«كونفليكت كيتشن» يضع السلام على مائدة الطعام

بدأت فكرة «كونفليكت كيتشن» في أميركا، وهي ترنو إلى نشر السلام والتوصل إلى حوار عقلاني ما بين الدول التي تعاني نزاعات سياسية مع الولايات المتحدة الأميركية من خلال الأكل، والترجمة الحقيقية لهذه الفكرة هي من خلال تقديم الطعام من مطابخ الدول التي هي في حالة من النزاع مع الدولة الأميركية.
وبمناسبة يوم السلام العالمي الذي تحتفل به الأمم المتحدة اليوم، وصلت الفكرة إلى لندن بداية الأسبوع الحالي وفتحت مطاعم مؤقتة على طريقة الـ«بوب أب» لتقديم المأكولات البيروفية لفتح المجال أمام الذواقة من مختلف الأعراق والجنسيات للتحدث حول المائدة بطريقة بعيدة عن البغض والبحث عن السلام من خلال تذوق ألذ المأكولات المنبعثة من مطابخ تلك البلدان.
وبعد النجاح في الحديث عن السلام فيما يخص البيرو، يأتي اليوم دور الحديث عن السلام في منطقتنا العربية التي تتعطش للسلام، وتشارك الطاهية اللبنانية السورية أنيسة الحلو إلى جانب الطاهي الإسرائيلي يوتام أتولونغي والكاتبة المتخصصة كلوديا رودن في ندوة مفتوحة يتبادل فيها الذواقة أطراف الحديث وهم يتلذذون بالأطباق الشرق أوسطية مثل التبولة وجبن الحلومي والمخللات وشرائح لحم الضأن، ويقام الغداء والعشاء في «كوين أوف هوكستون» في شرق لندن.
كلوديا رودن كاتبة متخصصة بالأكل الشرق أوسطي والمطبخ اليهودي، عاشت في مصر وكانت أول من عرف البريطانيين بالمأكولات الشرق أوسطية من خلال كتابها «ميدل إيسترن فود» الذي أصدرته عام 1968؛ فهي تقول: «كم أتمنى لو يأتي اليوم الذي يقوم فيه الفلسطينيون والإسرائيليون اليهود بالطهي والأكل والتسامر معا، مثلما حصل في مرة من المرات، وكما يفعل بعض منهم اليوم. الطاولة هي أفضل مكان للتسامح والتعايش».
ويرى فيل تشابمون مدير البرامج في منظمة «التحذير الدولي» أن «كونفليكت كيتشن» تدرك أن الأكل يلعب دورا قويا ومهما في التوصل إلى السلام تماما مثل الموسيقى والفن، فهو لغة عالمية تقرب الناس بعضهم من بعض، فتناول الخبز والمشاركة في أكل فتاته على المائدة نفسها هو تقليد قديم من عمر المجتمعات بحد ذاتها.
وعن اختيار اليوم لطهي المأكولات الشرق أوسطية يقول تشابمون إنه سعيد بمشاركة أسماء كبرى ولامعة مثل أنيسة حلو ويوتام أوتولونغي في مثل هذا الحدث المهم، وإشراك الذواقة وإعطائهم فرصة تذوق أروع الأطباق التي تحمل نَفَس الشرق الأوسط.
الهدف من «كونفليكت كيتشن» أو «مطبخ النزاع» هو إعطاء الفرصة لمؤيدي السلام في العالم للتعرف إلى من يشاطرونهم الحلم والتحدث إليهم عن طريق الجلوس معهم على الطاولة نفسها وتناول الأطباق الآتية من قلب النزاع السياسي.
كما ذكرنا آنفا، «مطبخ النزاع» بدأ في الولايات المتحدة، ويركز على تقديم أطباق من مطابخ بلدان ليست على علاقة جيدة بأميركا، في حين أن المهرجان في لندن الذي يمتد على مدى شهر كامل تحت عنوان «مهرجان الحديث عن السلام» يسعى إلى تقريب المسافات بين الناس والحديث عن السلام بشكل فعال وراق، ولا يركز على مطابخ البلدان المتنازعة مع أميركا.
بدأت فعاليات «كونفليكت كيتشن» في لندن يوم الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، وتستمر حتى السابع والعشرين من الشهر عينه، ومن خلال هذا المهرجان الفريد جرى الحديث عن السلام في البيرو في مطعم «مونيكيرز» في ساحة هوكستون، وبمناسبة يوم السلام العالمي سيخصص اليوم والمساء لتقديم الأطباق الشرقية.
يشار إلى أن الطاهي الإسرائيلي يوتام أوتولونغي يملك مطعم «أوتولونغي» الشهير في منطقة «إيزلينغتون» في شمال لندن ويشترك في إدارته وملكيته مع الطاهي الفلسطيني سامي تميمي.
وما يسعى إليه «كونفليكت كيتشن» هو تقريب المجتمعات المتنازعة عن طريق المائدة والطعام، ولو أن هناك حالات تحول فيها الأكل إلى نزاع بحد ذاته، مثلما حصل ما بين اللبنانيين والإسرائيليين عام 2008 عندما اشترك عدد من الطهاة اللبنانيين في تحضير أكبر طبق من الحمص وتزيينه بالإعلام اللبنانية وادعاء الإسرائيليين أن طبق الحمص إسرائيلي، واختلاف الأرمن والأتراك على طبق الدولما، واختلاف دول المشرق فيما بينها على ملكية وصفات الكثير من الأطباق المحلية، إلا أن شراكة أوتولونغي مع تميمي هي خير برهان على أنه من الممكن أن يجمع الطعام بدلا من أن يفرق، وهذا واضح من خلال النجاح الذي حققه الطاهيان في كتابهما «جيروساليم» الذي بين أن الأكل هو بمثابة مركبة لاكتشاف التقارب في التقاليد في المجتمعات المتنازعة.
للمزيد من المعلومات وللحجز: www.international - alert.org كلفة الغداء أو العشاء 35 جنيها إسترلينيا للشخص الواحد.