السجن لمدة عامين ضد تونسيتين خططتا للالتحاق بـ«داعش»

TT

السجن لمدة عامين ضد تونسيتين خططتا للالتحاق بـ«داعش»

أصدرت المحكمة الابتدائية بالعاصمة التونسية حكماً بالسجن لمدة سنتين، بحق تونسيتين شقيقتين متهمتين بالتخطيط للالتحاق بتنظيم «داعش» الإرهابي ومحاولة السفر إلى سوريا، استعداداً للانضمام للتنظيمات الإرهابية هناك. واتهمت المحكمة الشقيقتين بتبني الفكر التكفيري، وواجهتهما بتنزيل مقاطع فيديو باسميهما تدعم الأعمال الإرهابية التي ينفذها تنظيم «داعش» الإرهابي، وتدعو الشباب التونسي من الجنسين إلى «النفير»، والتوجه إلى الساحة السورية، لتقديم المساعدة للعناصر الإرهابية هناك، ودعم أنشطتها الإرهابية.
وجاء في ملف القضية أن المتهمتين عبرتا عبر وسائل التواصل الإلكتروني عن إعجابهما بالأعمال الإرهابية التي نفذتها «كتيبة عقبة بن نافع» الإرهابية المتمركزة في الجبال الغربية للبلاد، في إشارة إلى الهجمات التي طالت عناصر المؤسستين الأمنية والعسكرية، علاوة على مهاجمة أجهزة الدولة المدنية، ووصف العاملين بها بـ«الطواغيت» الواجبة مهاجمتهم.
وخلال الجلسة القضائية، أنكرت المتهمتان ما ورد في ملف القضية، وأكد لسان الدفاع عنهما عدم تبنيهما للأفكار المتطرفة، وطالب بالإفراج عنهما، واحتياطياً في حال الإدانة بالتخفيف في الحكم القضائي.
وفي المقابل، واجههما قاضي التحقيق باعترافاتهما المسجلة عليهما في البحث الأمني الأولي، وعرض عليهما مقاطع الفيديو التي باركتا من خلالها أعمالاً منسوبة إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، و«كتيبة عقبة بن نافع» الإرهابية، فأصرتا على الإنكار، غير أن القاضي حكم ضدهما بالسجن لمدة سنتين، بعد تأكده من ثبوت الإدانة.
يذكر أن الفترة الزمنية الممتدة بين 2011 و2013 قد شهدت «انبهار» فئات شبابية تونسية بالأفكار المتطرفة، وقد أدى الأمر إلى التحاق الآلاف بالتنظيمات الإرهابية في سوريا وليبيا والعراق. وقدرت منظمات حقوقية محلية ودولية العدد بالآلاف، غير أن الأجهزة الرسمية التونسية قد أكدت التحاق نحو ثلاثة آلاف تونسي فحسب بجبهات القتال، وأشارت إلى عودة نحو ألف إرهابي إلى البلاد، بعد قضاء سنوات في بؤر التوتر خارج تونس.
ووفق إحصائيات اللجنة التونسية لمكافحة الإرهاب (لجنة حكومية)، فإن الجبهة السورية تستقطب نحو 70 في المائة من الإرهابيين التونسيين الذين التحقوا بالتنظيمات الإرهابية، بينما توجه نحو 20 في المائة إلى ليبيا المجاورة، وتوزعت بقية النسبة على العراق ومالي وغيرهما من بؤر التوتر خارج تونس.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».