انفراج في الأزمة اللبنانية وجلسة للحكومة هذا الأسبوع

الحريري أجرى سلسلة اتصالات توّجها بلقاء عون

من لقاء الرئيسين عون والحريري أمس (دالاتي ونهرا)
من لقاء الرئيسين عون والحريري أمس (دالاتي ونهرا)
TT

انفراج في الأزمة اللبنانية وجلسة للحكومة هذا الأسبوع

من لقاء الرئيسين عون والحريري أمس (دالاتي ونهرا)
من لقاء الرئيسين عون والحريري أمس (دالاتي ونهرا)

انفرجت الأزمة الحكومية في لبنان أمس، مع عودة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى البلاد، ومعاودته الاتصالات التي بدأها صباح أمس، وتوّجت بلقائه الرئيس ميشال عون، وأدى اللقاء إلى التفاهم على تحديد موعد لجلسة مجلس الوزراء اليوم برئاسة عون في القصر الجمهوري.
وأكدت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» أن الوضع السياسي «يتجه إلى الانفراج اليوم (الجمعة)»، بعد انغلاق حكومي بدأ مع أزمة الإشكال المسلح في قبرشمون في 30 يونيو (حزيران) الماضي، وبلغ التأزم ذروته منذ تعطيل جلسات مجلس الوزراء منعاً لنقل الخلافات والانقسامات إلى طاولة مجلس الوزراء.
وبدأ الانفراج أمس إثر عودة الحريري من الخارج وإعادة الاتصالات، فأجرى الحريري اتصالاً مع الرئيس ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، واستقبل وزير الصناعة وائل أبو فاعور موفداً من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وأجرى اتصالات بمكونات سياسية أخرى، بينها حزب «القوات اللبنانية»، وهي اتصالات انعكست تشجيعاً تُوّج بلقاء الرئيسين.
وقالت المصادر إن اتفاقاً حصل لعقد جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا هذا الأسبوع، برئاسة عون، استكمالاً لجدول الأعمال السابق، وهو بحسب القانون لا يحتاج إلى دعوة تسبق الاجتماع بـ48 ساعة، طالما أنها استكمال لجدول الأعمال السابق، وليست جلسة بجدول أعمال جديد. وقالت المصادر إن جدول أعمال الجلسة لا يتضمن ملف حادثة قبرشمون، وسيتحدث رئيس الجمهورية عن الملف بعبارات تؤكد أن هذا الحادث مؤسف، واللبنانيون حريصون على الأمن والاستقرار، وأن الموضوع هو بعهدة القضاء الذي سيبتّ فيه.
وأعلن الحريري بعد اجتماعه مع عون أن الاجتماع كان إيجابياً، والحلول باتت في نهايتها، وقال: «أنا متفائل أكثر من السابق، وعلينا انتظار القليل، وستسمعون الخبر السار إن شاء الله».
وانضم المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم للاجتماع، وقال إن الأجواء «ممتازة». وكان إبراهيم انطلق في جولات مكوكية منذ الصباح، حيث زار الحريري في السراي الحكومي، وعقد اجتماعاً مع النائب طلال أرسلان، قبل أن يتوجه إلى عين التينة حيث التقى الرئيس نبيه بري. وقالت المصادر إن هناك ضمانات بأن تبدأ الجلسة وتنتهي بهدوء.
ويأتي الانفراج الحكومي قبل سفر الحريري إلى الولايات المتحدة في زيارة خاصة، يلتقي خلالها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في موعد حدد يوم الأربعاء المقبل. وقالت مصادر قريبة من الحريري لـ«الشرق الأوسط» إن الزيارة كانت معدة قبل بيان السفارة الأميركية حول حادثة قبرشمون، ولا علاقة لها بالملف الداخلي اللبناني، مشددة على أن ملف الأزمة الحكومية ليس على جدول أعمال زيارة الحريري.
ووصفت المصادر هذه الزيارة واللقاءات مع المسؤولين الأميركيين بأنها «استكشافية»، يسعى الحريري خلالها للاطلاع على الأوضاع والتطورات في المنطقة.



أكثر من 30 غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية الليلة الماضية

لبناني يشاهد الدخان يتصاعد من الضاحية الجنوبية لبيروت بعد قصف إسرائيلي (أ.ب)
لبناني يشاهد الدخان يتصاعد من الضاحية الجنوبية لبيروت بعد قصف إسرائيلي (أ.ب)
TT

أكثر من 30 غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية الليلة الماضية

لبناني يشاهد الدخان يتصاعد من الضاحية الجنوبية لبيروت بعد قصف إسرائيلي (أ.ب)
لبناني يشاهد الدخان يتصاعد من الضاحية الجنوبية لبيروت بعد قصف إسرائيلي (أ.ب)

شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت ليل السبت - الأحد، أعنف ليلة منذ بداية القصف الإسرائيلي، إذ استهدفت بأكثر من 30 غارة، سمعت أصداؤها في بيروت، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

ووفق الوكالة الوطنية للإعلام، غطت سحب الدخان الأسود أرجاء الضاحية كافة، حيث استهدفت الغارات محطة توتال على طريق المطار، ومبنى في شارع البرجاوي بالغبيري، ومنطقة الصفير وبرج البراجنة، وصحراء الشويفات وحي الأميركان ومحيط المريجة الليلكي وحارة حريك.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه نفذ سلسلة من الغارات الجوية المحددة على مواقع تابعة لـ«حزب الله» في بيروت، بما في ذلك «كثير من مستودعات الأسلحة وبنية تحتية أخرى للمسلحين».

ويتهم الجيش الإسرائيلي «حزب الله» بوضع مواقع تخزين وإنتاج الأسلحة، تحت مبانٍ سكنية، في العاصمة اللبنانية، مما يعرض السكان للخطر ويتعهد بالاستمرار في ضرب الأصول العسكرية لـ«حزب الله» بكامل قوته.

وخلال الأيام الماضية، أصدر الجيش الإسرائيلي طلبات إخلاء لأماكن في الضاحية الجنوبية لبيروت عدة مرات، حيث يواصل قصف كثير من الأهداف وقتل قادة في «حزب الله» و«حماس».

وأعلنت إسرائيل منتصف الشهر الماضي، نقل «الثقل العسكري» إلى الجبهة الشمالية. وبدأت منذ 23 سبتمبر (أيلول)، تكثيف غاراتها الجوية خصوصاً في مناطق تعدّ معاقل لـ«حزب الله» في الجنوب والشرق والضاحية الجنوبية لبيروت.

وأعلنت إسرائيل أنها بدأت في 30 سبتمبر (أيلول)، عمليات «برية محدودة وموضعية ومحددة الهدف» في جنوب لبنان تستهدف «بنى تحتية» عائدة لـ«حزب الله».