خاتمي يلوم الحكومة والبرلمان على عدم الدفاع عن حقوق الشعب الإيراني

الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي
الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي
TT

خاتمي يلوم الحكومة والبرلمان على عدم الدفاع عن حقوق الشعب الإيراني

الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي
الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي

وجّه الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي لوماً إلى إدارة الرئيس الحالي حسن روحاني لعدم اتخاذ مواقف أمام «انتهاك حقوق الشعب»، وحث الحكومة والبرلمان على تقديم تقرير للشعب إزاء «مخالفة وعودهما و(النقص)»، وانتقد في الوقت نفسه الملاحقة الأمنية للصحافيين والناشطين السياسيين بتوجيه تهم أمنية لهم.
وأبدى خاتمي استغرابه من حكومة روحاني ونواب يمثلون التيار الإصلاحي في البرلمان لعدم دفاعهما عن حقوق الشعب عبر استخدام الصلاحيات القانونية، وتساءل في هذا الصدد: «أستغرب لماذا لا تتخذ الحكومة التي انتخبت من أجل حقوق الشعب، والبرلمان الذي يزعم الدفاع عن حقوق الشعب، خصوصاً الإصلاحيين الذين دخلوا البرلمان، أي خطوة ولا يصرخون؟ لماذا لا يوجهون إنذاراً دستورياً؟ لماذا لا تستخدم الخطوات القانونية التي بيد الجهاز التشريعي؟».
وكان خاتمي يلقي خطاباً أول من أمس بمناسبة «اليوم الصحافي» أمام حشد من الناشطين والإعلاميين؛ بحسب موقعه الرسمي.
وتابع خاتمي، الذي حاول القيام بخطوات إصلاحية في إيران لفترة 8 سنوات بين 1997 و2005: «في اعتقادي أنه تجب مساءلة الحكومة والبرلمان وتقديم تقرير عن الإهمال وعدم الوفاء بالوعود والنواقص، بالقدر نفسه الذي يستحقون به الثناء على أعمال وخطوات جيدة يقومون بها ولا يقدمون عنها تقريراً إلى الشعب».
وفي جزء آخر من تصريحاته؛ استنكر خاتمي نفي المسؤولين الإيرانيين وجود سجناء سياسيين أو إعلاميين معتقلين، قائلاً: «لو رأينا بعض المسؤولين الذين يقولون: لا يوجد في الأساس موقوفون بتهم سياسية أو إعلامية، ويعدون كل شيء على أنه تهمة أمنية، فهذا يمحو أصل المشكلة مع الأسف».
ومع ذلك، هاجم خاتمي أطرافاً معارضة تطالب بتغيير النظام، وقال إن تلك الجهات «المتمردة تعتقد أن الإصلاحيين مانع لخياناتهم وحجرة عثرة في طريقهم».
وتواجه وسائل إعلام ناطقة باللغة الفارسية انتقادات واسعة من أطراف معارضة للنظام تتهمها بـ«الانحياز» للتيار الإصلاحي بقيادة خاتمي.
وهذه المرة الأولى التي ينتقد فيها خاتمي حليفه روحاني عقب انتخابه للمرة الأولى في 2013 وإعادة انتخابه لفترة ثانية في 2017. وحظيت حملة روحاني بدعم من خاتمي. كما أن الرئيس الإصلاحي الأسبق يعد أحد العوامل التي أدت إلى سيطرة قائمة الأحزاب الإصلاحية على نواب البرلمان الحالي الذي يترك مكانه لبرلمان جديد بعد الانتخابات المقررة في فبراير (شباط) المقبل.
وتأتي تصريحات خاتمي بعد أسابيع من السجال في البرلمان الإيراني حول رفض روحاني دعوات نواب لتقديم تقرير سنوي حول أداء الحكومة.
وكان رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني قد أبلغ النواب قبل أسبوعين بأن روحاني وجّه رسالة إلى المرشد علي خامنئي حول أسباب رفضه تقديم تقرير إلى البرلمان. وبحسب لاريجاني، فإن الرئيس الإيراني يشير إلى أن تقديم التقرير السنوي للبرلمان يواجه «إشكالات قانونية».
وفي إشارة إلى الأزمة الإيرانية الحالية، ناشد خاتمي «عقلاء ومحبي السلام في العالم» العمل معاً لمنع وقوع الحرب.



أزمة «تجنيد الحريديم» تحتدم في ساحات القضاء الإسرائيلي

جنود إسرائيليون يقفون حراساً في مرتفعات الجولان على الحدود مع سوريا ولبنان (وكالة الصحافة الفرنسية)
جنود إسرائيليون يقفون حراساً في مرتفعات الجولان على الحدود مع سوريا ولبنان (وكالة الصحافة الفرنسية)
TT

أزمة «تجنيد الحريديم» تحتدم في ساحات القضاء الإسرائيلي

جنود إسرائيليون يقفون حراساً في مرتفعات الجولان على الحدود مع سوريا ولبنان (وكالة الصحافة الفرنسية)
جنود إسرائيليون يقفون حراساً في مرتفعات الجولان على الحدود مع سوريا ولبنان (وكالة الصحافة الفرنسية)

شهدت جلسة للمحكمة العليا الإسرائيلية، عقدت الأربعاء، لمناقشة التماسات ضد امتناع «الحريديم» (اليهود المتشددين دينياً) عن الخدمة في الجيش، مشادات وشغباً، وسط اتهامات للحكومة بتعمد تقديم «رد متأخر» حول موقفهم، وغضب من أهالي الجنود الذين يقاتلون في قطاع غزة.

