ترشح الشاهد للانتخابات الرئاسية يُحدث انشقاقاً داخل حركة «تحيا تونس»

عدد المرشحين قارب المائة... وجلهم من «المستقلين»

TT

ترشح الشاهد للانتخابات الرئاسية يُحدث انشقاقاً داخل حركة «تحيا تونس»

لم تمض سوى ساعات قليلة على تقديم يوسف الشاهد، رئيس حركة «تحيا تونس» ورئيس الحكومة التونسية الحالية، ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية، المقررة منتصف الشهر المقبل، حتى ظهرت أصوات معارضة لهذا الترشح، حيث وقع أكثر من 20 شخصية من مناصري حزب «تحيا تونس»، تمثل منطقة المنستير (وسط شرقي)، عريضة تدعو الشاهد إلى مساندة ترشح عبد الكريم الزبيدي، وزير الدفاع المستقيل من منصبه، في الانتخابات المقبلة، وهو ما خلق انشقاقاً عميقاً في المواقف داخل أعضاء الحزب، الذي انشق عن حزب النداء الذي أسسه الباجي قائد السبسي.
واستنكر أعضاء المكتب الوطني لحركة «تحيا تونس» والهيئة السياسية، وعدد من المنتمين للحركة داخل منطقة المنستير هذا الموقف، وأكدوا أنه صدر دون الرجوع إلى الهياكل المنتخبة داخل الحزب، ودون احترام أخلاقيات الرجوع إلى الهياكل، معتبرين أن هذا الموقف «فيه خرق صارخ للنظام الداخلي، وتعسف في استعمال الصفة، واعتداء على إرادة هياكل قانونية منتخبة».
في المقابل، أكدت المجموعة التي دعت الشاهد، الطامح إلى منافسة عشرات المرشحين في الوصول إلى قصر قرطاج، والذي تمسك بمواصلة رئاسة الحكومة، إلى مساندة الزبيدي، معتبرين أن دعمهم ترشح وزير الدفاع الوطني المستقيل للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها، «يعد ضامنا للمسار الديمقراطي وحاميا للمكاسب الوطنية»، على حد تعبيرهم.
ويدرك عدد من مناصري حزب حركة «تحيا تونس» أن المنافسة القوية، التي ستدور بين الشاهد والزبيدي ستستنزف قوى المترشحين لصالح عبد الفتاح مورو، مرشح حركة النهضة، إذ إنهما يعتمدان على القاعدة الانتخابية نفسها، وهو ما سيشتت، في نظرهم، أصوات الناخبين، ويجعل فرضية مرور أحدهم إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية مسألة غير محسومة.
على صعيد متصل، أكد نبيل بافون، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، أن عدد المترشحين للانتخابات الرئاسية التونسية وصل عند إقفال أبواب الترشح مساء الجمعة في حدود 97 ترشحاً، من بينهم 73 مترشحاً مستقلاً، وهو رقم قياسي لم تسجله الانتخابات الرئاسية في تونس، مقارنة مع انتخابات 2014 التي شهدت 27 ترشحاً فحسب.
وخلال اليوم الأخير قدم 41 مترشحاً ملفاتهم لدى مصالح هيئة الانتخابات، بعد أن سجلت الهيئة ذاتها على مدار السبعة أيام السابقة تقديم 56 مترشحاً لملفاتهم، وكانت الساعات الأخيرة حاسمة، إذ شهدت ترشح عدد هام من الشخصيات السياسية الوازنة، أغلبها من المستقلين على غرار قيس سعيد، وناجي جلول. كما تقدمت سلمى اللومي (حزب أمل)، وسليم الرياحي (حزب الاتحاد الوطني الحر)، وعبيد البريكي (حركة تونس إلى الأمام)، وسعيد العايدي (حزب بني وطني) ترشحاتهم.
وبالإضافة إلى هؤلاء، أودعت ملفات سيف الدين مخلوف والبحري الجلاصي، إلى جانب كل من كمال العبيدي، وأمين بن صالح، وعبد الرؤوف بن رمضان وزهرة مهن، ي ومحمد الهادي بن حسين والبشير العوايني، وحاتم بولبيار ومليكة الزرمديني ومختار لطفي كمون، وكلهم مرشحون بصفة مستقلة عن الأحزاب السياسية.
وكانت الفترة الصباحية من يوم الجمعة قد شهدت تقديم ملف مرشحين من العيار الثقيل، أبرزهم يوسف الشاهد (تحيا تونس)، ومحسن مرزوق (مشروع تونس)، وعبد الفتاح مورو (النهضة)، وهم من أبرز المتنافسين على كرسي الرئاسة.
وأشار بافون إلى أن 30 في المائة من الملفات المودعة للترشح للرئاسة مكتملة من حيث التزكيات والضمان المالي والوثائق اللازمة وسيتم قبولها، مؤكداً أن عدد المقبولين أوليا سيكون أقل بكثير من عدد مطالب الترشح المودعة لدى مكتب الضبط بالهيئة الانتخابية.
وسيتم الإعلان بصفة أولية عن قائمة المترشحين في 14 من أغسطس (آب) الحالي على أن يقع الإعلان عن القائمة النهائية في 31 من هذا الشهر أيضاً.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.