إذا كانت عاصمة النور لا تذهب إلى البحر فلا أقل من أن يحضر البحر إليها. ومرة أخرى، تتحقق هذه «المعجزة» الصغيرة بفضل إصرار عمدة باريس، آن هيدالغو، على مواصلة تقليد صيفي بدأ في عام 2002 ويقضي بتحويل كورنيش نهر السين، وسط العاصمة، إلى منطقة مفروشة بالرمل والشمسيات ودكاكين بيع المثلجات. وبهذا فإن الباريسيين المحرومين من متعة قضاء إجازة على شواطئ البحار والبحيرات، يجدون تعويضاً شكلياً، على الأقل، طالما أن السباحة في النهر ممنوعة بسبب التلوث.
فعالية «باري بلاج» بدأت مطلع هذا الشهر وتستمر حتى أول الشهر المقبل. لكنها لم تعد فريدة من نوعها إذ لحقت بها مبادرات مشابهة مثل تحويل الساحة الكبرى المقابلة لمبنى البلدية إلى ملعب مفروش بالرمال البيضاء الناعمة، يضم ثلاث ساحات للعب الكرة الطائرة. ويمكن ممارسة اللعبة مجاناً. وبلغ عدد المستفيدين منها، يومياً، نحواً من 350 لاعبا من كل الأعمار. ومن الملاحظ أن اللاعبين الذين يستخدمون هذه المساحات يقصدونها وهم بلباس البحر.
وإلى الحدود الشرقية من العاصمة، ما زال حوض «لافييت» يستقبل المتنزهين كل صيف للتمتع بالأيام المشمسة ولممارسة السباحة ورياضة القوارب. ويجري فرش ضفاف الحوض الصناعي بالرمل والعشب كما تتوزع فيه أعداد من النخيل توهم ابن المدينة بأنه انتقل إلى منتجع استوائي. وغالباً ما يجتذب الموقع أبناء الضواحي الواقعة على حدوده والشبان من أبناء المهاجرين الذين لا تسمح لهم الظروف بالتمتع برحلات سياحية خارج البلاد.
باريس لا تقع على البحر لكنه يحضر إليها
باريس لا تقع على البحر لكنه يحضر إليها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة