«بعلم الوصول» فيلم لمواجهة الاكتئاب يمثل مصر في كندا

ضمن فعاليات الدورة الـ44 لمهرجان تورونتو التي تُنظّم سبتمبر المقبل

لقطة من الفيلم المصري «بعلم الوصول»
لقطة من الفيلم المصري «بعلم الوصول»
TT

«بعلم الوصول» فيلم لمواجهة الاكتئاب يمثل مصر في كندا

لقطة من الفيلم المصري «بعلم الوصول»
لقطة من الفيلم المصري «بعلم الوصول»

بعد مرور عام على فوزه بثلاث جوائز في ورشة فاينال كات بمهرجان «فينيسيا» السينمائي، أعلن مهرجان «تورونتو» السينمائي، عن مشاركة الفيلم المصري «بعلم الوصول» في مسابقة «اكتشافات»، ضمن فعاليات الدورة الـ44 التي تُنظّم سبتمبر (أيلول) المقبل.
«بعلم الوصول» هو التجربة الروائية الطويلة الأولى لمؤلفه ومخرجه ومنتجه هشام صقر، بمشاركة إنتاجية من محمد حفظي. تدور أحداثه حول شخصية هالة تجسدها الفنانة بسمة، التي تواجه أفكارها الانتحارية بمفردها. فهي تعاني حالة نفسية بعد وفاة والدها وهي في الثامنة عشر من عمرها، تزداد بعد إنجاب طفلها الأول ودخول زوجها السجن، ولكنّها فجأة تقرر عدم الاستسلام وتتخلص من فكرة الاختباء خلف زوجها لتعيش الحياة مثل كل امرأة طبيعية.
مخرج الفيلم هشام صقر يقول في حديث لـ«الشرق الأوسط» إنّه سعيد بمشاركة تجربته الأولى في مهرجان كبير مثل «تورونتو» لأنّ ذلك سيمنحه فرصة جيدة للوصول إلى عدد كبير من الجمهور المختلف في دول أخرى، لافتاً إلى أنّ هذه هي القيمة الحقيقية للمهرجانات، وليست فقط المنافسة على الجوائز.
ورفض صقر تصنيف «بعلم الوصول»، على أنه فيلم مهرجانات، مشيراً إلى أنّ ميزانية إنتاج الفيلم كانت محدودة، «حتى بعد دخول حفظي شريكاً بعد تصوير أسبوعين كاملين من العمل»، لافتاً إلى أنّ الفيلم حصل على دعم تصل قيمته إلى 35 ألف يورو تقريباً، 25 منها من مهرجان «فينيسيا»، و10 آلاف من مهرجان قرطاج، يضاف إليهما دعم من بعض الشركات المصرية في صورة خدمات متعلقة بالمراحل النهائية للفيلم مثل الغرافيك.
وأوضح صقر أنّ الفيلم «ليس نسائياً» على الرّغم من أنّ بطلته امرأة، متابعاً: «العمل يحكي عن إنسانة فقدت والدها، وتحاول أن تتعايش مع كل المشاعر المصاحبة للفقد، من ثمّ تتعامل مع فكرة أنّها أصبحت أماً»، بالإضافة إلى «تعلقها المبالغ فيه تجاه زوجها الذي تحاول من خلاله أن تعوض غياب والدها، قبل أن يغادرها ويتركها وحيدة بعد دخوله السجن، فتبحث عن شيء بداخلها يساعدها على أن تقف مرة أخرى على قدميها لتواجه الحياة، وهذه هي الفكرة الرئيسة التي تدور حولها أحداث الفيلم، وهي تخاطب الرجال والنساء على حد سواء».
«بعلم الوصول» هو الفيلم الأول الذي يمثل السينما المصرية في منصة دولية خلال عام 2019، وهو ما يمنحه خصوصية كبيرة، وعن ذلك يقول صقر: «السينما المصرية خلال السنوات الأخيرة وصلت لمكانة جيدة ومبهرة، فكل عام هناك فيلم يشارك في مهرجان دولي كبير»، لافتاً إلى أنّ هذا الأمر لم يكن يتحقّق في الماضي إلّا من خلال أسماء، «لكن حالياً هناك تجارب تجيد تمثيل السينما المصرية».
