نتنياهو يتعهد تشكيل حكومة «يمينية» بدلاً عن «وحدة وطنية»

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه لن يشكّل حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات، بل سيشكل حكومة يمينية محضة. وأضاف، في مقال نشره أمس في صحيفة «يسرائيل هيوم» قوله، إن «التزامي واضح، وهو تشكيل حكومة يمينية قوية بعد الانتخابات لتستمر في قيادة إسرائيل إلى إنجازات غير مسبوقة، وللحفاظ على أمن المواطنين الإسرائيليين. هذا هو التزامي لناخبي الليكود». وتابع: «إن الخيار الذي سنواجهه في الانتخابات الوشيكة هو: من سيكون رئيس الوزراء القادم لإسرائيل؟ هل سيتم تشكيل حكومة يسارية ضعيفة وعديمة الخبرة، بقيادة يائير لبيد وبيني غانتس، أو حكومة يمينية قوية برئاسة الليكود وقيادتي؟».
ودعا نتنياهو ناخبي اليمين إلى «اليقظة والتخلي عن اللامبالاة» وعدم تضييع الأصوات، قائلاً: «لن نكرر خطأ الانتخابات السابقة التي أهدر خلالها ناخبو اليمين 7 مقاعد بسبب التصويت لأحزاب لم تتجاوز نسبة الحسم. يجب ألا تتعرض حكومة اليمن للخطر؛ لذا يجب على الناخبين التصويت لصالح الليكود». وهاجم أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب «يسرائيل بيتينو»، الذي قال إنه «أعلن في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، يوم الأحد الماضي، أنه سيوصي أمام رئيس الدولة باختيار بيني غانتس لتشكيل الحكومة القادمة». وأضاف: «هذه الحقيقة كافية لندرك أن علينا التصويت لحزب الليكود. يجب أن يكون حزب الليكود أكبر حزب لضمان أن يكون تكليف تشكيل الحكومة من نصيبنا، دون أن يتمكن ليبرمان من أن يقودنا إلى حكومة يسارية ضعيفة يقودها لبيد وغانتس».
وأثارت تصريحات نتنياهو ردود فعل متباينة في إسرائيل؛ إذ أعرب وزير الإسكان، يؤاف غلانت، عن تأييده موقف نتنياهو قائلاً إن حزب كاحول لافان (أزرق أبيض) ليس حزباً حقيقياً وله 4 أقطاب لا يزالون يتجادلون، فلا يمكن التحالف مع مثل هذا الحزب. ورد الرجل الثاني في الحزب، يائير لابيد، مهاجماً نتنياهو بقوله في تغريدة له، إن نتنياهو قد يكون معارضاً للوحدة الوطنية، إلا أن أقطاب حزبه يريدون ذلك وهم يتحدثون معنا يوماً، وإذا خسر الليكود في الانتخابات حتى بمقعد واحد فإن الثورة على نتنياهو ستبدأ داخل حزبه.
وجاء تعهد نتنياهو بعدم تشكيل حكومة وحدة مع خصمه حزب «أزرق أبيض» بعد أيام قليلة من استطلاع للرأي أظهر أن معظم الجمهور الإسرائيلي يعارض تشكيل حكومة وحدة مكوّنة من حزبي «الليكود» و«أزرق أبيض»، برئاسة بنيامين نتنياهو، في الانتخابات البرلمانية المقررة في 17 (سبتمبر (أيلول) المقبل. وقال، إن 52 في المائة من المستطلعة آراؤهم لا يدعمون حكومة وحدة بين هذين الحزبين، برئاسة نتنياهو، بينما عبّر 34 في المائة فقط عن تأييدهم لهذه الخطوة.
وسئُل المشاركون في الاستطلاع بالتحديد عن حكومة وحدة برئاسة نتنياهو، رغم أن مسؤولين إسرائيليين أثاروا في الأيام الأخيرة إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة مرشح آخر من حزب «الليكود». وحصل حزب «الليكود»، بحسب الاستطلاع، على 31 مقعداً، في حين حصل تحالف «أزرق أبيض»، بزعامة بيني غانتس، على 29 مقعداً.
ولو أجريت الانتخابات اليوم، فستحصل كتلة اليمين والأحزاب الدينية المتشددة على 57 مقعداً؛ ما يعني أنهم لن يتمكنوا من تشكيل حكومة بهذا العدد من المقاعد فقط، أما ما تبقى من الأحزاب الأخرى فستحصل على 53 مقعداً، في حين سيحصل حزب «يسرائيل بيتينا»، برئاسة ليبرمان على 10 مقاعد. وهذا يعني أن حزب ليبرمان سيكون بمثابة «بيضة القبان» التي تقرر أي الكفتين ترجح من أجل تشكيل حكومة قادمة. ويحتاج أي تكتل برلماني إلى 61 مقعداً ليستطيع تشكيل الحكومة.
وترى وسائل إعلام إسرائيلية، أن الخيار الأكثر احتمالاً هو أن تشكل حكومة يمينية بزعامة حزب الليكود، وينضم إليها حزب ليبرمان، سواء مع أو من دون التناوب بين نتنياهو وليبرمان على رئاسة الوزراء في السنة الأخيرة. ويرفض حزب الليكود، فكرة التناوب مع ليبرمان. لذلك؛ قد يلجأ إلى التحالف مع حزب العمل. وبذلك يوجد أمام نتنياهو ثلاثة خيارات، تتمثل في إعادة ليبرمان وهو احتمال ضعيف، والثاني إحداث شرخ في تحالف حزب «أزرق أبيض»، وهو غير متوقع، والأخير وهو الأكثر إمكانية لحصوله إنشاء حكومة وحدة تضم أي حزب من خارج اليمين.