رحل صباح أمس، عن عمر يناهز 68 عاما، بعد صراع مع مرض في الرئتين، رجل الدين والفكر العلامة والأديب هاني فحص، رجل الدين الشيعي الذي عرف بصلابة مواقفه، ولين تعابيره، وفصاحته وحسن بلاغته، وميوله الثورية. وعرف أيضا بميله للحوار، لا سيما الحوار بين الأديان ومواقفه المناوئة لـ«حزب الله»، كما أظهر معارضته لانخراط الحزب إلى جانب النظام السورة ضد الثورة.
وبالأمس، نعاه محبوه الذين اعتبروه الصوت الأبرز، وأحيانا الأخير، داخل الطائفة الشيعية في لبنان، الذي كان يمكنه أن يوصل صوتا مختلفا، ويشكل جسرا مع من يختلفون مع «حزب الله» داخل الطائفة.
وقد نعاه النائب سعد الحريري، معتبرا وفاته «خسارة جسيمة لقيم الاعتدال والحوار التي أفنى عمره في الدعوة إليها والدفاع عنها، وسطر في سبيل جعلها ثقافة وطنية جامعة آلاف الدراسات والمقالات، وأعطاها من بصره وبصيرته». وقال الحريري «عرفت السيد هاني في أصعب الظروف، وشهدت لحكمته في مواجهة المخاطر والتحديات، وهو صاحب الكلمة الطيبة والروح الصافية التي تتنكر للظلم من أي جهة أتى، وتنادي بوحدة اللبنانيين والمسلمين، مهما تعالت في صفوفهم صيحات التعصب والتطرف والجهل».
أما رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط فقد وصف الراحل فحص بأنه «كان يطوّع الكلمات ليؤكد على الثوابت الوطنيّة والإسلامية الحقة»، وأنه من «رجال الدين القلائل الذين انتسبوا علانية إلى حزب سياسي، حيث اعتبر ذلك وسيلة مشروعة لتحقيق الغايات والمبادئ التي آمن بها وعمل في سبيلها. واستطاع بخلفيته الفكريّة والعقائديّة والدينيّة أن ينطلق نحو رحاب أوسع من الفكر والثقافة، وأن يؤكد على الانفتاح الديني بعيدا عن الموروثات القديمة التي تقول بالانغلاق الثقافي».
وذكرّ جنبلاط بأن فحص كان صديقا لوالده كمال جنبلاط «وخاض نضالات سياسية كبيرة، كما خاض معه الانتخابات النيابية سنة 1972، قبل أن يعود وينسحب منها. وكان متحمسا للقضية المركزية أي قضية فلسطين التي احتلت مكانة خاصة في قلبه ووجدانه وعقله وخصّها بالكثير من المقالات والكتابات». وهاني فحص من مواليد جبشيت (النبطية) عام 1946، تعلم في حوزات النجف، ونال إجازة في اللغة العربية والعلوم الإسلامية، وعاد إلى جبشيت ليتزوج باكرا ويرزق بخمسة أولاد وابنتين.
انتسب إلى حركة فتح أثناء وجودها في لبنان، وربطته علاقة وطيدة بياسر عرفات، وكذلك بالإمام الخميني قبل انقلابه على الشاه وأثناء أقامته في باريس حيث زاره هناك. ثم كان مع ياسر عرفات على الطائرة التي أقلته إلى طهران بعد نجاح الثورة الإيرانية.
انتقل للعيش في إيران عام 1982 بعد نجاح الثورة، وكان ناشطا فكريا وسياسيا، وبقي هناك لمدة ثلاث سنوات، ثم عاد إلى لبنان ليترشح للانتخابات النيابية عام 1992 عن محافظة النبطية دون أن يحالفه الحظ. وبعد فشله في الانتخابات تفرغ للحوار والكتابة والعمل الفكري والثقافي، فأسس مع سمير فرنجية (المؤتمر الدائم للحوار اللبناني)، وهو من الأعضاء المؤسسين للفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي، وكذلك من المؤسسين لـ«اللقاء اللبناني للحوار»، وهو عضو في الهيئة الشرعية للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وكان من المقربين للشيخ محمد مهدي شمس الدين. وكذلك كان عضوا في الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين. وهو عضو في أكاديمية أهل البيت في الأردن، وفي منتدى الوسطية في عمان. وعضو مجلس إدارة وعضو مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات الخيرية الثقافية.
وعرف فحص بانفتاحه الديني، ونشاطه المدني، وغزارة إنتاجه، ومن كتبه «الهوية الثقافية» و«الشيعة والدولة في لبنان»، و«الحوار في فضاء التوحيد والوحدة»، و«خطاب القلب».
7:26 دقيقه
العلامة هاني فحص في ذمة الله
https://aawsat.com/home/article/184691
العلامة هاني فحص في ذمة الله
الصوت الذي خالف «حزب الله» في عقر داره
هاني فحص
العلامة هاني فحص في ذمة الله
هاني فحص
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة








