الاحتفال بمرور 200 عام على ميلاد الملكة فيكتوريا بعرض منحوتات أسود «وندسور»

يحتفل الشعب البريطاني بمرور 200 عام على ميلاد الملكة فيكتوريا طيلة شهر أغسطس (آب) حتى أكتوبر (تشرين الأول) بعرض منحوتات لقطيع أسود مزركشة بجميع أنحاء مدينة «وندسور»، في حدث فني عام يتضمن حملة لجمع التبرعات لصالح الجمعيات الخيرية المحلية.
إن مشهد قطيع الأسود جالساً فوق العشب ليس بالمشهد المألوف في إنجلترا، لكن الأسود المقصودة هنا مصنوعة من الألياف الزجاجية، لذلك هي سهلة الانقياد وتقف متراصة تحت ظلال قلعة «وندسور» الملكية الشهيرة.
لم يكن الطقس الإنجليزي لطيفاً أمس في البداية لكن الشمس سطعت بعد طول انتظار. وفي هذه الأثناء، قام أربعة من حراس الملكة بزيهم الأحمر التقليدي بالوقوف أمام الكاميرا إلى جوار الأسود الضخمة، فيما كان الضيوف يتناولون الغداء تحت أعمدة مدرسة «سانت جورج».
كان هناك بعض الأسود الملونة اللامعة وبعضها إلى جوار مشاهد من قلعة «وندسور» وفي الخلف لوحة للملكة تسير إلى جوار صحن القلعة، وصور لبعض الشخصيات الأدبية والسياسية التي درست بكلية إيتون المجاورة. عزفت الموسيقى الحية مقطوعة من فيلم «ليون كنغ» الشهيرة وألقى عمدة المدينة خطاباً لإطلاق ما أُطلق عليه «مسار الأسود»، وهو الحديث الذي سيشجع الزوار والمقيمين في المنطقة على حد سواء على تعقب رحلة الأسود في «وندسور» والمدن والقرى المجاورة.
في 10 أغسطس، سيُرفع الستار عن عدد من الأسود أبدعها بعض أبرز الفنانين والمصممين المعاصرين في العالم بمدينتَي رويال وندسور ومايدنهيد، للاحتفال بمرور 200 عام على ميلاد الملكة فيكتوريا، ومن ثم تدشين حملة لجمع الأموال للأعمال الخيرية.
صُنعت الأسود من الألياف الزجاجية بالحجم الطبيعي من قبل كبار الفنانين والمصممين الذين قَدِموا من مختلف أنحاء العالم بما في ذلك هونغ كونغ وباريس ونيويورك وتايلاند لعرض أسودهم المزركشة بأساليب متنوعة منها الفسيفساء. وستتضمن العروض فنون الشارع والرسوم التوضيحية لتصاميم مجردة ملونة تشبه ما كان أطفال المدارس من جميع أنحاء وندسور يصنعونه عند رسم أشبال الأسد الجميلة، ناهيك بالعديد من المنحوتات.
من بين المصممين البارزين المشاركين، مصمم الأزياء الشهير زاندرا رودس، ومصمم الطباعة الشهير كافي فيسيت، وأحفاد الفنان الانطباعي الفرنسية كميل بيسارو وليلى وليورا بيسارو؛ والنحات أندرو لوجان، وألكساندر ماكوين، والمصممة آنا كومبانيتس، والمصمم الإبداعي الفنان عمريت سينغ، وعضو العائلة المالكة التايلاندية روجناتورن نا سونجخلا، وغيرهم.
تقول ليزا تود، المديرة الإبداعية للمهرجان: «لقد سعد فريق أسود وندسور بالعمل مع مجموعة رائعة من المصممين البارزين ومع أسماء مشهورة في الفن والتصميم من مختلف أنحاء العالم. الأسود التي صنعوها رائعة حقاً، وستصبح منطقتا وندسور ومايدنهيد وما بهما من تماثيل مقصداً في الصيف للمقيمين والزوار والسياح».
سوف تقود خرائط «ليون تريل» آلاف السكان والزوار في رحلة اكتشاف مناطق ويندسور وأيتون ومايدنهيد، وسيبدأ الحدث الفني الذي سيستمر ثلاثة أشهر في العاشر من أغسطس (الذي أُعلن يوم الأسد العالمي من قِبل الجمعيات الخيرية للحفاظ على الأسود ولتسليط الضوء على انخفاض أعدادها في البراري).
وبعد ثلاثة أشهر من العروض لمختلف الأعمار، ستُختتم العروض في 27 أكتوبر وستعود الأسود إلى عرينها استعداداً لمهرجان «وداعاً وداعاً» الخيري.
سيتيح مهرجان «وداعاً زئير الأسد» المقرر يومي السبت 9 و10 نوفمبر (تشرين الثاني) لمحبي ملك الغابة من المقيمين والزائرين وداع منحوتاته، ليتقرر بعدها ما يمكن طرحه للبيع في مزاد علني.
في 21 نوفمبر، سيجري بيع قطيع الأسود في المزاد والتبرع بنسبة 100% من عائدات البيع لصالح الجمعيات الخيرية بما في ذلك جمعيات «تيمس هوسبيس»، و«نادي أسود وندسور» و«جمعية الحياة البرية» الخيرية.