وتابع صقر: «المفارقة أنّها عادةً تكون التجارب الأولى لمخرجيها، فهذا العام (بعلم الوصول) يشارك في مهرجان تورونتو، والعام الماضي شارك أبو بكر شوقي بفيلمه (يوم الدين) في المسابقة الرسمية لمهرجان (كان)، وقبلهما كانت تجربة (أخضر يابس) لمحمد حماد». ونوّه إلى أنّ «السينما طوال الوقت تحتاج إلى دماء جديدة تقدم أفكاراً صادقة وثورية تخلق موجة جديدة كما يحدث في كل دول العالم»، معرباً في الوقت نفسه عن سعادته بوجود ثلاثة أفلام عربية في مسابقة «اكتشافات»، فإلى جانب فيلمه «بعلم الوصول» يوجد فيلما «حلم نورا» التونسي، من إخراج هند بوجمعة وبطولة هند صبري، و«1982» اللبناني، إخراج وليد مؤنس وبطولة نادين لبكي، و«هذا يعد إنجازاً للسينما العربية».
وختم صقر حديثه لـ«الشرق الأوسط، بأنّ عبور الحدود بالتجارب السينمائية يعطي فرصة لشباب السينمائيين للحصول على فرص لصناعة تجاربهم والذهاب بها إلى منصات دولية، مشيراً إلى أنّ العمل الأول لكل مخرج جديد دائماً يتعطل لعدم وجود رصيد سابق يدعمه في موقفه أمام المنتجين، وهو ما ستغيره مشاركة الأفلام الأولى للمخرجين المصريين في المنصات الدولية.
من جانبها أعربت بطلة الفيلم الفنانة بسمة عن سعادتها وفخرها بمشاركة «بعلم الوصول» في مهرجان «تورونتو»، ورأت أنّ «تمثيل ثلاثة أفلام للسينما العربية في نفس المسابقة (اكتشافات) يشير إلى النهضة الكبيرة التي تشهدها صناعة السينما في العالم العربي».
وقالت بسمة إنّ «بعلم الوصول» أُنتج بطريقة مستقلة، ولصعوبة تغطية جميع مراحله، لجأ مخرجه والشريك الرئيس في إنتاجه هشام صقر، إلى البحث عن فرص تمويل تساعد في اكتماله بشكل جيد، وهو ما تحقّق بحصول الفيلم على دعم من مهرجاني «فينيسيا» و«قرطاج». وذهبت إلى أنّ إنتاج الفيلم بطريقة مستقلة «لا يعني أنّه لم يُصنع بشكل جيد، كما يتصوّر البعض، الذين ينظرون إلى هذه النّوعية من الأفلام بنظرة سطحية، ويطلقون عليها بسخرية أفلام مهرجانات، رغم أنّ فكرة السينما المستقلة موجودة في كل العالم، وهي تعني أنّها أفلام تُنتج بتكلفة أقل، ولا تملكها شركة إنتاج واحدة». كما أنّ مثل هذه الأفلام على أرض الواقع تحقق إنجازاً كبيراً للسينما المصرية، بتمثيلها المشرف في المهرجانات الكبرى، كما حدث العام الماضي مع فيلم «يوم الدين» الذي مثّل مصر في المسابقة الرسمية لمهرجان «كان».
من جانبه قال الناقد السينمائي أحمد شوقي لـ«الشرق الأوسط»، إن عام 2018 شهد مشاركة ستة أفلام مصرية في ستة مهرجانات كبرى، هي: «يوم الدين» في مهرجان «كان»، و«ليل خارجي» في مهرجان «تورونتو»، و«ورد مسموم» في مهرجان «روتردام»، و«الضيف» في مهرجان «تالين»، و«الحلم البعيد» في مهرجان «كارلوفي فاري»، و«الجمعية» في مهرجان «برلين»، أمّا هذا العام فأوّل ظهور لفيلم مصري على الصّعيد العالمي هو «بعلم الوصول» في سبتمبر المقبل. ولفت شوقي إلى أنّ «الأزمة تتمثّل في عدم وجود قصد مسبق، سواء في حالة مشاركة ستة أفلام العام الماضي، أو في حالة وصول فيلم وحيد حتى الآن هذا العام، وإنّما هي في غياب أي شكل للدّعم الوطني وانشغال المنتجين المحلّيين بصناعة الأفلام التجارية الضخمة التي تعيش لحظة جيدة على مستوى الإيرادات المتزايدة».
وختم شوقي حديثه بتأكيد أنّ الحماس لظهور تجارب مصرية مغايرة يحتفي بها العالم كل فترة من نوعية «أخضر يابس» و«يوم الدين» ومؤخراً «بعلم الوصول»، يجب ألا يمنعنا من الاستمرار في تأكيد أنّ عشرات المواهب الأخرى مثل صنّاع هذه الأفلام ينتظرون وجود آلية ثقافية تسمح لهم بالظّهور وتقديم أعمالهم.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)