فيديو ضد المتدينين اليهود يثير خلافاً في «حزب الجنرالات»

TT

فيديو ضد المتدينين اليهود يثير خلافاً في «حزب الجنرالات»

تسبب فيديو حول اليهود المتدينين (الحريديم) بثه الرجل الثاني في حزب «أزرق أبيض» الإسرائيلي يائير لابيد في تفجير خلافات داخل الحزب المعروف باسم «حزب الجنرالات»، استغلها زعيم منافسه الرئيسي بنيامين نتنياهو.
وقالت وسائل إعلام إن رئيس «أزرق أبيض» الجنرال بيني غانتس تحدث مع لابيد، وأعرب خلال محادثته معه عن غضبه لأنه لم ينسق مع ناشطي الحملة الإعلامية للحزب لنشر الفيديو الذي هاجم الحريديم واتهمهم بأنهم «يريدون كل أموال الدولة». وطلب منه أن يخفف من هجومه ضد الحريديم.
وذكرت قناة البث الإسرائيلية أن غانتس قال خلال محادثات مغلقة، إن لابيد «لا يفهم أنه يحتاج للحريديم حتى ينجح بالانتخابات».
وبحسب القناة، فإن الخلاف حول الفيديو أظهر خلافاً لم يحسم بعد بين المقربين من غانتس والمقربين من لابيد حول الخط الدعائي للحملة الانتخابية للحزب.
وكان لابيد نشر فيديو يظهر فيه متدينون كمن يسعون خلف أي حكومة من أجل المال فقط. وأظهر مقطع الفيديو رسائل مفترضة لرئيس حزب «شاس» أرييه درعي، يقول خلال نقاش على «واتساب»: «هل تريدون أن أوقّع؟ أعطوا تريليون شيقل للييشيفوت» (المعاهد الدينية)، فيما يقول رئيس كتلة «يهدوت هتوراة» يعقوب ليتسمان إنه يريد كل المال الذي لدى إسرائيل.
وسبب الفيديو جدلاً واسعاً. وتقدم «شاس» بشكوى للجنة الانتخابات المركزية، فأمر رئيس اللجنة لابيد بالرد على عريضة «شاس» بخصوص الفيديو الذي يتهم فيه الحريديم بالابتزاز. وقال «شاس» إنه يجب وقف نشر الفيديو لأنه «عنصري ومحرض».
واستغل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الجدل، وهاجم لابيد بقوة. ووصف ما تضمنه الفيديو بأنه «تحريض تمت صياغته بنبرة معادية للسامية». وأضاف أن «تحريض المرشح لرئاسة الحكومة يائير لابيد الذي صيغ بلهجة معادية ولا سامية، يثبت مرة أخرى أنه يجب ألا نسمح ليائير لابيد بأن يصبح رئيساً للحكومة... فقط ليكود كبير هو الذي سيمنع حكومة يسار خطيرة غير مسؤولة بقيادة يائير لابيد وغانتس».
ورد لابيد على نتنياهو في «تويتر»، قائلاً إن رئيس الوزراء «أكبر محرض بتاريخ إسرائيل، يهاجمني على نكتة في الواتساب. مرحباً بيبي، هل أبدأ وأنشر اقتباسات لك عن السموم والعداء الذي تتدفق به لسنوات إلى داخل المجتمع الإسرائيلي؟». وتابع: «علاوة على ذلك، النكتة هي عن المليارات التي نقلتها إلى رجال الأعمال الحريديم، والذي يثبت أنها أيضاً لم تكن على حسابهم، بل كانت على حسابنا».
لكن صحيفة «يديعوت أحرونوت» ذهبت إلى أبعد من وجود خلافات. وقالت إن الفيديو يطرح تساؤلات حول ما إذا كان لبيد يمهّد لتفكيك الشراكة السياسية بعد الانتخابات. وقالت إن لبيد «يدير حملة انتخابية مستقلة داخل حزب أزرق أبيض لصالح حزب ييش عتيد الذي يرأسه».
ولابيد معروف برفضه لأي شراكة مع الحريديين في أي حكومة وكان هذا أحد شروطه للانضمام لحكومة نتنياهو عام 2013. ويدفع لابيد منذ سنوات من أجل سن قانون يجبر المتدينين على الانضمام للجيش. ومواقف لابيد هذه جزء من نقاش بينه وبين غانتس الذي لا يستبعد إمكانية تشكيل حكومة تضم الحريديين. ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن مصادر قولها إن «التقديرات تشير إلى أن لابيد بهذا الأداء يرمي إلى التمهيد لانشقاق بعد الانتخابات».
ونأى المرشح البارز في حزب «أزرق أبيض» الجنرال موشيه يعلون بنفسه عن مقطع الفيديو، وأعلن أن «هذا ليس أسلوبي ولا أسلوب بيني غانتس»، فيما قال المرشح في الحزب عضو الكنيست يوعاز هندل إنه لم يحب مقطع الفيديو. ويقول مسؤولو الحزب إن «المقطع نشر من دون استشارتهم ولم يكن مقبولاً داخل الحزب».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.