القاضي باسيل يوقف النظر في قضية قبرشمون

ريثما تبت محكمة الاستئناف بطلب «الاشتراكي» تنحيته

TT

القاضي باسيل يوقف النظر في قضية قبرشمون

قرر قاضي التحقيق العسكري، مارسيل باسيل، وقف النظر بدعوى الإشكال المسلح في منطقة قبرشمون الذي وقع في 30 يونيو (حزيران) الماضي، وأسفر عن مقتل اثنين من مرافقي الوزير صالح الغريب، بانتظار صدور قرار محكمة الاستئناف المدنية في بيروت الناظرة في طلب تنحية القاضي باسيل عن الملف، وهو الطلب الذي تقدم به محامون عن الحزب التقدمي الاشتراكي.
ويأتي قرار القاضي باسيل انسجاماً مع نص المادة 125 من قانون أصول المحاكمات المدنية، التي تفرض على القاضي المطلوب رده، التوقف عن النظر بالدعوى إلى أن تبت محكمة الاستئناف إما بقبول الطلب، فيحال الملف إلى قاضٍ آخر، وإما برفضه فيستأنف القاضي تحقيقاته من النقطة التي وصل إليها، بحسب ما ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية.
وقالت مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط»، إن وقف النظر لا يعني تنحياً عن الملف، لافتة إلى أن محامي الحزب التقدمي الاشتراكي نشأت الحسنية، ومعه مجموعة من القانونيين، تقدموا بطلب رد القاضي باسيل أمام المحكمة المختصة، أي تنحيته، وقدموا الطلب إلى محكمة الاستئناف، مشيرة إلى أن محكمة الاستئناف طلبت من القاضي باسيل وقف النظر بحادثة البساتين إلى حين تبتّ بطلب مضمون المذكرة. وأشارت إلى أنه «إذا رفضت محكمة الاستئناف مضمون مذكرة رد طلب القاضي باسيل، فإنه يكمل مهامه في الدعوى، وإذا قبلته فيتعين على القضاء تعيين قاضٍ آخر مكانه».
ويتهم الحزب التقدمي الاشتراكي رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد بممارسة الضغوط على القاضي فادي صوان للتخلي عن الملف لمصلحة القاضي غير المناوب مارسيل باسيل؛ لأنه موثوق من قبل القصر الجمهوري، وفق تعبير الوزير وائل أبو فاعور في مؤتمر صحافي عقده الثلاثاء الماضي.
وقالت المصادر السياسية نفسها، إن محامي «الاشتراكي» قدم مذكرة أخرى للقضاء اللبناني تفيد بأن المحكمة العسكرية ليست الجهة القضائية الصالحة للنظر بملف حادثة قبرشمون، وأكدت أن هذه المذكرة لم يتم النظر فيها بعد.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.