ونقلت وسائل إعلام عبرية، أنه خلال مناقشة التماس قدمته منظمات وروابط محلية ضد الحكومة ووزير الدفاع يسرائيل كاتس لأنهم «لا يطبقون واجب التجنيد ضد الحريديم»، اندلعت أعمال شغب بعد أن اقتحمت تمار ليفي، من حركة «أمهات على الجبهة» القاعة، وصرخت قائلة: «إن العلمانيين (في إشارة إلى من يتم تجنيدهم) ليسوا حمير المتشددين».

ونقلت «القناة 12» الإسرائيلية أن ليفي وقفت فوق كرسي وصرخت في قاعة المحكمة «إنكم تفتتون النسيج الاجتماعي لهذا البلد. لا يمكن أن نرسل أولادنا بعمر 18 عاماً إلى غزة ولبنان ولا يتم إرسال آخرين»، ثم يتمكن حارس المحكمة من إخراجها من الجلسة.

80 ألفاً

وناقشت الجلسة رد الحكومة المتأخر، وقال قضاة المحكمة إنهم صدموا عندما عرفوا أن عدد أعضاء المتشددين الذين لم يتم تجنيدهم، بحسب رد الدولة، هو 80 ألفاً.

ووبخ القضاةُ ممثلي الحكومة لأنهم ردوا متأخراً في الصباح الباكر قبل ساعات من الجلسة.

وكان كاتس معنياً، كما نشر، بتأخير الرد الرسمي، الذي أكد أن الجيش الإسرائيلي سيكون قادراً ابتداء من عام 2026 على استيعاب جميع اليهود المتشددين.

«الحريديم» في مظاهرة بالقدس ضد قرار تجنيدهم بالجيش الإسرائيلي 30 يونيو 2024 (أ.ب)

ونقل المستشار القانوني للحكومة، غالي بهراف ميارا، موقف الدولة بشأن تجنيد المتشددين، إلى المحكمة، وأشار إلى أن الجيش سيكون قادراً على استيعاب أرقام محددة من الحريديم هذا العام، وفي عام 2026 لن يكون هناك حد على الإطلاق.

وقالت الحكومة إن «الجيش أرسل أوامر التعبئة إلى نحو 7000 من اليهود المتشددين في سن الخدمة العسكرية».

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الثلاثاء، عن زيادة كبيرة في التجنيد من الطائفة اليهودية المتشددة لفترة التجنيد الثانية لعام 2024.

وفقاً للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، «انضم 338 مجنداً جديداً من اليهود المتشددين إلى وحدات مختلفة: 211 بوصفهم مقاتلين و127 في مهام دعم».

ويؤكد الجيش الإسرائيلي أن «هذا الدمج يتم مع احترام الظروف وأسلوب الحياة الديني للمجندين، مع تكييف البرامج القائمة».

لكن بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن إرسال الجيش الإسرائيلي 7000 أمر تجنيد إضافي لأعضاء المجتمع الحريدي جاء بعد أن فشلت المرحلة الأولى من خطة تجنيد الجنود الحريديم إلى حد كبير.

نزاع شائك

ومن بين 3000 أمر تجنيد صدرت للمتدينين الحريديم خلال الصيف الماضي، استجاب 300 شخص منهم وحضروا إلى مراكز التجنيد.

وجاءت أوامر الجيش بعد حكم تاريخي للمحكمة العليا في يونيو (حزيران) الماضي، وفيه أنه «لم يعد هناك أي إطار قانوني يسمح للدولة بالامتناع عن تجنيد طلاب المدارس الدينية الحريدية في الخدمة العسكرية».

والنزاع حول خدمة المجتمع الحريدي في الجيش هو أحد أبرز النزاعات الشائكة في إسرائيل، حيث لم تنجح محاولات الحكومة والقضاء على مدار عقود من الزمان في التوصل إلى حل مستقر لهذه القضية.

وتقاوم الزعامات الدينية والسياسية الحريدية بشدة أي جهد لتجنيد الشباب الحريديم.

يعارض «الحريديم» الخدمة في الجيش (أرشيفية - أ.ف.ب)

ويقول العديد من اليهود الحريديم إن «الخدمة العسكرية تتعارض مع أسلوب حياتهم، ويخشون أن يصبح المجندون علمانيين».

ولكن الإسرائيليين الذين يخدمون في الجيش يقولون إن هذه «الإعفاءات الجماعية القائمة منذ عقود تثقل كاهلهم بشكل غير عادل، وهذا الشعور تفاقم منذ هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) والحرب التالية، التي قتل فيها أكثر من 780 جندياً واستدعي نحو 300 ألف مواطن للخدمة الاحتياطية».

وفي العام الماضي، تم إدراج 63 ألف رجل من الحريديم على أنهم مؤهلون للخدمة العسكرية، وارتفع الرقم إلى 80 ألفاً هذا العام.

وتعمل أحزاب الائتلاف الحريدية على تشريع قانون معروف باسم «قانون التجنيد» من شأنه أن يتضمن زيادة في التجنيد، لكن مع الحفاظ على نطاق واسع من الإعفاء للرجال الحريديم، وهو ما خلف مزيداً من الجدل الصاخب والنقاش في إسرائيل.

وبداية العام الحالي، أعلن وزير الدفاع السابق، عضو الكنيست يوآف غالانت، استقالته من الكنيست، وتطرق إلى موضوع قانون التجنيد الذي كان سبباً في إقالته من منصبه، قائلاً: «في الشهرين الأخيرين منذ إقالتي من منصب وزير الدفاع، سقط أمر ما. الحكومة الإسرائيلية، بقيادة رئيس الوزراء ووزير الدفاع تقوم بتسريع قانون التجنيد (الإعفاء) الذي يتعارض مع احتياجات الجيش الإسرائيلي وأمن دولة إسرائيل. لا أستطيع قبول ذلك ولا أستطيع أن أكون شريكاً في ذلك».