمي خصوصيتك أثناء استخدام تطبيقات اللياقة البدنية في 2025؟

تكنولوجيا تعد تطبيقات اللياقة البدنية أداة قوية لتتبع التقدم مع ضمان بقاء بياناتك آمنة (أدوبي)

كيف تحمي خصوصيتك أثناء استخدام تطبيقات اللياقة البدنية في 2025؟

إليك بعض النصائح لاستخدام تطبيقات اللياقة البدنية بأمان في العصر الرقمي.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد مقر هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية في الرياض (الموقع الإلكتروني)

بدء تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن في السعودية

بدأ تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن للهواتف المتنقلة والأجهزة الإلكترونية في السوق، لتكون من نوع «USB Type - C».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من اجتماع خلال منتدى حوكمة الإنترنت الذي عقد مؤخراً بالعاصمة الرياض (الشرق الأوسط)

تقرير دولي: منظومات ذكية ومجتمعات ممكّنة تشكل مستقبل الاقتصاد الرقمي

كشف تقرير دولي عن عدد من التحديات التي قد تواجه الاقتصاد الرقمي في العام المقبل 2025، والتي تتضمن الابتكار الأخلاقي، والوصول العادل إلى التكنولوجيا، والفجوة…

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا تتميز سمكة «موبولا راي» بهيكلها العظمي الغضروفي وأجنحتها الضخمة ما يسمح لها بالانزلاق بسهولة في الماء (أدوبي)

سمكة تلهم باحثين لتطوير نموذج مرشّح مياه صناعي!

طريقة تغذية سمكة «موبولا راي» تدفع باحثي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لتطوير أنظمة ترشيح فعالة.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تعمل استراتيجيات مثل الأمن متعدد الطبقات واستخبارات التهديدات المتقدمة على تعزيز دفاعات الشركات السعودية (شاترستوك)

السعودية تسجل 44 % انخفاضاً في الهجمات الإلكترونية حتى نوفمبر مقارنة بـ2023

تواجه السعودية التحديات السيبرانية باستراتيجيات متقدمة مع معالجة حماية البيانات وأمن السحابة وفجوات مواهب الأمن السيبراني.

نسيم رمضان (لندن)

فرص العمل في الولايات المتحدة ترتفع بشكل غير متوقع خلال نوفمبر

مطعم «تشيبوتلي» يعلن حاجته لتوظيف في كمبردج بماساتشوستس (رويترز)
مطعم «تشيبوتلي» يعلن حاجته لتوظيف في كمبردج بماساتشوستس (رويترز)
TT

فرص العمل في الولايات المتحدة ترتفع بشكل غير متوقع خلال نوفمبر

مطعم «تشيبوتلي» يعلن حاجته لتوظيف في كمبردج بماساتشوستس (رويترز)
مطعم «تشيبوتلي» يعلن حاجته لتوظيف في كمبردج بماساتشوستس (رويترز)

ارتفعت فرص العمل في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع في نوفمبر (تشرين الثاني)، مما يعكس أن الشركات لا تزال تبحث عن عمال رغم تباطؤ سوق العمل بشكل عام.

ووفقاً لوزارة العمل، سجَّلت فرص العمل 8.1 مليون في نوفمبر، مقارنة بـ7.8 مليون في أكتوبر (تشرين الأول)، على الرغم من أنها انخفضت عن 8.9 مليون في العام الماضي وذروة 12.2 مليون في مارس (آذار) 2022، في مرحلة تعافي الاقتصاد بعد جائحة «كوفيد - 19».

ومع ذلك، تظل هذه الأرقام أعلى من مستويات ما قبل الوباء. وكان الاقتصاديون قد توقَّعوا انخفاضاً طفيفاً في فرص العمل في نوفمبر، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

كما ارتفعت عمليات التسريح قليلاً في نوفمبر، بينما تراجع عدد الأشخاص الذين تركوا وظائفهم، مما يشير إلى انخفاض ثقة الأميركيين في قدرتهم على العثور على وظائف أفضل في أماكن أخرى. وقد تباطأت سوق العمل الأميركية من ذروة التوظيف في الفترة 2021 - 2023، حيث أضاف أصحاب العمل 180 ألف وظيفة شهرياً في عام 2024 حتى نوفمبر، وهو معدل أقل من 251 ألف وظيفة في 2023، و377 ألف وظيفة في 2022، و604 آلاف وظيفة قياسية في 2021.

ومن المتوقع أن تظهر بيانات التوظيف لشهر ديسمبر (كانون الأول)، التي ستصدرها وزارة العمل يوم الجمعة، أن الشركات والوكالات الحكومية والمنظمات غير الربحية أضافت نحو 157 ألف وظيفة الشهر الماضي، مع بقاء معدل البطالة عند 4.2 في المائة. ورغم التقلبات التي شهدتها الأرقام خلال الخريف، مثل تأثير الأعاصير والإضراب في شركة «بوينغ» في أكتوبر، فإن البيانات تشير إلى انتعاش في نوفمبر مع إضافة 227 ألف وظيفة بعد انتهاء الإضراب.

ويراقب بنك الاحتياطي الفيدرالي سوق العمل من كثب بحثاً عن إشارات حول اتجاه التضخم، حيث قد يؤدي التوظيف السريع إلى زيادة الأجور والأسعار، بينما قد يشير الضعف إلى حاجة الاقتصاد إلى مزيد من الدعم من خلال خفض أسعار الفائدة.

وفي مواجهة التضخم الذي بلغ أعلى مستوياته في 4 عقود في وقت سابق، رفع «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة القياسي 11 مرة في عامي 2022 و2023. وبفضل انخفاض التضخم من 9.1 في المائة في منتصف 2022 إلى 2.7 في المائة في نوفمبر، بدأ البنك المركزي في تخفيض أسعار الفائدة.

ومع ذلك، توقفت وتيرة التقدم في السيطرة على التضخم في الأشهر الأخيرة، حيث ظلت زيادات الأسعار السنوية أعلى من هدف البنك البالغ 2 في المائة. وفي اجتماعه في ديسمبر، خفَّض «الفيدرالي» سعر الفائدة للمرة الثالثة في 2024، مع توقعات بتخفيضين إضافيَّين في 2025، وهو ما يقل عن الـ4 تخفيضات التي كانت متوقعة في سبتمبر (أيلول).